أخبار دولية

فرنسا انتهت في إفريقيا

يبدو والله أعلم أن ماكرون بتلقيه لمزيد من الصفعات على العلن ،كان آخرها ولن تكون الأخيرة كانت من الرئيس الكونغولي ،في الندوة الصحفية وعلى المباشر ،التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية.ماكرون الغير السوي ،انتهز الفرصة ليوجه كلاما ماسا بكرامة تاريخ دولة الكونغو ،وبحضور رئيسها،فكان الرد مزلزلا ، تحت تصفيق الحاضرين،وماكان من ماكرون سوى معقبا لا سيدي الرئيس.أعتقد أن ماحصل لماكرون في الندوة الصحفية دليل آخر أن فرنسا انتهت في إفريقيا ،وأن الشعوب الإفريقية انتفضت ،وباتت أكثر تحمسا لإنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضيها،بل لإنهاء الإبتزاز ،الذي مارسته فرنسا لسنوات.الصفعة التي تلقاها ماكرون في الكونغو،لن تكون الأخيرة،بل زيارته للغابون كانت تهدف تحسين علاقته مع هذا البلد ،والذي ارتفعت فيه أصوات المعارضة رافضة لهذه الزيارة لتنضاف لقائمة الشعوب الإفريقية المطالبة برحيل القوات الفرنسية ،وإغلاق السفارات الفرنسية فيها.و ماكرون بتواجده في الغابون ،كان يمني نفسه أن يلاقي جلالة الملك ليطلب الصفح ،ويطوي صفحة الصراع،بدون مقابل ،لكن استمرار مخطط ماكرون ومخابراته في استهداف المغرب على الأراضي الفرنسية،بطرق لم تكن في الحسبان،عن طريق الإعلام الفرنسي الذي اجتمع معه ماكرون في جلسة عشاء سرية ضمت عشر منابر إعلامية ،ستنهي لامحالة العلاقات المغربية مع فرنسا ،هذا التوتر من دون شك سيأخذ مسارا آخر،بفضح حسابات المسؤولين المغاربة في البنوك الفرنسية،والتي ستشكل مفاجأة للعديد،وستعمق أكثر الأزمة ليس فقط مع فرنسا ،ولكن الشارع المغربي المنتفض ضد حكومة أخنوش ،والتي تورطت في قضية المحروقات المستوردة من روسيا بأثمنة منخفضة وبيعها بنفس الأثمنة للمحروقات المستوردة من الشرق الأوسط والولايات المتحدة ،بتغيير فاتورتها.وهي فضيحة يجب أن لاتمر بدون حساب مزلزل ،ينهي عدة رؤوس متورطة وعلى رأسها رئيس الحكومة.وعودة لماكرون الذي يقود فرنسا بسياسته لتفقد إفريقيا ومصالحها الإقتصادية بسياسته في كل البلدان التي زارها أوالتي سيزورها ،يلقى إهانة تلوى الإهانة والسخرية والمواقف الشعبية المعارضة لزيارته وتواجده على الأراضي الافريقية.وبالتالي فإن فرنسا ورئيسها أصبح محطة سخرية لدى الشعوب الإفريقية.ولا نستبعد أن ترفع الشعوب الإفريقية من رفع سقف التحدي والمطالبة ليس فقط برحيل قواتها وهذا حصل في دول الساحل ،وإنما بإنهاء علاقات الإستنزاف الإقتصادي لخيرات الدول الإفريقية تحت حماية القوات الفرنسية.المغرب واحد من البلدان التي باتت منذ سنة1999تنافس فرنسا في إفريقيا اقتصاديا بتواجد بنوكه في العديد من البلدان وبشراكة اقتصادية مع العديد من الدول الإفريقية في إطار رؤية التعاون جنوب جنوب ،وبذلك يصبح المغرب المؤهل والأكثر ثقة على مستوى الإتحاد الأوروبي والدول الكبرى وبالخصوص الولايات المتحدة والصين واليابان وحتى روسيا نفسها،التي بقيت محافظة على علاقاتها مع المغرب .يبدو أن ماكرون كان يرغب في استغلال تواجده في الغابون للقاء جلالة الملك ،إلا أن استمرار المخابرات الفرنسية في تآمرها على المغرب وصورته والتي مع كامل الأسف بدأت بتصويت حزب ماكرون في البرلمان الأوروبي ضد المغرب،واستمرار هذه المؤامرات باستمرارها على المستوى الشعبي باستهداف رموز مغاربة صنعوا ملاحم في كأس العالم الأخيرة،واستمرارها باستهداف رموز الفساد التي هربت أموال المغرب للبنوك الفرنسية ،وكذا محاولة المس بوزير الخارجية المغربية ولاعلى مستوى المنابر الإعلامية التي جمعها ماكرون في حفلة العشاء السرية،بنية إشعال المزيد من الفتن في المغرب لا بسبب رفض نهب المال العام وتهريبه،لأن الموقف الفرنسي جاء متأخر وحتى الشعب المغربي لن يقبله. إذن رفض جلالة الملك لقاء ماكرون في الغابون ولو بعيد عن أعين الصحافة وكل التطورات التي تعرفها العلاقات بين البلدين ،ستؤدي إلى فقدان فرنسا كل مصالحها الإقتصادية في المغرب ،وهي فرصة أمام الدول الكبرى وبالخصوص الصين التي ستعوض فرنسا في الفوز بصفقة إنجاز القطار السريع الدار البيضاء مراكش ،ومنها إلى آكادير.لاأستبعد أن يقطع المغرب علاقته مع فرنسا في ظل استمرار التآمر وتحامل وسائل الإعلام الفرنسية على صورة المغرب.إذا أزمة عميقة تعرفها العلاقات المغربية الفرنسية،وورطة حقيقية يعيشها ماكرون مع العديد من الدول التي قررت سحب سفرائها من فرنسا ،وتجميد شراكاتها الإقتصادية معها.ومايجري سيؤزم نفسية ماكرون المنهارة .والتي جعلت العديد من الخبراء وزعماء اليمين المتطرف المطالبة باستقالته أوإقالته وهي وضعية،لم يعرفها أي رئيس للجمهورية الفرنسية.لا أستبعد كما قلت أن يتخذ المغرب قرارات موجعة ،ويقطع علاقته كليا مع فرنسا ما لم تخرج من المنطقة الرمادية فيما يخص موقفها من قضية الصحراء .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube