عودة للحديث عن مدونة الأسرة والتعديلات المرتقبة
المجتمع المغربي يترقب باهتمام كبير مواصلة النقاش فيما يخص الإصلاحات المقترحة والمتعلقة بمدونة الأسرة ،ونتمنى من قلوبنا وجوارحنا أن لا نفاجأ بمقترحات تمس في العمق عقيدتنا الإسلامية ،مادامت تصريحات وزيرنا في العدل والإنصاف قد تبنى من خلال بعض التصريحات التي أدلى بها تمس في العمق قيمنا الإسلامية والداعية إلى الفجور وانتشار الفساد تحت حماية الدولة من خلال غض الطرف وعدم مطالبة أرباب الفنادق الزبناء بعقد الزواج .لا أعتقد أن وزير العدل قد يستمر في استفزاز المجلس الحكومي تحت حضرة جلالة الملك بالعودة لتلك التصريحات التي تثير الضحك والاشمئزاز لدى الشارع والمجتمع المغربي الذي يتشبث بقيمه الإسلامية.النقاش حول الإجتهاد إن صح التعبير في مدونة الأسرة والذي دام مدة كافية ،للخروج اجتهاد نتمنى أن يكون فيه تأثير للعلماء المغاربة وثقتنا فيهم كبيرة أنهم سيتصدون للتيار الذي يسعى بتصريحاته الغير المسؤولة المس في القيم التي تشبع بها المغاربة .إن كلمة الفصل في مسألة التعديلات المقترحة في المدونة ،يجب أن يفصل فيها رجال الدين وهنا المجلس العلمي الأعلى هو الجهة المخولة بإحداث التعديلات ،وليس رجال شغلتهم السياسة أكثر من ما شغلتهم الحفاظ على القيم الدينية والروحية للمغاربة . المتمسكون بهذه القيم .إننا واثقون بأن العلماء أعضاء المجلس العلمي الأعلى يتحملون مسؤولية كبرى في الحفاظ على تماسك المجتمع المغربي من خلال الإجتهاد للخروج باقتراحات لا تمس في العمق القيم التي يتمسك بها المغاربة.إن باب الإجتهاد بقي مفتوحا وبالتالي فإن كلمة الفصل في التعديلات المرتقبة يجب أن تكون للمجلس العلمي الأعلى وهي مسؤولية عظمى أمام الملك الذي وضع فيهم ثقته الكاملة للخروج بتعديلات لا تسبب جدلا في المجتمع المغربي وإنما اقتراحات بناءة تزيد من تماسك المجتمع المغربي وتمسكه بدينه الإسلامي ،وفي نفس الوقت بتعدده الثقافي .نتمنى صادقين أن لا نتفاجأ بمقترحات قد تثير الجدل في المجتمع المغربي وتزيد من التوتر والإختلاف الذي لا يخدم الوفاق الوطني .إن الإجتهاد الذي نريده هو ذلك الإجتهاد الذي يخدم تماسك المجتمع المغربي من خلال التمسك بالقيم الإسلامية فالحلال بين والحرام بين وهنا مربط الفرس فلا يجب الإجتهاد فيما أحل الله وما حرم الله فالزواج شرعه الله وأباحه بميثاق الزواج والزنا والمعاشرة خارج ميثاق الزواج كما يدعو له وزير العدل بطريقة ساخرة محرم .إن الكثير من الأشياء يجب على المجلس العلمي الأعلى أن يكون حاسما فيها ويعتمدون في ذلك النصوص الصريحة في الكتاب والسنة امتثالا للقول لا اجتهاد مع النص الصريح .ويجب أن تكون كلمة الفصل موكولة لرأي المجلس العلمي الأعلى ،ولا يعتد بتصريحات وزير العدل في العديد من القضايا التي أثارها والتي خلقت توترا واشمئزاز وسط المجتمع المغربي .نتوقع أن تكون كلمة الفصل في كل التعديلات المرتقبة للمجلس العلمي الأعلى والسلام.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك