في ظل مايجري في العالم من يستطيع إنجاح حوار الحضارات؟
الحروب وغياب العدالة والإنصاف في المؤسسات الدولية التي أنشئت من أجل الإلتزام بالقانون وفرضه.هي أسباب مايسمى بمعادات السامية ،والكراهية والإسلاموفوبيا .وإذا رجعنا إلى القرون الغابرة في التاريخ في عهد الرسول (ص) يوم كانت جميع الأجناس وأتباع الديانات السماوية يعيشون جنبا إلى جنب ،ينعمون بحياة يطبعها السلام ،ومن يخطئ في حق الآخر يحتكم لأولي الأمر والعدل والإنصاف للفصل بين النزاعات والحفاظ على السلم المجتمعي .اليوم نعيش زمنا صعبا زمنا تفشت فيه الكراهية ومعادات السامية والمكر والخداع والكراهية ليس فقط اتجاه اليهود ولكن اتجاه المسلمين ،فمن يجعل معاداة السامية كمصطلح ينطبق فقط على اليهود ،فهذا حيف في حق المسلمين الذين تعرضوا للقتل والتنكيل في البوسنة وكوسوفو وفي رواندا والهند وأروبا وغزة وباقي المدن الفلسطينية.فمعاداة السامية يقابلها اليوم الإسلاموفوبيا وإمعانها اليهود عبر التاريخ ،يعانيه المسلمون والمسيحيون على حد سواء في فلسطين .وفي ظل مايجري اليوم ،وعجز المجتمع الدولي على فرض القانون والعدالة والإنصاف ،ووقف الإنحياز والتغول الذي أصبح حقيقة في العديد من المناطق في العالم .أصبح من الضروري إعادة بناء المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة بسبب التناقض الصارخ في القرارات التي تصدر في الهيأتين معا.أمم متحدة تضم كل دول العالم ومجلس أمن يضم خمس دول دائمة العضوية ودول أخرى تعد على رؤس أصابع اليد يتم اختيارها في المجلس لسنتين لكنها لا تملك التصويت بقرار الفيتو.ما يفرض على المجتمع الدولي التفكير في الدعوة لمراجعة صلاحيات المجلس وإعطاء صلاحيات واسعة لمنظمة الأمم المتحدة التي تجمع كل دول العالم.إن غياب العدالة اليوم وفرض القانون في الحرب الدائرة في غزة يحتم على شعوب العالم المطالبة،بوضع حد للتغول الأمريكي في أكثر من منطقة في العالم .ومحاسبة الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تمتلك القوة لفرض ماتريد ينظر إليه المجتمع الدولي بأنه تتجاوز لاحدود له.إن فشل الأمم المتحدة في تفعيل القرارات الصادرة عنها ووقف المجازر التي ترتكب في فلسطين وحتى في الحرب الدائرة في أوكرانيا ،يفرض إعادة ترتيب الأمور في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن .إن سبب الكراهية ومعاداة السامية التي يقابلها الإسلاموفوبيا ومعاداة الإسلام والمسلمين في أوروبا بالخصوص واستفزازهم بحرق القرآن في العديد من الدول في أروربا بالخصوص ،ظاهرة انتشرت في الدول الإسكندنافية وتفشت في دول أخرى كذلك.ولوقف مسلسل الكراهية بين أتباع الديانات السماوية نحن بحاجة إلى حوار حضاري لنشر المحبة عوض الكراهية.إن صورة التعايش الذي عرفته الدولة الإسلامية الأولى في المدينة يبقى أساس يجب أن يبني عليه جميع أتبع الديانات السماوية لتجاوز المرحلة العصيبة التي تعيشها الإنسانية جمعاء في ضل انتشار الحروب والقتل والدمار .رجال الدين من أتباع الديانات السماوية يجب أن ينشروا الخطاب الذي يدعو إلى السلام ونشر المحبة بين الشعوب ووقف الحروب المدمرة التي يذهب ضحيتها الجميع في غياب العدالة والإنصاف .إن مايجري اليوم في فلسطين واستمرار مسلسل التغول الذي تمارسه إسرائيل بدعم من بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن يولد الكراهية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا وكلتاهما نقطة سوداء في العلاقات الدولية يجب معالجتها .يكفينا الدروس التي مررنا بها علينا جميعا أن نبني مجتمعمات تتبنى قيم التعايش والتسامح ،ونبذ الحروب ،لنعيش في سلام دائم .إن المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة المؤتمر الإسلامي والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأسيوي ودول جنوب القارة الأمريكية ،الكل مسؤول لإحراز تقدم في الحوار بين أتباع الديانات السماوية ،وتجاوز الأزمة التي تعيشها الإنسانية في غياب العدالة والإنصاف .هذا واقع يجب أن يتغير بالحوار وليس بالكراهية والحروب
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك