سياسةمقالات الرأي

ما تخبئه الأقدار بين يدّى”أردوغان” لفلول الإخوان تفضحه الأيام المقبلة

حرة بريس – بقلم :عبدالجليل سليمان

عندما استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فلول الإخوان المصريين ومن بعدهم السودانيين، كان يظن أنهم سيدينون له بالطاعة العمياء والولاء المطلق، لكنه لو كان استفتى الشارع السوداني في الأمر لسمع المقولة الشائعة “لا أمان للإخوان”، ولربما تريث قليلاً؛ قبل أن يُهيئ لهم أرائك مبسوطة وسُررٍ موضوعة ونمارق مصفوفة، وفضائيات مبثوثة.

هؤلاء المُتقطعة بهم السُبل، في أنقرة واسطنبول، مسحوا بأفضال “كبيرهم” على أذيالهم؛ وأداروا له ظهرهم كدأبهم وعادتهم. وعندما شعر رجب طيب أردوغان، بميول إخوان مصر وثلة الفلول السودانية الإخوانية الُمندحرة، المُلتجأة إليه، نحو حزب السعادة (سعادات) وهو تيار إخواني منبثق عن حزب الفضيلة ويقف على يمينه وعلى يمين حزب العدالة والتنمية الحاكم، كانت المحكمة الدستورية التركية حظرته عن ممارسة النشاط السياسي بقرار ف 22 يوليو 2002، وتقدر شعبيته وسط الإخوان المسلمين الأتراك بـ 5% فقط. وبذلهم الغالي والنفيس في دعمه مالياً وفكرياً وتنظيمياً، ” لعب الفأر” بين رجليه، فقرر أن “يتغدى” بهم، قبل أن يتعشوا به. فبدأ بإعلامهم، ريثما يتفاوض مع مصر ولاحقاً مع السودان، وبقية الدول العربية بخصوص وجودهم على الأراضي التركية.

ويبدو أن الرجل يسابق الوقت كي يتخلص من العبء الإخواني الثقيل، وإذا فعل ذلك فإن دولة مثل قطر لاحقة به سالكة دربه ومتقفية أثره لا مناص.

وظل رئيس حزب السعادة “تمل كرم الله أوغلو”، يوجه انتقادات عنيفة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية، بما يُذكِّر السودانيين بخلافات المفاصلة بين الترابي والبشير “المؤتمر الوطني والشعبي”، وكيف وصلت الشتائم بينهما إلى أقصى حدود البذاءة.

وكان أوغلو اتهم حزب العدالة والتنمية غير مرة، بالتشجيع على الفسق و الإنحلال الأخلاقي وكشف عن واقعة سماها بحادثة “التفتيش العارى” مشيرًا إلى أن الذين زعموا أنهم يدافعون عن الحجاب – أي حزب العدالة والتنمية – عرّوا النساء فى المعتقلات، واصفاً ذلك بالأمر المخجل للغاية.

وفي هذا الصدد، كتب الإخواني المصري الهارب إلى تركيا “عاصم عبد الماجد على صفحته بفيس بوك :” لا تلوموا تركيا ولوموا أنفسكم. لوموا من استضافهم أردوغان فأعلنوا ولاءهم لحزب السعادات رغم علمهم بأنه يتآمر علانية ضد أردوغان ليل نهار. وأن قيادة الإخوان والتنظيم الدولي كانت من المفترض أن تجبر حزب السعادات بدعم أردوغان سواء كان يؤوي المطاردين من الإخوان أم لا!”.

فهل، يعي الإخوان الدرس، ويتصالحوا مع الواقع، ويعودوا مفردات بشرية طبيعية، مُنسجمة مع سياق الحياة الإنسانية الماثلة، أم سيحاولوا مُجدداً ملء الفراغ بين الأرض والسماء بالزعيق والنعيق والشعارات الزائفة؟

*صحفي ومحلل سياسي مختص في شؤون القرن الأفريقي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube