أخبار دوليةحيمري البشير

اللهم اهلك الظالمين بالظالمين

في المثل الدارج الذي يفهمه جميع المغاربة نقول شاعلة بين فرنسا والجزائر ،كل واحد يهدد الآخر ،ماكرون يهدد تبون والعكس .إلا أن الذي يمتلك الأسلحة الثقيلة هو الرئيس الفرنسي ماكرون،والذي أصبحت مواقفه الأخيرة ضد أمريكا تلقى قبولا لدى الاوروبيين الذين يخشون دخول حرب مدمرة ضد روسيا ،ماكرون في الآونة الأخيرة بدأ تمرده على الولايات المتحدة.هذا ليس هو موضوعنا ،وإنما العلاقات الفرنسية الجزائرية التي تدهورت منذ قضية أميرة بوراوي التي هربتها المخابرات الفرنسية عبر تونس ولخبطت بالمصطلح العامي عند إخواننا في المشرق العربي ،العلاقات التونسية الجزائرية بحكم أن أميرةبوراوي تم تهريبها وعبرت الحدود التونسية خلسة من دون ختم جواز سفرها .تبون والعسكر ثارت ثائرتهم وانتقدوا المتورطين في تهريب أميرة.،واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا كما استدعت سفيرها في إسبانيا بعد موقف رئيس الوزراء الإسباني من قضية الصحراء ودعمه لمشروع الحكم الذاتي ،ولحد الساعة لم يأمر تبون سفيره في مدريد بالعودة ،لمقر عمله.كما أمر سفيره بفرنسا للعودة مذلولا مدحورا يبدو أن ماكرون اختار التصعيد وأسلوب التهديد مع تبون والعسكر ،وأول ماقام به الرئيس الجزائري النظر في أمر سفيره بباريس للتخفيف من غضب ماكرون ،الذي كشر عن أنيابه للتخلص من النظام القائم بالجزائر ،تبون بأمر من القائد الأعلى للجيش الشنقريحة الذي أصدر تعليماته السامية على وجه السرعة وحتى لا تتدهور العلاقات أكثر، مع فرنسا لأنه يعلم علم اليقين أن ماكرون يملك أوراقًا عدة إذا تم كشفها لن تكون في صالح النظام الجزائري،وسينسف كل المخططات التي ينوي النظام في الجزائر الشروع فيها خصوصا مع بدأ استغلال منجم غارجبيلات الموجود في منطقة ضمتها فرنسا للجزائر وهي تابعة للمغرب .هذه النقطة هي التي دفعت تبون لإعطاء أوامره لسفيره بالعودة إلى باريس.التي أصبحت معشوقة مهربي المال العام من الجنرالات وشراء العقارات في العاصمة الفرنسية.وكشف فرنسا لكل الحقائق التاريخية للمنطقة سيؤدي إلى انهيار نظام العسكر.ماكرون أصبح فعلا تائه من يرضي الجزائر أم المغرب ولو أن المملكة الشريفةعاقدة العزم هذه المرة بتركيع ساكن قصر الإيليزي،عقابا على مافعله ساكنوه منذ عهد الجنرال دوكول .المغرب عاقد العزم هذه المرة على عدم تعيين أي سفير في فرنسا حتى يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الليل الدامس.المغرب لا يريد إلا كشف المعطيات التاريخية التي تمتلكها فرنسا المستعمرة للمغرب العربي ،والجزائر تخشى ذلك ،وتخشى الإندحار .هذه هي حقيقة فرنسا وحقيقة الجزائر وقوة موقف المغرب من الدولتين معا اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وانصرنا عليهم كاملين

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID