توقيع مصطفى المنوزي *
في ظلال الاحتفاء بذكرى 20 فبراير لابد أن ندلي بدلونا وذلك ضد أن يزعم المناضل أنه ضحية أو نجم يعلو على للصراع ، فقليل من يستوعب معنى قولنا بأن النظام خلال العهد البائد اعتقل كثيرا من الأطر بسبب نضالهم ضد التقويم الهيكلي والمنظومة الجديدة للبرالية المتوحشة ، وهو أعقد وأشرس من المقاومة المسلحة ضد الاستعمار أو الحماية ، لذلك فلسنا ضحايا سنوات الرصاص ، وفقط ، كما يشاع وانما نحن معتقلو عهد قمع الفكر الديموقراطي والتحرري ، وإن كنا بالضرورة وبالصدفة أبناء وأحفاد رواد حركة التحرير الوطنية واعضاء جيش التحرير ، فدورنا لم ينته بعد ورسالتنا مستمرة في الزمان والمكان ، وما يهمنا من حقيقة ما جرى هو القطع مع الماضي بسن ضمانات عدم التكرار وببناء مستقبل أبنائنا وبناتنا بأدوات ديموقراطية وفكر ديموقراطي ، ولعل مطلب العدالة الاجتماعية هو أكبر مدخل لجبر كل أضرارنا الفردية والجماعية ، حيث يتماهى حلمنا بكرامتنا ، وطموحنا باستقلاليتنا وحريتنا ، لا نطمح الى نيل السلطة ، بل يكفينا دمقرطة المعرفة والثروة والقوة العمومية و الحقيقة وتحصين الذاكرة من تعسف العقل الأمني والسياسي .صحيح أن لكل زمن نساؤه ورجالاته ، ولكن أيضا لكل خيار نفَسُه وأثمانه ، وما اعتدالنا سوى تضحية مضافة لما أديناه من محنة الاعتقال والتعذيب ، عربون عشق لوطن يتشكل أو مجرد شقاء من أجل البقاء بالصمود والعطاء !.فمرحبا بالصامدين على درب بلوغ كافة العدالات وإن شئتم جميع الإنتقالات ، من السياسي إلى الديمقراطي عبر حلقات الإنتقال الأمني المتعثر بسبب جرعات الكبح الناعم أو القهر الناعم إن صح التقدير
. *رئيس المركز المغربي للديمقراطية والأمن