ضد التيار

ماذا يريد الذين نشروا صبرا للآراء سوى سحب الثقة من الأحزاب؟

لا أعتقد أن الذين يحاولون نشر غسيل الأحزاب  وإشعال فتيل الصراع  في المجتمع ونحن على أبواب  انتخابات ،أنهم يريدون الخير للمغرب .خصوصا عندما  يؤكدون أن نسبة عالية من الشعب أصبحت تثق في رجال الأمن ولا تثق في الأحزاب السياسية .وكأن الأجهزة الأمنية دخلت معركة الانتخابات وستحسمها لصالحها .هل من المصلحة العامة  أن تخرج مثل هذه التقارير في هذا الوقت بالذات ،والمغرب يعيش مخاضا بسبب عدم الانسجام الحكومي ؟هل من مصلحة البلاد ونحن نعيش أزمة اقتصادية خانقة وإكراهات كبيرة بسبب جائحة كورونا وتبعاتها؟مافائدة مثل هذه التقارير التي تدفع الشعب المغربي لسحب الثقة ليس فقط من مكونات الحكومة الحالية التي تعاني مثل ما تعاني الحكومات في العالم .بل من جميع الأحزاب السياسية في المغرب.نحن   نعيش في الدنمارك ونؤكد عمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.ونؤكد أن في هذه الأزمة كان هناك تلاحم قوي بين الحكومة وباقي الأحزاب  لتجاوز الأزمة .إن الذين  خرجوا بالتقرير يدفعون  بتغيير الشعب المغربي موقفه من العمل السياسي ومن الأحزاب السياسية ،ويدفعونه للعزوف ومقاطعة الإنتخابات ،وهذه مؤشرات لا تخدم المسار الديمقراطي ولا مستقبل البلاد.كان الأجدر على الجهة التي تكلفت بالخروج بهذا التقرير

أن تبحث في أسباب العزوف ،وتتطرق لمحاربة الفساد،وتطالب بربط المسؤولية بالمحاسبة،وتدفع الشعب المغربي ليجعل المحطة الانتخابية  المقبلة محطة لمعاقبة الأحزاب التي  تكن في مستوى تطلعات وانتظارات الشعب المغربي.كان على أصحاب التقرير أن يجعلوا هذه المحطة فرصة لفضح ناهبي المال العام ،وفرصة للقطع مع اقتصاد الريع،وكذلك فرصة للمطالبة بالقطع مع الانتهاكات الجسيمة ،وفرصة لقول الحقيقة فيما يجري من محاكمات في حق الصحفيين ،كان على الذين نشروا التقرير أن يطالبوا بالمصالحة وطي صفحة حراك الريف والحسيمة وزاكورة  والمطالبة بإطلاق سراحهم ،وخلق الأجواء المناسبة  لانتخابات نزيهة وشفافة يشارك فيها جميع المغاربة بروح وطنية 

عالية بنية القطع مع ماضي الانتهاكات وبناء الثقة في المجتمع . فنشر التقارير التي تسحب ثقة الشعب  من الأحزاب السياسية وتزكي ثقته أكثر في المؤسسات الأمنية لايخدم مطلقا المسلسل الديمقراطي في البلاد،بل يعزز فقط مسلسلا يرجعنا للوراء ولماضي  لايخدم مطلقا مصلحة ومستقبل البلاد.وعندما أقصد المسلسل الديمقراطي فإني  أقصد ثقة المؤسسات الدولية في بلادنا ،وشركاء المغرب  في العالم 

والمستثمرون الذين يريدون تعزيز التعاون الاقتصادي مع بلادنا .إن معيار الاستقرار في البلاد  هي نجاح  المسلسل الديمقراطي والذي من أسسه  مرور الانتخابات في جو سليم ونزيه ومحاربة الفساد الانتخابي 

وتحفيز الشعب على المشاركة ،وتحرير الفضاء السمعي البصري  ،وعدم مصادرة حرية الرأي ،ووقف محاكمة الصحفيين والزج لهم في السجون،واحترام تعدد الآراء .هذه الصورة التي نريد نقلها العالم ونحن على أبواب انتخابات في الأشهر القليلة القادمة .والتي نتمنى أن تجري في موعدها المحدد .إذا ما تحسنت الظروف وزال خطر الوباء الذي مازال يحصد أرواحا كثيرة

حيمري البشير  كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube