استمرار إغلاق المساجد في فرنسا أليس تضييق على المسلمين ومصادرة لحق ممارسة العقيدة السمحة كباقي أتباع الديانات السماوية
فرنسا في عهد ماكرون تمارس أبشع صور العنصرية .فرنسا في عهد ماكرون ووزير داخليته قررت إغلاق حوالي 99مسجد كمرحلة أولى ،ولماذا يتم إغلاق مساجد المسلمين فقط من دون أن تتخذ السلطات الفرنسية قرارا بإغلاق الكنائس والبيع.؟هل التطرف والإرهاب مرتبط فقط بالمسلمين؟التطرف لا دين له.مايجري في فرنسا هو حرب على الإسلام والمسلمين،وأخشى أن تكون بداية لحرب إبادة ضد المسلمين ،وتتكرر المأساة التي تعرض لها اليهود من طرف النازية الألمانية.الحملة التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا خطيرة،وإغلاق المساجد تضييق على حق التعبد بل مصادرة للحرية التي يتبجحون بالدفاع عنها من صوت في البرلمان الأوروبي ضد المغرب،ولا أستبعد أن يكون من وراء القرار كتلة حزب ماكرون في البرلمان الأوروبي .ماكرون للتذكير أثار حفيظة مسلمي فرنسا من مستعمراتها في إفريقيا .عندما دافع بكل وقاحة على أحقية انتقاذ شخصية الرسول محمد <ص>ولم تكن له الجرأة لإباحة انتقاد عيسى أوموسى عليهم جميعهم السلام .وإذا كان المغاربة في كأس العالم الأخيرة قد استغلوا تواجده في الملعب في المقابلة التي جمعت الفريق الفرنسي والمغربي لرد الصرف له بالمثل الدارج المغربي بترديدهم جماعة لاإله إلا الله محمد رسول الله وهي رسالة واضحة له بأن الإسلام ومحمد الرسول خط أحمر.إن ماتعرفه فرنسا اليوم من تضييق على المسلمين بإغلاق المساجد،يعتبر في نظري وفي نظر المتتبعين للشأن الديني تضييق خطير على المسلمين الذين تجاوز عددهم في فرنسا الثمانية ملايين مسلم .المجتمع الفرنسي يعيش على صفيح ساخن.وردود الفعل بدأت تظهر في الساحة الفرنسية،وانعكاسات إغلاق المساجد في فرنسا ستكون من دون شك مؤثرة على واقع المسلمين ليس فقط في فرنسا ،وإنما في عموم أوروبا ،وستكون ردات فعل في إطار دائما الحريات التي تتبناها فرنسا والغرب بصفة عامة ،دفاعا عن الإسلام والمساواة التي يتبناها المجتمع الفرنسي .إن الإحتقان الذي يعرفه المجتمع الفرنسي خطير يتجاوز حدود فرنسا وانعكاساته انتقلت للعديد من المستعمرات الفرنسية السابقة التي تعرف انقلابات ضد كل ماهو فرنسي .إن استمرار إغلاق المساجد اضطهاد للجالية المسلمة،وبداية لحرب ضد الوجود الإسلامي في فرنسا وهذا يتزامن مع الكراهية والإسلاموفوبيا التي تفشت بشكل خطير في العديد من الدول الأوروبية التي عرفت صعود اليمين المتطرف للحكم فيها.إن التضييق على المسلمين عن طريق إغلاق المزيد من المساجد ،مصادرة لحرية التعبد وغياب للعدالة الإجتماعية وتعارض مع الشعارات التي يرفعها الفرنسيون ،المساواة،والصداقة،و<….>والتمييز الفاضح بين مكونات المجتمع الفرنسي من مختلف الديانات.والسياسيون الذين اتخذوا القرار بإغلاق المساجد ،يستهدفون المسلمين فقط ،ويبثون قيم الكراهية عوض قيم التسامح.إذا كونوا على يقين أن مايحدث في فرنسا من تضييق ،ستؤدي فرنسا ثمنه غاليا في إفريقيا وحتى داخل المجتمع الفرنسي ،لأن الضغط يولد الإنفجار وقد بدت بوادر ذلك تظهر في الساحة الفرنسية.إن السياسة التي ينهجها ماكرون اتجاه مستعمرات فرنسا وممارسته لسياسة الإبتزاز ،واستغلاله المنظمات الأوروبية للضغط وتركيع الدول ،والتآمر عليها بكل الوسائل حتى تحافظ على مصالحها الإقتصادية ،لن تجدي ماكرون نفعا.سواءا مع مستعمرات فرنسا السابقة ولا مع المغرب .وأعتقد أن مسلسل الضغط متواصل على المغرب بسبب قطر غايت ومانقلته إحدى الصحف الفرنسية المعروفة ليس بمصداقيتها وإما بتقديم خدمات لأجهزة المخابرات الفرنسية لزعزعة الثقة وإثارة الفتنة ولممارسة الضغوط لتركيع الأنظمة .إن مايجري دليل واضح على الأزمة التي يعيشها ماكرون بسبب أزمته السياسية مع الجزائر التي استدعت سفيرها بعد إنقاذ آلأميرة وعودتها لفرنسا ،هذه العودة التي ستفجر فضائح النظام في الجزائر وتعمق الأزمة مع فرنسا .المغرب لن يتسامح بدوره مع فرنسا وما تقوم به ضد بلادنا ،وقد بدأ بالفعل في معاقبة فرنسا بإنهاء مهام السفير المغربي بباريس،وكل المؤشرات تؤكد بأن الأمر لن يتوقف هنا.ومايتعرض له المسلمون ومنهم أكثر من مليوني مغربي سيكون له رد فعل من طرف المغرب دفاعا عن المسلمين المغاربة الذين اختاروا العيش في فرنسا.والأخطر أن استمرار فرنسا ودول أروبية أخرى في التضييق على المسلمين ومن جملتهم حوالي أربعة ملايين مغربي ومغربية ، يعيشون في مختلف الدول الاوروبية ،سيدفع الجهات المغربية المكلفة بالأمن وأجهزة الإستخبارات المغربية مراجعة تعاونها مع الأجهزة الأمنية في محاربة التطرف والإرهاب. وفي محاربة الهجرة السرية هي أوراق عديدة يمتلكها المغرب ،وسيرد في الوقت المناسب على فرنسا .ولن يتساهل ،عندما يتعلق الأمر في المس بأمنه ومقدساته ،ومحاولة زعزعة استقراره عن طريق استصدار قرارات على مستوى الإتحاد الأوروبي أوالبرلمان الأوروبي ،أوفبركة قضايا وتجنيد صحفيين مسترزقين أونوريه في البرلمان الأوروبي لتشويه صورة المغرب وتزوير الحقائق التاريخية المتعلقة بالمملكة التي احتلها الإستعمار الفرنسي والإسباني لفترة ليست بالقصيرة واستنزف خيراتها الباطنية والبحرية ومازال ،ويساهم اليوم في إخفاء الحقيقة المرتبطة بالخصوص بمغربية الصحراء وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية .إن فرنسا ستخسر بسياستها كل الدول الإفريقية التي استعمرتها وعندما خرجت عادت عن طريق استعمار اقتصادي لاستنزاف ماتبقى من معادن نفيسة الأورنيون والغاز ومصادر أخرى ،لكن الشعوب الإفريقية استيقظت من سباتها وانتفضت وطالبت برحيل الأنظمة الموالية لفرنسا عن طريق انقلابات تنتهي بطرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينافاسو وغينيا والبقية ينتظرها العالم .حالة ذهول يعيشها ماكرون والكدورسي ولا أعتقد أن فرنسا ومشاكلها الداخلية والخارجية وعلاقاتها المتوترة سواءا مع المغرب ،أو الجزائر وباقي دول الساحل ستعرف انفراجا خصوصا بعد تغلغل قوات فاغنر وروسيا في إفريقيا ونيتها في إقامة قواعد عسكرية في عدة دول إفريقية.إذا ،يبدو لي أن فرنسا فقدت كل أمل للحفاظ على مصالحها الإقتصادية في شمال إفريقيا وباقي الدول الإفريقية التي أصبحت تعتمد على الإنجليزية في أنظمتها التعليمية وتتأهب لمغادرة الفرنكفونية لتنظم للدول الناطقة بالإنجليزية وهذه أكبر صفعة ستتلقاها فرنسا.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك