ملاحظات عن مقامي الإضطراري في عاصمة العثمانيين
منذ سنوات وأنا أكن الإحترام والتقدير لقائد سانفونية العدالة والتنمية بتركيا ،وهوالذي قاد بلاده خلال حقبة زمنية وعاد من جديد عقب نتائج الإنتخابات الأخيرة ليكمل الإنجازات التي بدأها بدعم الدول الإسلامية الغير العربية باستثناء قطر .هل تعرفون لماذا ،لأن حزب العدالة التركي قريب من جماعة الإخوان المسلمين بمصر وكل الأحزاب الإسلاموية والتي انتزعت السلطة من أحزاب وحكام مستبدين على شاكلة تونس عقب انتخابات قرر فيها الشعب التونسي دعمه للتغيير لإزالة الإستبداد الذي كان جاثما على تونس منذ سنين طويلة منذ بورقيبة ثم بن على إلى يومنا هذا ،حيث عاد الإستبداد والتسلط في عهد الشيخ قيس سعيد الذي بات يبحث عن ثورة جديدة بسبب الإنتهاكات الجسيمة التي يرتكبها في حق كل من يعارض حكمه وسياسته.تركيا عاد فيها حزب العدالة والتنمية ،ليستمر في نفس السياسة التي نهجها سابقا لقيادة البلاد إلى بر الأمان وسط تناقضات كبيرة بسبب موقف تركيا الواضح مما يجري في غزة من انتهاكات جسيمة ،وغموض الموقف التركي من الإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في شعب أعزل . العديد من المتتبعين يعتبرون موقف تركيا غير واضح وسلبي وهي التي لا تريد اتخاذ مواقف معادية لإسرائيل حتى لا تخسر مصالحها الإقتصادية مع إسرائيل .تركيا وإن كانت تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية ولها سفارة في تلأبيب وقنصلية في القدس ،لم تتخذ لحد الساعة موقفا صارما مما ترتكبه إسرائيل ،وماقامت به تركيا لحد الساعة هو شن حملة على الجواسيس وعملاء الموساد بتركيا وهذا في نظري غي كاف في نظر الدول الإسلامية إلا أن شن هذه الحملة يعتبره المتتبعون بداية لاتخاد مواقف أكثر صرامة اتجاه إسرائيل . ما تقوم به تركيا في غياب شبه كلي للدول العربية والإسلامية الأخرى كباكستان مثلا القوة النووية القادرة على توجيه ضربة قاسمة لإسرائيل وزعزعة استقرار المنطقة.إن الأزمة الصعبة التي تعيشها المنطقة بكاملها ستزداد صعوبة بسبب التعنت الإسرائيلي واستمرارها في الإنتهاكات الجسيمة التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني ونواياها الخبيثة في احتلال غزة من جديد حسب تصريحات النتن ياهو اليوم ،واستمرار الصمت العالمي ،واستمرار الولايات المتحدة في عرقلة قرارات مجلس الأمن برفعها للفيتو ، كل مرة ،لم يكن مع كامل الأسف الحكم الصادر من محكمة العدل الدولية كافيا لوقف المجازر ،ولن تبالي إسرائيل بقرارات الجمعية العامة ولا هذه المحكمة،وستستمر في تنفيذ مخططتها لتدمير ماتبقى من المدن الفلسطينية في قطاع غزة ،رفح واستهداف مزيدا من النساء والأطفال ،وتشريد المزيد في ظروف لا إنسانية وفي غياب المساعدات الدولية.هذه الظروف الصعبة واللاإنسانية التي يمر بها سكان غزة لم تحرك الضمير العالمي لوقف إسرائيل عند حدها .من الملاحظات التي سجلتها خلال تواجدي بالعاصمة التركية ،هو غياب تام الشعب التركي لما يجري في فلسطين،وهذا واقع مؤلم في اعتقادي ،وأشياء أخرى فضلت عدم الخوض فيها حتى عودتي إلى العاصمة الدنماركية.
حيمري البشير صحفي مقيم بالدنمارك