مقالات الرأي

بصراحة عجزت عن فهم مايجري في المغرب

تصفح الأخبار المغربية والعالمية جعلني أطمئن على مستقبل المغرب تارة وتارة أخرى أتشاءم .ومن الأخبار السارة التي اكتشفتها الليلة هو أن الكفاءات المغربية بلغت من التطور في مجال التصنيع في مجالات متعددة مايجعلنا نفتخر بقدرات بلدنا التنافسية في العالم .المغرب بعد دخوله مجال صناعة السيارات وقطع الطائرات وتركيبها ،يدخل مجال صناعة السفن وتصديرها لمختلف الدول في أحواض عدة في آكادير وموانئ مغربية أخرى ،وقد بين تقريرا متلفز نماذج معينة ،ثم بين نفس التقرير المتلفز التنافس الكبير الذي أصبح بين فرنسا وإسبانيا والصين للفوز بصفقات القطار الفائق السرعة الذي سيربط المدن المحتضنة لكأس العالم سنة2030 والبنية التحتية المصاحبة لهذا الإحتضان.وعندما تلقي نظرة على ما أنجز لحد الساعة من بنية تحتيةعالية الجودة من محطات قطارات وحافلات فإننا كمغاربة نفتخر بما تحقق لحد الساعة.لكن في المقابل نتابع أخبار الصحف الدولية وبالخصوص جيراننا الإسبان والفرنسيين.لاكتشاف منتوجات فلاحية مغربية مسرنطة (الفراولة) الآتية من المغرب واعتراض بيعها وتصديرها للأسواق الإسبانية بسبب أن المزارعين المغاربة كانوا يستعملون المياه العادمة في سيقيها .هذه المنتوجات المسرنطة يجب إتلافها لأنها تسبب خطرا على صحة المستهلكين المغاربة.إشارة لابد منها لتحذير الفلاحين المغاربة من ترويجها في الأسواق المغربية والدولة المغربية يجب أن تتحمل كامل المسؤولية في حماية المستهلك المغربي والحفاظ على صحته.المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تطوير بنياته التحتية ،ودخول مجال التصنيع الذي يوفر فرص عمل كثيرة.في صفوف الشباب المغربي ،والذين أصبحوا دعامة البلاد ،نحو المضي خطوات كبيرة للنمو والتطور الذي يسير فيه المغرب.وما يتحقق في بلادنا يرجع الفضل فيه لرجال أبانوا عن غيرتهم وحرصهم على دفع عجلة التطور في البلاد ومحاربة الفساد ،شخصيا تابعت العمل الكبير الذي قام به والي الدارالبيضاء حاليا بن لمهيدية ،تابعته في ولاية وجدة وفي العمل الكبير الذي قام به في الشمال في طنجة وأتابعه اليوم بالمجهود الكبير الذي يقوم به في ولاية الدار البيضاء الكبرى ،،إنه رجل وطني يستحق التقدير والإحترام والتنويه بما يقوم به.المغرب بحاجة إلى رجال مثله للدفع بعجلة التنمية في البلاد.ولا تفوتني الفرصة لأنوه بامرأة مغربية تدرجت في تدبير شؤون الدولة والآن ترأس المجلس الأعلى للحسابات لمراقبة الميزانيات التي تخصصها الدولة المغربية لتدبير قطاعات مهمة في البلاد ،هي ترأس فريق عمل لمراقبة صرف الميزانيات وترفع تقارير في شأنها تضع العديد من المسؤولين تحت طائلة المراقبة والحساب والمحاكمة .إن في المغرب رجال ونساء لهم ضمير حي يقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم ،ويقومون بما يمليه عليهم ضميرهم في حماية صورة البلاد وضمان الإزدهار للمواطن والمواطنة المغربية.والمغاربة يجب أن يكونو فخورون بالضمائر الحية مثل هؤلاء الذين يقودون البلاد ،ويسهرون على تحقيق التقدم المبهر الذي بدأت تظهر ملامحه على الأرض .لا تفوتني الفرصة دون التنويه بالتدابير التي اتخذتها الدولة في محاربة الفساد،وكل الظواهر التي تسيئ لصورة المغرب ،وقد سقط على إثرها العديد من الفاسدين وناهبي المال العام الذين أصدرت في حقهم المحاكم المغربية أحكاما وصادرت ممتلكاتهم ،هذه المتابعات القضائية يجب أن تستمر لأن طوابير الفاسدين مازالت طويلة.ولايمكن أن نطمئن على مستقبل البلاد.ولكن لابد من التأكيد أن في المغرب رجال ونساء قادرون على قيادة البلاد إلى مصاف الدول النامية بفضل المجهودات المبذولة والمتابعةالميدانية للأوراش الكبرى المفتوحة التي يسهر عليها حامي البلاد ومهندس المشاريع الكبرى التي تحققت في بلادنا جلالة الملك،والذي يحرص باستمرار على إنجاح كل الأوراش .وعندما نقول بأن المغرب يسير في اتجاهين معاكسين ،فالمقصود بطبيعة الحال فشل النخب السياسية في تدبير قطاعات مهمة،وتورط العديد منهم في الإختلاسات المالية ،والقضاء يجب أن يكون نزيها في متابعة كل الإختلالات ومحاسبة المفسدين.

إننا بحاجة اليوم إلى مسؤولين ومنتخبين يحملون ضمائر حية همهم الوحيد قيادة البلاد وفق الرؤيا الثاقبة لملك البلاد.وكل مسؤول يجب أن يضع نصب عينيه أن المسؤولية تكليف وليس تشريف ،وأن أداء الرسالة على أحسن وجه هي من تطلعات الشعب المغربي للإطمئنان على مستقبل بلادنا.لابد من الإشارة في الأخير أن المغرب بقدر ماهو بحاجة إلى مسؤولين رجالا ونساءا يحملون ضمير وإرادة في التغيير فإننا سنكون مطمئنين على مسيرة بلادنا في التنمية ،ولكن يجب أن نكون حريصين في بلادنا على حرية التعبير وحماية الصحفيين الذين يحاربون الفساد وفضح المفسدين.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube