سياسةمقالات الرأي

ما بين السلام وطبول الحرب

بقلم: مندي صفدي

بغض النظر اي حكومة كانت في إسرائيل فمنذ قيام الدولة جميع الحكومات سعت من أجل السلام مع جيراننا العرب ، والتغيير الذي شهدناه في العقد الماضي في عهد بنيامين نتنياهو يستند على تخطيط استراتيجي أمني اقتصادي طويل المدى ، غير مسبوق له حتى خلال التقارب ومعاهدة اوسلو مع الفلسطينيين. 

فاجأت عملية إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات الكثيرين، لكنها كشفت في الوقت نفسه الوجه الحقيقي للجانب الفلسطيني، الذي تجنب منذ عام 1993 تنفيذ اتفاق أوسلو حتى وافته المنية ولم يبقى له قيمة، وبادرت القيادة الفلسطينية لإحباط أي فرصة للسلام ليس فقط بين إسرائيل والفلسطينيين، بل اصبحت تعارض أي اتفاق سلام مع اي دولة عربية، وتستمر بتسميم العالم العربي ضد إسرائيل، الامر الذي يلحق أضرارًا بإسرائيل وبشعوب المنطقة اقتصاديا واستراتيجيا بالغة الخطورة.

لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقيادتها الاستمرار في اخذ العالم العربي رهينة على مذبح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع رفض أي اقتراح لإنهاء الصراع، ليس ذلك فحسب بل يريد الفلسطينيون ان تستمر قضيتهم لتستهل الصدارة والأسبقية على أي قضية أخرى في العالم العربي. كذلك خلال الربيع العربي والثورات التي حلت بالعديد من الدول العربية،  دعم الفلسطينيين الانظمة المضطهدة ووقفوا ضد الشعوب المطالبة بالحرية والديمقراطية، وفي سوريا لعبت المنظمات الفلسطينية دورًا فاعلًا في الحرب إلى جانب نظام الأسد بإبادة معارضي النظام واقتربت جدًا من حزب الله وإيران وقدم لهم الفلسطيني ولائه، وانضمامهم لمحور الشر الايراني .

لقد أصبحت القضية الفلسطينية كنزًا اقتصاديًا لجمع الثروات أكثر من كونها قضية أرض او وطن، وليس فقط كمنظمات فلسطينية او قيادة فلسطينية انما أيضا منظمات دولية استغلت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لجمع الثروات بملايين الدولارات، من جمع التبرعات والأنشطة المتعددة على مدى السنين . وحتى المنظمات المعادية للسامية ولإسرائيل وجدو ان النشاط تحت العنوان الفلسطيني يرضي شهيتهم ويحقق اهدافهم، وبالتالي يبدو أن لا أحد منهم لديه مصلحة في إنهاء الصراع وسنراهم دائمًا في المقدمة، ضد أي خطة أو اتفاق سلام ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي.

كما بدأت دول الخليج في رؤية الوجه الحقيقي للفلسطينيين بعد عقود من التبرعات والميزانيات الضخمة التي تم تحويلها لهم، اتخذ الفلسطينيين جانبًا عدائيًا وانضموا إلى إيران وقطر ضد دول الخليج الأخرى ، ومع ذلك لم يخون قادة الخليج الفلسطينيين ويواصلون مساعدة وحماية مصالحهم. لكن حتى ذلك لم يرضيهم، وبمجرد إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات ، وحتى قبل دراسة تفاصيل الاتفاق الذي يعود بالفائدة على السلطة الفلسطينية ، انطلقت صرخة من القيادة الفلسطينية تتهم العرش بالخيانة وتأمر الشعب بالاحتجاج على الإمارات العربية المتحدة.

كان رد الفعل الفلسطيني متهور ومتسرع مما أضر بشكل كبير بالعلاقات والتعاطف معهم خاصة من الشعب الخليجي ، فقد كان من الحكمة أن يأتي أبو مازن أو من ينوب عنه إلى أبوظبي ليستوضح الأمور ، قبل أن يصدر تصريحات واتهامات بالخيانة التي تعتبر بالعالم العربي حدُّ السيف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube