المشهد الإعلامي في الدنمارك

هي تجربة بدأتها منذ سنوات خلت ،وكانت بدايتي الأولى كمراسل لجريدة الإتحاد الإشتراكي في مدينة صغيرة شرق المغرب الأقصى وفي نفس الوقت كمناضل في حزب الإتحاد الإشتراكي ،ساهمت خلال سنوات في نقل المعاناة اليومية لساكنة المدينة ،وهي تعبئة وتربية سياسية في نفس الوقت لشريحة واسعة من الشباب الذي كان يتطلع للتغيير ولتحقيق آمال جماهير عريضة من المجالس المنتخبة التي تعاقبت لسنوات طويلة في تدبير الشأن من دون أن تحقق ماكانت تحلم به الساكنة.كانت جل المقالات التي كتبتها تعبر عن أحلام وتطلعات العامة التي كانت محرومة من كل شيئ .كنا بمجرد الإنتهاء من الدراسة في المرحلة الإبتدائية ننتقل لمتابعة الدراسة في الإعدادي والثانوي بمدينة وجدة ،والكثير من الذين كان لهم طموح في متابعة دراستهم وتحقيق أحلامهم يتوقفون بسبب التكاليف الباهضة وعجز الكثير من الأسر من تحمل نفقات دراسة أبنائهم في غياب اهتمام وبالأحرى عجز الدولة عن توفير المنح لهم والتكاليف الباهضة للغالبية التي تنتمي لأسر ضعيفة المدخول .إلى هنا أتوقف عن الحديث عن تاريخ مؤسف لشريحة واسعة من الأصدقاء الذين كانوا يتطلعون لتحقيق أحلامهم وأحلام عائلاتهم بسبب الفقر .لكن كنا مجموعة محضوضة استضافتنا امرأتان كانتا متزوجتان لقاض في مدينة وجدة فتحتا بيتهما لاستضافة طلاب لتشجيعهم على متابعة الدراسة بدل الإنقطاع كانت فرصتنا لمتابعة الدراسة والتنافس المفيد في التحصيل الدراسي كنا مجموعة منضبطة في السلوك والدراسة وكانت الحاجة العالية رحمها الله تمتلك شخصية قوية وخصال لرجل كان قاض قضى سنوات في خدمة العدالة المغربية،لن ننسى ما قدمته لنا من جميل لأن بفضلها استطعنا مواصلة دراستنا في الإعدادي والثانوي حتى دخلنا الجامعة ومنا من اجتاز امتحان الدخول إلى مركز تكوين المعلمين .كنا فريقا منضبطين سلوكا حريصين على تفادي كل ما من شأنه إزعاج الحاجة العالية وهي بالمناسبة من أصول جزائرية والحاجة مريم التي كانت تبذل مجهودات كبيرة في توفير كل ماكنا نحتاج إليه .قضينا سنوات حتى حصلنا على شهادة الباكلوريا ولجنا الجامعة المغربية.وتخرجنا من الجامعة واجتزنا امتحان الدخول لسلك التعليم ومنا من تابع دراسته العليا ليتخرج مهندس فلاحي ولا أتذكر الآخرين الذين تخرجوا من الجامعة أومن مدارس التكوين الأخرى.كان فضل المرأتان كبير علينا ولولاهما ماكانت أطر كثيرة اليوم في المغرب تصل إلى ما وصلت إليه. لن أنسى اليوم ماقدمته المرأتان الصالحتان لنا جميعا من جميل حتى استطعنا تحقيق أحلامنا وأحلام آباءنا وأمهاتنا .فبفضلهما استطعنا مواصلة دراستنا وكنا نشكل كتلة قوية تحلم بتحقيق آمالها وتطلعات عائلاتنا .لن ننسى فضل الحاجة العالية علاوة والحاجة مريم وكلاهما لقيتا ربهما سنبقى ندعو لهما بالرحمة حتى نلقى الله لأن بفضل المجهودات وسعة الصدر والتربية التي نهجوها معنا وصلنا لتحقيق آمالنا وتطلعات أسرنا .لقد تخرج منا الطبيب والمهندس الفلاحي والأستاذ الذي اشتغل في الميدان وربى الأجيال ،وهانحن اليوم نحيي النضال في جيل لكي ينهض ويقوم بدوره في خدمة البلاد والرقي بها إلى مصاف الدول الكبرى بالأفكار والقيم والتجارب التي اكتسبناها خلال كل هذه السنين رحم الله الحاجة العالية علاوة ورحم الله الحاجة مريم التي تعبت من أجل تحضير كل ما كنا نحتاجه وندعو الله أن يجعل ما قدموه من أجلنا في ميزان حسناته ، ويرجع لهما الفضل في إنقاذنا حتى استطعنا مواصلة دراستنا وكانتا معا حريصتان على الإنضباط في السلوك والدين والمعاملة .هذا جزئ من الذاكرة التي فضلت أن أخرجها لعامة الناس ،لن أترك الفرصة تمر دون أن أترحم على الحاجة العالية التي جسدت حقيقة عربون الأخوة والصداقة التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري وكانت سعيدة بتواجدها في عاصمة الشرق وتحب الملوك الذين حكموا المغرب مخلصة لزوجها الذي كان قاضيا ،حتى نقاعد . ولن أنسى كذلك الحاجة مريم والتي كانت حريصة على توفير ماكنا نحتاجه من أكل وبفضل هاتين المرأتين اللتان كانتا زوجتان لقاضي بمدينة وجدة استطعنا مواصلة دراستنا بنجاح حتى اختار كل واحد منا طريقه بعد الفوز بشهادة الباكلوريا .هي سيرة ذاتية بدأتها اليوم وسأواصل تسجيل كل المراحل التي قطعتها في حياتي وانخراطي في الحياة السياسية في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك