مسجد خير البرية بالدنمارك مؤسسة فتحت نقاش القضايا الحساسة في مجتمع غربي ،تحديات كبيرة وإصرار إيجابي على رفع سقف التحدي.
شاركت في لقاء استثنائي بكل المقاييس،لقاء مفتوح حضرت فيه المرأة الأم والأخت بكثرة في فضاء راقي ، لأنها هي المدرسة الحقيقية ،هي المربية،للأجيال المسلمة أطفالا وبناتا ، هي الحاضرة بقوة لتوجيه جيل يواجه تحديات كبيرة.لقد شاركت المرأة في هذا اللقاء بفعالية وبمسؤولية عالية ،وطرحت أفكارا مهمة ،تجسد حقيقة اهتمامها ومتابعتها وحرصها على لعب دور فاعل ومؤثر في التربية والتوجيه. إنها تحس بخطورة المرحلة والمشاكل التي أصبح يتخبط فيها الشباب المسلم والشابات المسلمات في المجتمع الغربي بصفة عامة والمجتمع الدنماركي بالخصوص ،حيث انتشرت ظواهر متعددة وسط الشباب المسلم،الذي توجه إليه الأصابع في انتشار التعاطي للمخدرات ،وأصبح مع كامل الأسف يقود الصراع الذي تعرفه المدن الدنماركية وينتهي دائما بسقوط ضحايا،أوالزج بالعديد في السجون.لقد غاب الرجل عن هذا اللقاء ولم يحضر سوى فئة قليلة ،ولم يكن من وردت في حقهم الآيات والأحاديث الرجال قوامون على النساءإلا نفر قليل من الذين بداخلهم غصة لما يقع وسط الجالية المسلمة ،لكن غياب الروح ،والرغبة في اقتسام المسؤولية رغم حساسية الموضوع وأهميته.والمتعلق بخطورة استعمال الأنترنيت والهواتف الذكية على الجيل المزداد في الغرب أطفالا وبناتا يزيد في حجم المعاناة والمحن التي نعاني منها كجالية مسلمة .إن غياب الرجل في لقاءات مثل اللقاء الذي حضرناه بغية الخروج بقرارات لمواجهة تحديات نعيشها يوميا، يعتبر ناقوس خطر فإدمان غالبية الأطفال والبنات في المجتمع على استعمال الأنترنيت بشكل سلبي أكثر منه إيجابي في بعض الأحيان سواءا بواسطة الهواتف الذكية بالخصوص أو بواسطة اللوحات الإلكترونية ،أو أجهزة الكبيوتر. والذين اختاروا هذا الموضوع للنقاش ،أحسنوا الإختيار ،لأن الظاهرة باتت تشكل أرقًا وتحولا كبيرا في مجتمعنا على حساب الكتاب،نظرا لأن الأنترنيت بات الخيار السهل للوصول للمعرفة والمعلومة بأسهل الطرق. لكن في نفس الوقت فإن الإستعمال المفرط للهواتف الذكية ،يشكل خطرا على القيم والثقافة الإسلامية في غياب سلطة الرقابة، التي من المفروض أن يكون الأب والأم حريصين عليها .المحاضر اختار طريقة استنباط الأجوبة من الحاضرين جوابا على مجموعة من الأسئلة طرحها .كانت كل الأسئلة تتعلق بخطورة الإستعمال المفرط للهواتف،من طرف ليس فقط الأطفال والبنات ولكن كذلك الآباء والأمهات .هذه الوضعية تفرض على كل أسرة الالتزام بحسن استعمال الهواتف الذكية من خلال تطبيق قرارات صارمة يلتزم بها الكبار والصغار في تحديد زمن محدد لاستعمال الهواتف .واستغلال ماتبقى من الوقت في الإنكباب على المراجعة وإنجاز ماطلب منهم إنجازه من تمارين في البيت،أوالإهتمام كذلك بقراءة الكتب .إن من مسؤولية الوالدين في فرض قانون البيت في استعمال الأنترنيت في زمن محدد،عوض الإستعمال العشوائي واللامحدود ،ومن مسؤولية الوالدين مراقبة أبنائهم وبناتهم وإلزامهم باستعمال الأنترنيت في زمن محدد وفي البحث عن المعلومة وتوسيع المعارف .إن انخراط المؤسسات الإسلامية في مناقشة مثل هذه المواضيع مهم جدا لأن دور المسجد هو التأطير والتوجيه الديني والحرص على أن يحافظ الجيل المسلم على القيم الإسلامية،بعيدا عن الغلو والتطرف .وحفاظا على صورة الإسلام الذي يتبنى قيم التسامح والتعايش.إن إشراك الوالدين في تحمل المسؤولية لتدبير الإكراهات الكبيرة التي أصبحت الجالية المسلمة تعاني منها في المجتمع الدنماركي وباقي المجتمعات في الغرب ،مهم جدا ،وبالتالي فإن من الأهمية بمكان أن تنخرط كل المؤسسات الإسلامية ،في مناقشة كل الظواهر المنتشرة وسط الجالية المسلمة والتي تشكل نقطة سوداء تسيئ لواقعنا في الهجرة.وإذا كان موضوع اليوم هو خطورة استعمال الأنترنيت على الشباب المسلم من الجنسين ،فهناك ظواهر سلبية متفشية ،يجب أن نفتح نقاشا فيها بعيدا عن لغة الخشب ،لأن صورة الإسلام هي المستهدفة.فانتشار التعاطي للمخدرات،وحرب العصابات التي يذهب ضحيتها الشباب المسلم،الذي امتلأت به السجون الدنماركية مدعاة للقلق ويجب أن تساهم المؤسسات الدينية من خلال فتح نقاش حولها لإيجاد الحلول الناجعة للتنبيه لخطورة الظاهرة.يجب أن تتحمل المساجد ومن يسيرها كامل المسؤولية من خلال فتح نقاش لمعالجة كل الظواهر التي يتخبط فيها الشباب المسلم من الجنسين للحفاظ على صورة الإسلام في المجتمع الدنماركي . سأعود لموضوع اليوم ،لتسليط الضوء على كل النقاط التي نوقشت .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك