مقالات الرأي

هل نجح المغرب فعلا للعودة بقوة لعمقه الإفريقي؟

سوف أتكلم بلسان ما يقوله المحللون الإقتصاديون الفرنسيون والأفارقة عن المغرب  في السنوات الأخيرة وبالضبط منذ أن اعتلى الملك محمد السادس العرش .المغرب غاب لسنوات عن إفريقيا  وعن منظمة الوحدة الإفريقية الذي هو من بين مؤسسيها.وبقي مرتبطا بعلاقات مع دول فرانكوفونية عديدة منها ماكانت عبر التاريخ لها امتداد روحي وصوفي عميق  فالزاوية التيجانية والبودشيشية  أصبحتا لهما أتباع في العديد من دول الساحل والسنغال .هذا الإمتداد الروحي  مهد الطريق للتعاون الاقتصادي  ،واستطاع المغرب بفضل سياسة جلالة الملك الحكيمة أن يجمع بين العودة الروحية والتعاون والشراكة الإقتصادية .العودة الروحية للعمق الإفريقي ،تجسدت في تكوين الأئمة والمرشدين الأفارقة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة ،والإرتباط الوثيق الذي يربط المغرب بالزاوية التيجانية المنتشر أتباعها في دول إفريقية عديدة.المغرب عاد بقوة لإفريقيا باستثمارات ومشاريع تنموية .ولعل من ما سهل هذه العودة والشراكة الإقتصادية تواجد بنوك مغربية في العديد من الدول الإفريقية  ،وبالتالي بفضل هذه البنوك نجح المغرب بالدخول ساحة التنافس القوي اقتصاديا مع الدول الكبار فرنسا التي كانت تستعمر العديد من الدول الإفريقية لم تعد لوحدها في الساحة.بل بدأت تعترف  بأن الساحة الإفريقية لم تعد ساحتها لوحدها واعترف العديد من الإقتصاديين الفرنسيين  بتواجد لاعبين جدد في الساحة الإفريقية  وبالمنافسة  المغربية بالخصوص .الصين التي اختارت  الإستثمار بشمال المغرب،عينهاعلى السوق الإفريقي الواعد وحضورها بالمغرب بوابة إفريقيا  هي بداية للتغلل في إفريقيا  . ولن تكون الصين الدولة العظمى الأخيرة التي تراهن على التعاون الإقتصادي مع المغرب بل دول أخرى في الطريق .فالولايات المتحدة التي وقعت مع المغرب البلد الإفريقي الوحيد منطقة التبادل الحر ،قررت في عهد الرئيس الأمريكي ترامب فتح قنصلية لها في الداخلة واستثمار أكثر من إثنان مليار دولار وفي مدينة الداخلة سيتم بناء ميناء يضاهي الموانئ الكبرى في إفريقيا ليساهم إلى جانب ميناء  طنجة المتوسطي وميناء الناطور غرب المتوسط  لتكون هذه المنشآت رافعة للتنمية والإنطلاقة الإقتصادية الحقيقية للمغرب إن العودة المغربية لإفريقيا  ،ستجعل المغرب منافسا  الند للند لدول كبرى كفرنسا وأنجلترا والصين والولايات المتحدة الأمريكية.القفزة المغربية في مجال صناعة السيارات وقطع غيار الطائرات  وصناعة النسيج والدواء والمواد الغذائية خلق فرص شغل عديدة لكنها لازالت لم ترق لتوفيرها لعدد الكافي من فرص العمل لامتصاص البطالة والتخفيف من الإحتقان في الشارع.ولإنجاح مسلسل التنمية في بلادنا فعلينا  ،أن نعزز  أسس البناء الديمقراطي في بلادنا  من خلال انفراج سياسي بإطلاق  سراح كل المعتقلين السياسيين ،وفتح المزيد من أوراش التنمية  في الشرق والشمال الشرقي .

وبالتالي يجب أن يتزامن عودة المغرب لإفريقيا من خلال استثمارات  بتفعيل النموذج التنموي المرتقب 

والذي من دون شك سيعالج الإكراهات  والتفاوت الكبير في التنمية التي تعرفه بعض المناطق في المغرب 

إن نجاح المغرب في الشراكات والتعاون الإقتصادي مع العديد من الدول الإفريقية سيساهم لا محالة في انتعاش اقتصادي داخل المغرب ،وسيوفر فرص الشغل واستقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب  لخلق 

مشاريع تنموية تستوعب عدد مهم من اليد العاملة المغربية ونجاح المغرب بالعودة لعمقه الإفريقي .يعتبر عاملا مهما في المستقبل للتنافس في السوق الإفريقي الواعد .وستكتمل هذه العودة القوية بإنجاز مشروع ربط الغاز النيجري بأوروبا والذي سيمر عبر عدة دول إفريقية ستكون مستفيدة  بدون شك وسينتعش اقتصادها .وسيكون المغرب عند الإنتهاء من هذا الربط وجهة مهمة للإستثمار  في إفريقيا .إذا يمتلك كل المقومات لانطلاقة اقتصادية وتنموية حقيقية ،ويجب أن يتزامن هذا الإقلاع الإقتصادي  الذي يعرفه المغرب  بتمتين الجبهة الداخلية من خلال مصالحة وطنية والقطع مع الإنتهاكات الجسيمة التي تسيئ لصورة المغرب في الخارج ونجدد النداء لإطلاق كل المعتقلين في أحداث الحسيمة وجرادة وزاكورة وغيرها من المدن ووقف الانتهاكات التي تقع من حين لآخر في مظاهرات المعطلين  وحل المشاكل العالقة بالحوار

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube