مقالات الرأي

لماذا يتزامن دعم الرئيس الموريتاني للجمهورية الصحراوية مع افتتاح الإمارات لقنصليتها في العيون؟

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

خروج إعلامي يبعث برسائل مشفرة يجب أن نستخلص منها مايلي:ليس عبثا أن يتزامن تصريحات الرئيس الموريتاني مع افتتاح الإمارات لقنصلية في العيون .هذه الأخيرة وطدت علاقتها الإقتصادية بموريتانيا ودعمتها بمليارين من الدولارات ودخلت بقوةلقتصاديا في هذا البلد المجاور باستثمارات مهمة على الحدود الجنوبية للمغرب ،ميناء نواديبو ومطار عسكري بها.لماذا تتزامن تصريحات الرئيس الموريتاني المعادية للوحدة الترابية بفتح الإمارات لقنصليتها في العيون؟ هل هو استفزاز للإمارات التي ترغب بمراجعة سياستها اتجاه المغرب وقضاياه المصيريةبفتحها قنصلية لها في العيون رغم أن ليس لها جالية في هذه المنطقة؟هل هو تحدي للمغرب وفي نفس الوقت للإمارات علامةاستفهام كبيرة يمكن أن نسجلها .موريتانيا التي تعاني اقتصاديا لا يمكن أن يغامر رئيسها بالعلاقة الوطيدة التي تربطه بدولة الإمارات ويخسر الدعم الإقتصادي الذي خصصته هذه الدولة خلال الزيارة التي قام بها رئيسها.يبدو أن الخروج الإعلامي للرئيس الموريتاني الأخير غير بريئ ومخطط له لاسيما وأنه تزامن مع افتتاح الإمارات لقنصليتها في العيون ومع الإحتقان الذي يعرفه معبر الكركرات .إذا هذه التصريحات تمس في الحقيقة المبادرة الإماراتية بافتتاح القنصلية في العيون.وتتعارض مع مصالح البلدين ،هل مايجري في الأقاليم الجنوبية هو عبارة عن بداية مخطط يستهدف زعزعةالإستقرار من الداخل والمنطقة بكاملها ،مجرد سؤال طرحه المحللون السياسيون ،فافتتاح القنصلية الإماراتية بالعيون لدى بعض المحللين هدية مفخخة للمغرب الذي كان موقفه واضحا من التطبيع بين الإمارات وإسرائيل وأخشى كما يخشى العديد من الشرفاء أن يكون افتتاح القنصلية فرصة للتغلل الإستخباراتي لتفتيت وحدة المغرب لاسيما بعد مواقف الرئيس الموريتاني الأخيرة كان بإمكان الإمارات أن تمارس ضغوطها على موريتانيا لتغير موقفها فيما يخص الوحدة الترابية للمملكة لاسيما وأن هذه الأخيرة تعاني إكراهات اقتصادية كبيرة بسبب أزمة جائحة كرونا.هل التواجد الإماراتي بالأقاليم الجنوبية هو من أجل منافسة قطر التي تعتزم تمويل ميناء الداخلة والدخول باستثمارات في هذه الأقاليم ،أم هي خطة لجمع المعطيات وتجنيد عملاء لزعزعة استقرار المغرب وضرب وحدته الترابية بالتنسيق مع موريتانيا التي حافظت على موقفها المعادي للوحدة الترابية ؟أتمنى أن أكون مخطئا في تصوري وأن تراجع الإمارات دعمها الإقتصادي لموريتانيا بعد التصريح المعادي للمغرب لرئيسها ،إذا كانت بالفعل افتتاحها للقنصلية بالعيون هو دعما للوحدة الترابية للمملكةوليس هدية ملغومة قابلة الإنفجار في غياب دول عربية أخرى وبالخصوص قطر التي دعمها المغرب ورفض محاصرة دول الخليج لها..نتمنى أن لا تكون مبادرة الإمارات في الظروف الحالية لعبة قذرة للخروج من عزلتها في العالم العربي وتوريط المغرب في مستنقع التطبيع . ،وتبقى بصمات الإمارات التآمرية في أكثر من بلد عربي بائنة ،كان آخرها في ليبيا واليمن والسودان وأينما تواجدت الإمارات تعرضت هذه الدول للتفتيت والإنقسامات والحروب .فحذاري مما يخطط للمغرب جنوبا .وخير ما أختم به تدوينتي في فجر هذا اليوم قوله تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) صدق الله العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube