حيمري البشير

ثلاث مؤسسات الغرفة الأولى والثانية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ينظمون ندوة يغيب عنها مغاربة العالم

وأنا أتصفح هذا الصباح الجديد في العديد من المواقع،قرأت عن نشاط نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبشراكة مع الغرفتين(أقصد الغرفة الأولى لمجلس النواب والغرفة الثانية مجلس المستشارين،وموضوع الندوة كان يتعلق بحقوق الإنسان في المغرب ،وتقييم التجربة.موضوع الندوة

لا يهم فقط نواب الأمة ومغاربة الداخل ولكن في نظري يهم كذلك مغاربة الخارج المشتتين في كل بقاع العالم وأستسمح لاستعمال المصطلح،الغير اللائق في نظر العديد

وعندما يتعلق الأمر بتقييم تجربة حقوق الإنسان في المغرب وما يرتبط بالعدالة الإنتقالية وتلميع صورة المغرب بين الدول فكان ضروري أن يقول ستة ملايين مغربي يعيشون خارج التراب الوطني ،ويتمتعون بكامل الحرية في أنظمة ديمقراطية يسعى المغرب منذ سنوات لكي تكون نموذجه المستقبلي ولما الآنيّ للإرتقاء لها.هل يمكن أن يستمر هذا الجفاء والحيف اتجاه مغاربة العالم وعدم توجيه لهم دعوة للمشاركة في ندوة مولت بأموال الشعب المغربي ؟لماذا ياترى لم يتم إشراك مغاربة العالم في مثل هذه الندوات التي تمول بأموال الشعب المغرب،ومغاربة العالم يدعمون الإقتصاد الوطني بأكثر من إثنى عشر مليار درهم.كيف سيفسّر مغاربة العالم هذا الإقصاء القاسي في اعتقادي اتجاه مغاربة العالم لأن موضوع النقاش يتعلق بتقييم تجربة حقوق الإنسان في المغرب ؟هذا الإقصاء أعتبره شخصيا خوفا من أن يتجرأ مغاربة العالم لكشف المستور وهم يمتلكون الجرأة والشجاعة لفضح ذلك ليس بنية الإساءة لبلادنا ولهذه المؤسسات التي ركبت التحدي لتنظيم هذه الندوة ومناقشة موضوع مهم في نظر جميع المغاربة في الداخل والخارج .كنت أتمنى من المنظمين إشراك من أراد من مغاربة العالم في هذه الندوة والعديد من الذين يرغبون كانوا سيشاركون ليس على حساب الدولة وإنما بإمكانياتهم المادية ،وكان هدفهم المساهمة في النقاش الجدي من أجل إغناء التجربة المغربية التي كانت رائدة في العالم العربي وإفريقيا بتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان،والذي جاء بتوصية من لجنة الإنصاف والمصالحة لطي صفحة الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وطي سنوات الرصاص التي ذهب ضحيتها العديد من المناضلين الذين لازالت عائلاتهم تبحث عن جثامينهم لإعادة دفنهم للترحم عليهم كلما سمحت الظروف بذلك.إقامة الندوة في حد ذاتها تقدم محمود في طي صفحة الإنتهاكات ولكن وحتى تطمئن قلوبنا جميعا ونحس بأننا فعلا نسير في الإتجاه الصحيح في مجال حقوق الإنسان يجب أن نعرف مصير كل المفقودين الذين مازالت عائلتهم يبحثون عن مكان إقبارهم وأستسمح لاستعمال المصطلح .يجب أن تمتلك عائلات المفقودين جثامين الشهداء الذين كانوا ضحية الإنتهاكات الجسيمة ،من حق كل الشرفاء في هذا الوطن أن يعرف مصيرية المهدي بن بركة والحسين المانوزي وغيرهم كثير .والذينكانت لهم الجرأة والشجاعة لتنظيم هذه الندوة يستحقون كل التنويه والتشجيع ،لكن لا نريد أن تكون هذه الندوات موجهة فقط للخارج باستمرار أسئلة متعلقة عن مصير مفقودين مازالت عائلاتهم يبحثون عن مصيرهم وجثامينهم مفقودة لحد كتابة هذه السطور.ثم سؤالي الأخير لماذا لم تفتحوا باب المشاركة لمغاربة العالم لإغناء النقاش في هذه الندوة والسمو والرقي بحقوق الإنسان في بلادنا.إنه مجرد سؤال وربما يمكن سماع جواب عن كل ماطرحته في هذه التدوينة القصيرة الصادقة النابعة من قلب إنسان يموت حبا بوطنه وبمؤسسات بلده ومن يقودمسيرته التنموية بعيدا عن المزايدات .على الذين بادروا في تنظيم هذه الندوة أن لا يغفلوا إشراك مغاربة العالم لأنهم رقم صعب في كل المعادلات ،أزكى التحيات والحب والتقدير من كوبنهاكن عاصمة الدنمارك التي نتمتع فيها بمجال الحرية الواسع الذي نتوق إليه كمغاربة العالم.

حيمري البشر كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID