وجهة نظر على هامش لقاء كان يوم أمس في مؤسسة الإمام مالك بالدنمارك
بعد غيبة طويلة عن حضور لقاءات تنظمها المؤسسة،لفت نظري رسالة موجهة للجالية المغربية بالخصوص،لحضور ندوة يؤطّرها أستاذ جامعي وأحد الأئمة المقيم في إسبانيا .قررت حضور الندوة لأهمية محاورها وكذلك لمعرفة مواقف الضيوف الذي تجشموا السفر في هذا الطقس البارد للتواصل مع المسلمين في مؤسسة الإمام مالك ولمناقشة التحديات التي يواجهها المسلمون ومنهم المغاربة في الغرب بصفة عامة والدنمارك على وجه الخصوص.لا أريد أن يتهمني أحد بالجحود ونكران الجميل رغم أني لم أتوصل بأي دعوة ولكن لا بأس أن أوجه الشكر للجنة التي فكرت في استضافة الأستاذين ،وأتأسف لأنها أوكلت تسيير الجلسة لشخص اتهم بالتطرف وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ،في الوقت الذي تتمادى اللجنة المشرفة على تدبير المؤسسةفي تهميش الكفاءات التي لها وجهة نظر وكتابات عديدة في الميدان وفي تدبير الشأن الديني .إن طبيعة الموضوع المثار بالأمس يتطلب وجهة نظر للناس الذين يعيشون في الدنمارك والذين لهم وجهة نظر مختلفة عن الضيفين .لم تكن لي نية سيئة للطعن في اللجنة المشرفةأولإنقاص من المجهودات المبذولة ولكن وجه الإختلاف هو اجتهادهم في قطع الطريق أمام الحاضرين على الرأي المخالف لهم،وقد أوكلوا هذه المهمة عن طريق الرسائل المشفرة التي نقلها شخص ثم حولها المسير للمكلف بالترجمة والذي بالمناسبة وقع في هفوات وأضاف أشياء لم تذكر في عرض المحاضر الأول .كنت أتمنى كشخص خريج شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الأول بوجدة لأول فوج في شعبة الدراسات الإسلامية ،ولدي حضور في مجال الإعلام والصحافة وأسير منبر إعلامي ممول من وزارة الثقافة الدنماركيةكباقي وسائل الإعلام الدنماركية السمعية البصرية والمكتوب.يجب أن يعلم الأشخاص الذين يحاربون المجتهدون في الميدان من أجل الكشف عن مكامن الخلل في تدبير المؤسسات الدينية في مجتمع نواجه فيه تحديات كبيرة ويتطلب تظافر الجهود من أجل المساهمة البريئة لمواجهة هذه التحديات.نحن نعيش في الدنمارك،الذي تتنامي فيه الكراهية والإسلاموفوبيا،وفي ظل هذه التحديات يغيب انخراط المسلمين الوافدين على هذا المجتمع في الإنخراط في العمل السياسي الخيار الذي من خلاله نستطيع فرض الحلول على السياسيين الذين يتحكمون في تدبير شؤون البلاد وتصويتهم مؤخراً ضد تدنيس القرآن وحرقه وقد تابعنا الملف وكتبنا كتابات عديدة وصلت للسياسيين لتفادي عقوبات بسبب ظروف صعبة عاشها في بلاده ،وظروف الحرب وغياب الديمقراطية،لكن هناك من اختار الهجرة عن طواعية..هناك حقائق يجب أن يعلمها الناشطون الذين لهم موقف من الإنخراط في العمل السياسي والذين يفضلون الإنخراط في تدبير الشأن الديني بعيدين كل البعد عمن يدبر الشأن السياسي وممارسة الضغط على السياسيين لاحترام شريحة واسعة من المسلمين الدنماركيين ومنهم كفاءات عالية منخرطة في خدمة البلد الذي تعيش فيه. إن أكبر التحديات التي نعيشها في الدنمارك والتي كان من الضروري إعطاءنا الفرصة للتعبير عنها هو فشلنا جميعا في إيجاد حلول لهذه التحديات والسبب هو وضع ثقة المؤسسة في أشخاص لهم موقف في الدخول في حوار مع النخب السياسية والتعبير عن التزامهم بخدمة البلد الذي نعيش فيه .إن ترك الأمر في توجيه رواد المسجد ومنخرطيه حتى يبقوا بعيدين على التأثير في النخب السياسية ليغيروا موقفهم من إذكاء الصراع بين الديانات السماوية.إن تهميش الكفاءات في تدبير النقاش وتهميش الرأي المخالف سيحد من تأثير هذه المؤسسات وستكون مع كامل الأسف المؤسسة شريك في إذكاء الفرقة والخلافات بين المغاربة والمسلمين بصفة عامة ولابد من التوضيح أكثر ،لن أقبل أن يمارس علي القمع للتعبير عن موقفي في النقاش الذي دار بالأمس ،وسألتجئ كل مرة للتعبير عن موقفي من كل القضايا التي تثار بالخصوص في المساجد المغربية.إن المغاربة الذين اختاروا العيش في الدنمارك وفي كل دول العالم .فيهم كفاءات لها غيرة على دينها وقادرة على الدفاع عن النموذج المغربي للتدين ولا ترضى بالتقليل من ثقافتها الإسلامية.ولن تسكت عندما تتعرض للإهانة والتهميش ويقطع عنها فرصة التعبير عن موقفها دفاعا عن النموذج المغربي للتدين .نحن شعب لنا موقف من التطرف والإرهاب ولا يرضينا ولن نقبل أن يقود جلساتنا الحوارية في الشأن الديني أي شخص لا علاقةزله بالمغرب والمغاربة ويمارس القمع بتعليمات من المكتب والله أعلم علينا ،بنية سيئة وهي عدم السماح لنا بالتعبير عن مواقفنا الثابتة في تدبير الشأن الديني في مؤسسة ساهم فيها المغرب بقسط كبير وأكمل البقية مغاربة الدنمارك والعديد من المحسنين في العديد من الدول الأوروبية ،أطال الله عمر كل من ساهم في إخراج هذه المؤسسة إلى الوجود ورحم الله من لقي ربه ،وأعتذر لكل من له وجهة نظر مخالفة لي .إن التعتيم الذي يمارس في لقاءات مفتوحة لا يخدم تطلعات المسلمين في المجتمع الدنماركي وعلى الذين يحاولون تضليل الرأي العام والتظاهر بإن كل اللقاءات هي مفتوحة للتعبير عن كل المواقف التي تخدم قضايا الهجرة والإسلام في المجتمع الدنماركي وهم يمارسون القمع والتضييق من طرف شخص لاعلاقة له بالجالية المغرب ويحمل أفكار تتعارض مع النموذج المغربي للتدين وله مواقف حتى من الدولة المغربية والجالس على عرش المملكة،وهذه رسالة يجب أن تصل .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك