مستجداتمقالات الرأي

الدروش *تفادي ثورة الجياع في المغرب*

لتفادي ثورة الجياع في المملكة المغربية ضرورة الإصلاح العاجل.يواجه المغرب في الوقت الراهن تحديات إقتصادية و إجتماعية خطيرة تنذر بتصاعد الإحتقان الشعبي، مما يجعل إحتمالية إندلاع “ثورة الجياع” قائمة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وجادة. وتتطلب هذه المرحلة الحاسمة وعيًا عميقًا من قبل الحكومة، الأحزاب السياسية، النقابات، المجتمع المدني، والإعلام بمسؤولياتهم في مواجهة الأوضاع المتردية والإستجابة لمطالب المواطنين.عوامل تؤجج الإحتقان والتوترات:1••• *الأزمة الإقتصادية وغلاء المعيشة*يمر المغرب بأزمة إقتصادية خانقة بسبب التضخم المفتعل وإرتفاع أسعار المواد الأساسية نتيجة إحتكار رجال الأعمال وبعض البرلمانيين للأسواق الوطنية ، مثل قطاع البيض، الدواجن، واللحوم الحمراء. هذا الوضع أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين، تدمير الطبقة المتوسطة، لا سيما الفئات الفقيرة والهشة والكادحة.2••• *البطالة وإنسداد الأفق*تشهد معدلات البطالة ، خصوصًا بين الشباب والخريجين الجدد، إرتفاعًا غير مسبوق، تفاقم مع فشل حكومة أخنوش في خلق فرص شغل حقيقية. هذا الوضع دفع العديد من الشباب إلى البحث عن الهجرة بمختلف الوسائل، في ظل غياب سياسات ناجعة توفر لهم حياة كريمة في بلدهم.3••• *الفقر والتفاوت الاجتماعي*رغم المشاريع الكبرى التي أُنجزت في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تحقق العدالة الإجتماعية عادلة، حيث ظل المستفيدون منها محصورين في فئة رجال الأعمال النافذين *أخنوش ومن معه*، فيما تعاني المناطق الفقيرة من تهميش واضح ونقص حاد في الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.فشل حكومة الأحرار و الأصالة و المعاصرة و الإستقلال في إنقاد سكان الحوز جراء تداعيات الزلزال الذي مر عليه أكثر من سنة و نصف .4••• *الكارثة البيئية وإستنزاف الموارد*أدت السياسات الفلاحية الفاشلة، مثل “مخطط المغرب الأخضر” (أو كما يسميه البعض “المخطط الأسود”)، إلى إستنزاف خطير للفرشة المائية وتبذير للموارد المالية، دون تحقيق التنمية الموعودة. اليوم، يطالب الرأي العام بفتح تحقيق في مسؤولية المسؤولين السابقين، وعلى رأسهم عزيز أخنوش، والعثماني، وبنكيران، وعباس الفاسي، حول التداعيات الكارثية لهذا المخطط.الإصلاحات العاجلة لتفادي الإنفجار الإجتماعي:لإنقاذ البلاد من دوامة الفوضى والتدهور الأمني، لا بد من إتخاذ قرارات جريئة و جدية تشمل:

1■■■ حل البرلمان الذي لم يعد يعبر عن تطلعات الشعب.

2■■■ إقالة الحكومة التي فشلت في تسيير الشأن العام وتحقيق التنمية.

3■■■ إصلاح دستوري ديمقراطي يضمن توزيعًا عادلًا للسلطة والثروة.

4■■■ إعادة هيكلة الأحزاب السياسية لتكون مؤسسات حقيقية تخدم الوطن لا المصالح الشخصية.

5■■■ تعديل قوانين النقابات والجمعيات لتفعيل دورها في حماية حقوق المواطنين.

6■■■ تغيير مدونة الإنتخابات لضمان انتخابات نزيهة وعادلة.

7■■■ محاربة الفساد و الإستبداد من خلال محاكمة المتورطين في نهب المال العام و إسترجاع الثروات المنهوبة.

8■■■ الإعلان عن حالة استثناء لمدة سنتين بهدف تطهير مؤسسات الدولة و الأحزاب من الفساد وإعادة الثقة للمواطنين.رسالة إلى النخب والمسؤولين:إن إستمرار الأوضاع على حالها قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الإستقرار الاجتماعي والسياسي في البلاد. المطلوب اليوم ليس مجرد وعود زائفة، بل إصلاحات فعلية وجريئة تعيد الأمل للمغاربة وتضع البلاد على طريق العدالة والتنمية الحقيقية.

عزيز الدروش – فاعل سياسي وجمعوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID