مستجداتمقالات الرأي

الأمن الوطني، البُنَيَّة السُّرِّيّة وَ البَلِيَّة السِّرِّيَة!


بقلم عبد المجيد موميروس

قبل البدءِ :
قال الضَّادُ المُدَجَّج لِلْحُقُوقي المُبَرْمَج : ”إقْطَعْ صَبِيبَ الأنتِرنِت، إِخْلَع عنكَ ثيابكَ الحَرِيريّة، جُعْ كمَا يجُوع البائِسون، إِسْتَلْقِ على الأرضِ البَاردة القَذرة مِثْلهم. جرّبْ عيشَهُم بِلا ذَكاءٍ إِصْطِنَاعِي. ثمَّ حينَها؛ حَدِّثْهُم عن بَلِيَّتَكَ السِّرِّية“.
عن فيودور دوستويفسكي -بتصرف-

تبَّتْ يَدَا العَمِيلِ المُفَرْنَج، و لَبِئْسَ البَلِيَّةُ السِّريَّة. كما لا حبذا؛ عقلَ الحُقوقي المُبَرْمَجِ، لَمَملُوكٌ كَتِلْكَ البُنَيَّة السُّرِّيَّة. ها هي تَتَّبِعُ صراطها المنحرف؛ فَيتْبَعُهَا الوعيُ المُسَفْنَج، طماعا في قضاء حوائجه النفعية. تماما؛ غير مكترث بأمن و آمان فقراء هذا الوطن الجريح.
لذا؛ أجدني مُجَدِّدًا عَروضَ البِنْيَة السَّرْدِية، عند توصيف بَغَاءِ البُنَيَّةِ السُّرِّيَة. تماما؛ بغرض تَقْلِيمِ زَقُّوم الصّفاقة النقْدية. مع تَلْقِيمها بالسّجْع المفيد، دون مداهنة و لا مهادنة. إذ أن التثقيف الوطني؛ واجب عَلَيَّ، إنما بالبيان و بالتورية.
فها هم حملَة الدِّماغ المُزَلَّج، يترنحون باللسان المُدَبْلَج. طبعا؛ ميالون إلى تلكم العادة السرية. حيث أنهُم بمُمارساتهم الدنيئة؛ يظهرون كالحيوان المُرَجْرَج، لا هم لهم عدا الانتقام من القانون المغربي، الذي يعتبر أسمى تعبير عن إرادة الأمة. لَحتّى أَنَّهُم؛ قد فرحوا بحصولهم على صفقة المناولة الارتزاقية، المتخصصة في البلبلة الداخلية، و العبث بأمن و أمان الوطن المغربي.
و رغم أن المملكة العريقة؛ لَتَنْعَمُ بديمقراطية فتيَّة مبنية على نتائج صناديق الإنتخاب. إلا أن مُدْمِنِي البَلِيّة السِّرِّيَّة، يرفضون مبدأ التراكم المتدرج ذي المنحى تصاعدي. و الذي يشكل المنهاج الحسن، المؤَهِّل لمرحلة التوسع في الديمقراطية. طبعا؛ على أساس إعلاء سلطة القانون، و تأمين العدالة الثقافية بين جميع المواطنات و المواطنين.
و لهكذا هيَ؛ تِيمَة البُنَيَّة السُرِّيّة، التي نُريدُها عذراء وَطنيّة، حرّة أبيّة. بينما هِيَ؛ تأبى إلّا أن تحيا عميلةً حاقدَةً صَغْيُورة شَقِيّة. لذا؛ صِدْقًا أني لَنَاصِحُها، بضرورة أخذ حصص “تطهير القلوب”، قصد التزكية النفسية من شرور أهوائها الخائنة، الجائرة على أمن و أمان الوطن المغربي. و كذا؛ بُغْية إجتناب الإقتيات على فضلاتِ التكتلِ التاريخي، خلف أجندات مشيخات التدين الحاكمي. هذه التنظيمات المنافِقة، التي برهنت على أن انفتاحها على قيم الديمقرطية، لا يعدو أن يكون عدا تَقيَّةَ خديعة كبرى.
و ها هيَ؛ تِيمَةُ البُنَيَّة السُرِّية، كاسية عارية تَلْتقِطُ عطايا طغمة المرادية، بالإفراط في الانتهازية الغبية. و لسوف؛ تجدون لسانَ البُنَيَّة السُرِّية، قائما عند موقف العميل المُزايِدِ على أمن و أمان وطنه الأم. فلهكذا؛ عن جهل أو بمنتهى الطواعية.
حقا؛ إنها بُنَيَّةٌ سُرِّيَّة تعلم علم اليقين، أن الأمن و الأمان نِعمتان عظيمتان، و شرطان لا محيد عنهما عند مراد التنمية. لكنها لا تدخر جهدا في رَجمِ وطنها بالباطل، و جرّه إلى دركات النقمة القوية. بل؛ ذي البُنَيَّةُ السُّرِّية تتواعد مع من هب و دب، من أجل إحلال الفوضى بشمولياتها الداخلية.
فأنها إذن: بُنَيَّة سُرِّيَّة تُعَايِشُ قدرنا التاريخي و الجغرافي، الذي وضعنا بمنطقة زلازل جيو-سياسية. ذلك؛ وسط دوامة ابتزازات إقليمية، قد قوَّضت أركان دول عديدة حولنا. غير أنّ بَلِيَّتَهَا السِّرِّيّة، تُصرُّ على عدم الإقرار، بأن نسف النسق الدستوري التراكُبي للمؤسسات الوطنية، طريق سريع نحو اللاَّدولة.
و نحن؛ لا نريد مسايرةَ عَماهِ البَلِيَّة السِّرِّيَة، التي قد أدمنت عليها البُنَيَّةُ السُّرِية. حيث؛ أنها تلهث ساعية إلى تفكيك أمن و أمان الوطن المغربي، و تعطيل الإصلاح التراكُمي المتدرج بمنحى تصاعدي. ذلك؛ بما أن الفارق؛ لَجِدًّا شاسع بين التحول الديمقراطي السليم، و بين السقوط فريسة لِمرتزقة الأنَاركِيّة. نعم؛ تبا لهم، أولئِك المراهنون على “كَاوْ اللَّانِظام”. فأنّهمُ الواهمون؛ الحالمون بالانقسامات الطائفية و الأطروحات الانفصالية الارهابية، التي تود العصف بالوحدة الترابية للمملكة العريقة.
و عليه؛ فلا يمكننا بأي حال من الأحوال، أن نخطئ صميم السبيل. كما لن نقف موقف الحياد السلبي، و لن نأخذ مسافة جبنٍ عند ما تخطط له الحَمِّيَّات المتطرفة، التي تستهدف أمن و أمان الوطن المغربي. إينَعم؛ فَلَتَبَّتْ يدَا البُنَيَّة السُّرِّية، و بئسَ بَلِيَّتِها السِّريَة. إذ؛ أن صبيب عَمالَتها جدا غزير. و نحن -دائما و أبدًا- سنطعن في سلامة نواياها المطمورة. بينما؛ أَرَاجُوزَاتُ البُنَيَّةِ السُّرِّية، يتحينون الفرصة تلو الأخرى، لِمنع استكمال الوحدة الترابية للوطن المغربي، و لِغرض عرقلة إنجاز نموذج التقدم و الكرامة.
بلى؛ إذْ ها هيَ البُنَيَّة السُّرِّية، تريد أن تتخلى المؤسسات الأمنية عن استباقيتها، عند تفكيك المخططات الإرهابية. و أنها تريد؛ أن تتنازل المؤسسات الأمنية، عن مراقبة تراب الدولة المغربية. كما هِيَ تريد أن تمتنع الشرطة القضائية، عن تنفيذ القرارات القضائية. مثلما؛ تريد إيقاف تنفيذ القوانين، من أجل الفسح في المجال أمام التمكين لأكاسرة القومة الشنعاء. و كذلك؛ لَهِيَ تريدُ أن يستسلم المخيال الشعبي، لأطروحتها القاصرة. و التي لا تختلف حصيلتها النظرية، مع أهداف المخططات التخريبية الأناركيّة.
وا تأملوا معي، كيف أن تِيمَةَ البُنَيَّة السُّرِّية، تبشرنا بقدوم الفوضى النكراء، مع سيل دماء الأبرياء. حينما تعلن عن جنين حَمْلِها بِكُتلة شَرٍّ لَا تاريخية، تجمع فلول الخرافة الياسينية، بالحاقدين من حملة الأقلام الصحفية، و كل عباد الأدسينس و ذوي التأثيرات الافتراضية. و كذا؛ جُلّ من تغريهم النعرة الانقلابية، و المتاجرين بالحقوق الإنسانية. فلا تستغربوا؛ إن شاهدتم بودكاست الكتلة الهجينة، على قناة شاهد الزور، و تحت شعار حقوق الانسان و عاشت الديمقراطية. طبعا؛ مع الدعاية التي تعتمد على الترويج لأسماء بعينها؛ مزروعة بعناية داخل منظمات داخلية و دولية.
جميع هذا، و كتلة الشر الرقمي مستمرة في تواطئِها الصريح، مع طغمة المرادية الإجرامية، و ميليشياتها المسلحة، المشهود لها بالعنف و التطرف و الإنفصال و الارهاب. تماما؛ أني أقصد تلكم الفيالق الغدارة، التي لا تملك مشروعاً سياسياً و اقتصادياً بناء. بل تنتظر فقط؛ أضغاث قومة/ثورة شعبية، قد تُغْنِيها عن كل مجهود فكري، ثقافي، مدني، عقلاني ديمقراطي مُجدَّد.
هذه التنظيمات الرجيمة؛ التي تنام و ترقد، متعلقة بحلم الاستثمار في الظرفية الدولية المعقدة من أجل بلوغ أهدافها العبثية. مع تأجيج شروط الفوضى الداخلية الهدامة، التي يسعى اليها أراجوزات البُنَيَّة السُّرِّية، بمنتهى المكر و التحالف مع الرجعية الظلامية.
فمن ذا الذي يا ترى؛ قد جمع يسار الكتلة المزعومة، مع يمين الحاكمية، عند ذروة الظلام الإنفصالي؟
صَه صَهٍ؛ أيتها البُنَيَّة السُّرِّيَة الحقودة. إن حيل الجاسوسية و الغدر، هدفها الحقيقي تعبيد الطريق أمام حيوان التبعية و التخلف. بالتالي حتمًا؛ فلن تنتصر على قيمة الوفاء للوطن المغربي. التي من خلالِها -و بها- نستطيع تثبيت مسيرة نضالنا التاريخي، على اختيارات فكرية واضحة، و على إستراتيجية ميدانية مبتكرة. و على مهام نضالية مستعجلة، تعتمد على الوطنية الحقة و الموضوعية المتجددة. ذلك؛ من أجل الترافع الشجاع عن رؤية وطنية مستقبلية، تساهم في الإرساء السليم لِمفهوم المواطنة الدستورية النافعة.

  • البُنَيَّة السُّرِّيَة : الأَمَةُ الْمَمْلُوكَةُ يَتَّخِذُهَا سَيِّدُهَا لِلْجِمَاعِ .
  • البَلِيَّةُ السِّرِّيَّة : المُصِيبَةُ المَكْتُومَة
  • البِنْيَةُ السَّرْدِيَّة : نسقٌ منَ المعقُوليّة التِي تحدِّد الوًحدة المادِية للنَّص السَّرْدِي.

عبد المجيد موميروس
شاعر و كاتب الرأي
رئيس الإتحاد الجمعوي للشاوية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube