أخبار العرب

وجهة نظر بخصوص الأحداث في الأردن

محمد الجميلي اسبانيا

لم ترشح الكثير من التفاصيل عن طبيعة “الأحداث الأمنية” التي شهدتها المملكة الهاشمية السبت 03 أبريل ، و التي على إثرها شنت السلطات  حملة إعتقالات  شملت أفراد من الأسرة المالكة، و “شخصيات سعت في  تهديد إستقرار الأردن” حسب مستشار في القصر الملكي. و برز الأخ غير الشقيق لملك الأردن، وولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين  بقوة ، “علاوة على ظهور أسماء وازنة معروفة بارتباطاتها وعلاقاتها مع قوى إقليمية لها مصالح في الضغط على الملك عبد الله في بعض الملفات”(عالم اليوم بريس)، الأمير المثير للجدل المعروف بانتقاداته، و علاقاته بالعشائر…خرج ليقول أنه رهن الإقامة الجبرية، فيما نفت المصادر الرسمية و جود أي تقييدات عليه…لكن ما هي التهم المنسوبة للأمير، و من معه؟، الأجهزة الأمنية الأردنية تقول أنها  رصدت “على مدى فترة طويلة نشاطات وتحركات لسمو الأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره”.، وأشارت إلى أن التحقيقات كشفت عن “تدخلات واتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن” الأردن. فمن هي هذه الجهات؟، و لماذا الأردن؟، و من المستهدف الأردن الكيان، أم الدور؟، و ما هي الأطراف التي حركت هذه “المؤامرة”؟، و لماذا يريدون الإطاحة بالعاهل الأردني؟.

في محاولة لفهم “المؤامرة المعقدة للاطاحة بالملك”( الحرة)، أفادت مصادر عبرية ” أن نتنياهو كان على علم بالتجهيز للانقلاب في الأردن وأمِل بالإطاحة بالملك عبد الله الثاني”.، و لم يشفع للأردن انتمائه لدول “الإعتدال العربي”، و دوره في عملية السلام، و محاربة الإرهاب…في التآمر عليه و إضعافه ، في الصدد يرى ذ. عبد الباري عطوان: ” أن الأردن والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اتّفق معه البعض أو اختلف، يخوض حربًا علنيّةً مع بنيامين نِتنياهو وحُكومته اليمينيّة العُنصريّة، حول القدس المُحتلّة ومُقدّساتها وعُروبتها، ومُؤامرات نِتنياهو على الأردن لم تتوقّف، ولن تتوقّف، لأنّه يُريد إزالة الدّولة الأردنيّة من الوجود بدءًا بالتّجويع ونشر الفوضى وعدم الاستِقرار، ونقل بُذور العُنصريّة الإسرائيليّة إليه، ويُخطّط لإبعاد ثلاثة ملايين فِلسطيني من الضفّة الغربيّة إلى الأردن في إطار تنفيذ مشروع الوطن البديل”(رأي اليوم).

الجانب الإسرائيلي رمى بالكرة في الملعب الخليجي ، و اتهم تصريحا دولتين خليجيتين، بالوقوف وراء العملية الأمنية التي وصفت بالمعقدة في الأردن،  وهو الرأي الذي استقر عليه بعض الكتاب الذين رأوا في اعتقال السلطات الأردنية  رئيس الديوان الملكي الأسبق ومبعوث الملك الخاص السابق للسعودية”، يد لأطراف خليجية في الأحداث. بالمقابل  أعلنت الدول الخليجية عن دعمها و سندها للأردن، و لتأكيد هذا التاضمن طار وزير الخارجية السعودية لعمان… و عرفت السنوات الأخيرة فتورا و جمودا في عملية السلام مع الأردن نظرا لقرارات صفقة القرن التي ضربت عرض الحائط مخرجات عملية السلام ، و الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية…كما شكلت انعطافة الأردن لتركيا، و التعاون الاقتصادي مع سورية…. إشارة ذات مغزى أن المملكة الهاشمية  لم تجد ولو شريكا حقيقيا يساعدها في الخروج من ضائقتها الإقتصادية.

العاهل الأردني عبد الله الثاني أكد  أنه باق في الحكم، و أن المملكة الآن “مستقرة وآمنة”. هذا التاكيد يستند لدعم الجيش، و المكونات السياسية بشقيها اليساري و الإسلامي، و شرائح شعبية و الدعم العربي الواسع، و الغربي الذي يبدوا أنه غير مستعد لمجاراة نتن ياهو في إضعاف و مشاغلة  شريك استراتيجي، ونقطة استقرار و مركز انطلاق في عملياته ضد الإرهاب…

و بالرغم الرسائل المطمئنة لبايدن الذي عبر عن عدم قلقه من الأوضاع في الأردن. فلا زالت “أحداث السبت” تلقي بظلالها على المملكة التي تعاني متاعب كثيرة، و سيحتاج الأردن لوقت لاستيعاب تداعياتها،  و لئن برع   الأمير حسن بن طلالفي لم شمل البيت الهاشمي عبر “وساطة سريعة وفعالة”، و صدور تباشير بامتتثال  الأمير الشاب الذي اختزلها بقوله :“أضع نفسي بين يدي جلالة الملك” . فأسئلة كثيرة تتثار حول طموحات الأمير، و علاقته برجل الأعمال الإسرائيلي روي شابوشنيك، الذي اقترح مساعدة عائلة الأمير الأردني حمزة بن الحسين لمغادرة البلاد(موقع “أكسيوس”)… على ضوء ما سبق يبقى السؤال هل يتعلق الأمر بانقلاب فاشل؟، أم عملية استباقية، و اغتيال رمزي لأمير؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube