ضد التيار

الدروش *الكيل بمكيالين لماذا نصرخ من أجل أطفال ونساء غزة ونصمت عن أطفال و نساء تندوف؟*

من الطبيعي والواجب أن ندين الحرب الوحشية للكيان الصهيوني الإرهابي المجرم على غزة، وأن نخرج إلى الشوارع للدفاع عن النساء والأطفال الأبرياء الذين يُقتلون يوميًا. هذا موقف إنساني شريف لا نقاش فيه.لكن السؤال الكبير هو: لماذا لا نسمع الأصوات نفسها وهي تدافع عن أطفال ونساء مغاربة محتجزين منذ عشرات السنين في مخيمات الذل و العار بتندوف الجزائر؟منذ سنة 1975 إلى اليوم، مرت على المغرب عشرات الحكومات، وتناوبت على السلطة أحزابٌ يسارية ويمينية و ذات مرجعية إسلامية، وتعاقبت نقابات ومنظمات حقوقية كثيرة، لكنها لم ترفع صوتها بجدية من أجل هؤلاء المغاربة المنسيين في الصحراء الجزائريةهل لأنهم لا يدخلون في حسابات السياسة أم لأن بعض الجهات تخاف من إغضاب النظام الجزائري أو حلفائه صمت غريب من النخبة المغربيةعندما يتعلق الأمر بغزة، نرى الشوارع المغربية تمتلئ بالآلاف:الأحزاب تُصدر البيانات، النقابات تدعو إلى الإضراب، الجمعيات الحقوقية تنظم الوقفات، والصحفيون يخصصون صفحات كاملة في الجرائد والبرامج التلفزية.لكن عندما يتعلق الأمر بأطفال تندوف المغاربة، لا أحد يتكلم، ولا نرى مسيرات، ولا بيانات، ولا وقفات.لماذا أليسوا بشراً مثل أطفال غزة أليست لهم حقوق في الحياة والحرية والكرامة الحكومات المتعاقبة وعود كثيرة وصمت دائممنذ 1975 إلى اليوم، كل الحكومات المغربية تتحدث عن قضية الصحراء، ولكنها تنسى الوجه الإنساني لهذه القضية.لم نسمع يوماً عن مبادرة حقيقية من وزارة حقوق الإنسان أو منظمات المجتمع المدني أو الإعلام الرسمي للدفاع عن حقوق الأطفال والنساء في مخيمات تندوف.في تلك المخيمات، يعيش الناس في ظروف صعبة، محرومين من حرية الحركة، ومن أبسط شروط الكرامة، وبعض التقارير تتحدث عن تجنيد الأطفال وحرمانهم من التعليم والحياة الطبيعية.ورغم ذلك، لا أحد يتحرك. الجمعيات والمنظمات الحقوقية: تمويل بلا مواقفهناك عشرات الجمعيات في المغرب تقول إنها تدافع عن حقوق الإنسان، وتتلقى ملايين الدراهم من المال العام، لكنها لا تذكر تندوف ولو بكلمة.أين هي منظمات الدفاع عن حقوق الطفل والمرأة؟أين هي الجمعيات النسائية التي تملأ المنابر بالكلام عن المساواةأين هي النقابات التي تدافع عن “الكرامة”؟كلها تصمت عندما يتعلق الأمر بضحايا مغاربة يعيشون في الجحيم. الإعلام قوة في الانتقائية وضعف في الوطنيةالإعلام المغربي أيضًا يمارس الكيل بمكيالينتغطي القنوات والإذاعات كل حدث في فلسطين أو لبنان أو السودان لكنها تتجاهل تندوف وكأنها لا توجد على الخريطةلماذا لا تُخصص القنوات المغربية برامج وثائقية عن أوضاع المغاربة هناكأليس من واجبها أن توصل الحقيقة للمغاربة لا أن تكرر ما يُملى عليها الرسالة الأخيرة لا للانتقائية في الإنسانيةنحن مع غزة بكل ما نملك من مشاعر وإنسانية، لكننا أيضاً مع تندوف، لأن أولئك الأطفال والنساء مغاربة، ولأن معاناتهم جزء من معاناة وطننا.من العيب أن نخرج بالآلاف ضد همجية الكيان الصهيوني، ثم نصمت أمام همجية النظام الجزائري وجبهة البوليساريو.من العيب أن نتحدث عن الإنسانية في فلسطين وننساها على حدودنا الشرقية.لقد آن الأوان أن نقول بصوتٍ عالٍ:من يدافع عنه أطفال ونساء غزة عليه أن يدافع عن كرامة و حقوق أطفال و نساء تندوف ومن يبكي على أطفال فلسطين، يجب أن يبكي كذلك على أطفال المغرب المنسيين في تندوف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID