أخبار المهجرمقالات الرأي

الشباب المغربي وملحمة الهروب من الفقر المتعدد الأبعاد..

د الحسين فاتش، اسبانيا…

قبل حلول جائحة الكوفيد 19 تعودنا في تحاليلنا وكتاباتنا على حصر مفهوم الفقر في بلدنا باحتساب متوسط دخل المواطن المغربي كمؤشر لتحديد نسبة الفقر في المغرب .
اما وانه ستكون لجائحة الكورونا آثار مدمرة على اقتصاديات دول العالم الثالث الهشة اصلا مثل المغرب كما تَؤكد على ذلك توقعات الخبراء في الازمات فهذا ما سيفرض علينا إعادة النظر في معطياتنا و تحديد مؤشر الفقر المتعدد الجوانب وفق معطيات جديدة مثل عناصر الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية كالبنية الطرقية وتوفر وسائل التواصل ودرجات الامية الأبجدية والالكترونية وإمكانيات الربط بالإنترنت و المياه والكهرباء والصرف الصحي، ومدي قدرة المواطن على تحمل نفقاتها.
الشباب المغربي الذي أصبحنا نشهد له نزوحا جماعيا مضطردا على متن قوارب الموت بكل اصنافها وأشكالها نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط حيث تتكسر أحلامه عند الوصول— ان لم يتحول إلى طعام لحيتان البحر— على صخرة واقع مؤلم اكثر بؤسا من الواقع الذي دفعه للاقتلاع من جذوره وهجران اهله وارضه ،انما يهرب من بلد فقد كل الثقة في مًؤسساته ولم يعد له مايخسره ان تحولت مغامرته الي كارثة هو الذي انسدت كل المنافذ في وجهه ونفذ صبره من انتظار تغيير قد يأتي وقد لايأتي نتيجة الاخفاقات في التنمية التي هي نتيجة مباشرة لظاهرة استشراء الرشوة و المحسوبية والتعامل بالوساطة والقرابة العائلية والسياسية والمذهبية وجعل الحسب والنسب في المقام الأول في كل المعاملات….
، هذه الاختلالات في القيم ادت لوأد الحلم بتغيير الحال والأحوال ببلدنا وزرع بذور اليأس في نفوس أهلنا بالبوادي والحوضر والمداشر واينما حلوا وارتحلوا تصادفهم حالة تذمر نفسي، جماعي وياس، واحباط وبحث مضن عن مخرج أصبح المغاربة أطفالا َشيبا وشبابا ونساء حوامل وحتى عوائل بكامل أفراد ها يجدونه في شد الرحال وركوب مغامرة الهجرة او الحريك بواسطة قوارب الموت
طيلة ازيد من ستين سنة التي تفصلنا عن تاريخ تحقيق الاستقلال المزعوم ابقيت الكوادر الوطنية المؤهلة للتخطيط وتحقيق التنمية الحقيقية المستدامة رهن دائرة الاقصاء والتهميش بل بالمعتقلات والسراديب المظلمة حيث تعرضوا للسلخ والجلد ولكل أشكال الإهانة ، مقابل هذه المعاملة التمييز ية لا زلنا نشهد حتى اليوم كيف يتم إهمال الكفاءات وكيف تسند المسؤولية بالمؤسسات المتخصصة في مجال الهجرة خارج مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب مما حرم تلك المؤسسات من أن تنجز البحوث والدراسات العلمية الحقيقية حول ظاهرة الهجرة السرية وابداع الأفكار و الحلول العملية الكفيلة بأن يعدل الشباب المغربي، عن فكرة الاغتراب ومنح سواعده هدية لغير وطنه ويستعيد الثقة في مؤسسات بلده ويقتنع بالعدول عن فكرة هجرة الوطن كوسيلة لتحقيق مستقبل افضل …
الخطاب السياسي لحكومتنا بدوره لا يتطرق لجوهر ظاهرة هجرة السواعد ولا يعرج على مايخسره الوطن جراء استفحال الظاهرة بل يحاول ان يجعل من معضلة الهجرة السرية َورقة سياسية مربحة في علاقات المغرب مع اسبانيا ومع المجموعة الاروبية وهي في اعتقادي سياسة انتهازية لا وطنية لأنها “ترى الربيعة ولا ترى الحافة” كما يقول المثل المغربي… ترى المليارات من المساعدات المالية التي يمنحها الاتحاد الاروبي والتي تصرف بعيدا عن مراقبة الآليات الدستورية فيما تتجاهل حكومتنا الرشيدة بمعية أحزابها السياسية المخزنية المهترئة التي تعاني العقم المزمن و الخرف ذلك النزيف الحاد في الثروة البشرية الذي يتكبده الوطن على مدار الساعة.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube