أخبار المهجرحيمري البشيرمقالات الرأي

ظاهرتان مهمتان سأسلط الضوء عليهما بعد مرور احتفالات رأس السنة الجديدة.

لابد لكل إنسان مثقف ،متعلم مدرك للتحولات والتغيرات التي تحدث في مجتمعاتنا العربية التي اندمج فيها المسلم والمسيحي واليهودي وأصبحوا جميعهم يتقاسمون عدة قيم .الإحتفال بالسنة الميلادية في بلد أغلبيته مسلمة ظاهرة ليست من عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية ،وإنما هي ثقافة دخيلة نخرت عقول شبابنا.فإن كانت الأجيال المزدادة في الغرب أصبحت منصهرة في هذه المجتمعات ،بل جزئ لايتجزأ منها وأصبح مع مرور الوقت يجدون صعوبة كبيرة في الإنضباط لأولياء أمورهم فيما يخص التمسك بالدين الإسلامي .لأنهم مرتبطون بكل شيئ بالثقافة التي يتلقونها في المدرسة والثانوية والجامعة ويبقى تأثير الأسرة ضعيف.من الصعب في مجتمعنا اليوم أن تقنع أبناء بعدم الإحتفال برأس السنة الجديدة ،وحتى وإن استمعوا لك فإنهم لن ينضبطوا لأن ظاهرة الإحتفال برأس السنة في البلدان التي ننحذر منها،حتى وإن كانت إسلامية ظاهرة قائمة فكيف نقنع من ازدادوا وترعرعوا بالتخلي عنها ليس فقط الإحتفال برأس السنة بل كذلك الإحتفال بعيد الميلادالمتجدرة في المدارس منذ الصغر إلى الكبر.وإن شئنا القول من المهد إلى اللحد.والتشبث بهذه العادات والتقاليد التي هي ليست من الدين الإسلامي في شيئ ،هي من مسؤولية الأسرة ومن مسؤولية المؤسسات الدينية ومن مسؤولية منظمات المجتمع المدني ،ومن مسؤولية الدولة التي ننحذر منها كمغاربة لأنهالم تهتم بنهج سياسة واضحة للحفاظ على الهوية المغربية التي يعتبر الدين واللغة والثقافة هي عنوان هذه الهوية ،وإذا كان الإرتباط بالعلم المغربي والخروج في شوارع معظم المدن الأوروبية والعالمية فرحا واعتزازا بالانتماء للمغرب و للفريق الوطني الذي حقق المعجزات وأسقط العمالقة في كرة القدم .سيقول البعض بأن الدولة المغربية قد ساهمت في بناء مؤسسات دينية في الغرب ،وأنشأت المجلس الأوروبي للعلماء ودأبت على إرسال البعثات الدينية في شهر رمضان لتعزيز التشبث بالهوية المغربية،والتمسك بالنموذج المغربي للتدين .لكن تأسيس المجلس الأوروبي للعلماء هل نجح في مواجهة تيار التطرف ،والتشيع والقضاء على الصراعات القائمة في معظم المساجد المغربية في أوروبا بدون استثناء؟.إن ظاهرةرفع العلم المغربي والخروج في شوارع المدن الأوروبية للتعبير عن فرحهم واعتزازهم بالإنتماء للمغرب مرحلي ،ولكن الإعتزاز بالإنتماء للوطن .يتجسد في نهج سياسة واضحة في بلدان الهجرة ،إن تحقيق المواطنة هناك في المغرب هي أحسن مكافأة تقدمها بلادنا لهؤلاء الأبطال الذين صنعوا الفرحة .إن أحسن هدية نقدمها للجيل المزداد في أوروبا وفي مختلف بقاع العالم ،هو سن سياسة واضحة في الهجرة ،هو إعطائهم قيمة حقيقية توازي حجم التحويلات التي بلغت السنة التي ودعنا عشرة مليار دولار.إن المغاربة عبروا بالتشبث بالهوية ،لكن أسس هذه الهوية تبقى ناقصة بدون أن يكون اللاعب الذي صنع الفرحة التي غمرت قلوب المغاربة عاجز تماما عن التواصل باللغة العربية وترديد النشيد الوطني الذي هو عنوان الهوية والوطنية المغربية.يجب أن يفهم البعض أن الذين صنعوا المعجزة في قطر تكونوا وعاشوا في أوروبا ورغم فضل أوروبا عليهم فقد اختاروا تمثيل الفريق الوطني المغربي وأصبحوا حافزا لدى الجيل الجديد أن يختاروا تمثيل المغرب في المستقبل ،حتى يكونوا خير خلف لخير سلف.إن حكيمي ومزراوي وبوفال ورومان سايس وبونو وسفيان أمرابط،وعبد الحميد الصابري ،ومنير لمحمدي ،والزلزولي وزكريا أبوخلال ،وإلياس الشاعر ومدربهم نفسه كلهم جيل ازدادوا وترعرعوا في أوروبا .وفضلوا تمثيل بلادهم ورفع العلم المغربي خفاقا في العالم أسره ،وسيدفعوا جيلا قادم لامحالة في تحمل المسؤولية حتى تستمر هذه الإنتصارات ويستمر العلم المغربي خفاقا في كل الملتقيات الدولية.إن من مسؤولية الحكومة الحالية مراجعة سياستها في الهجرة والبداية يجب أن يكون بوزارة قائمة الذات وليس مندوبية على رأسها مسؤول لايستحق تدبير قطاع مهم يساهم بشكل كبير في التنمية من خلال التحويلات الكبيرة.إن مغاربة العالم الذين تجاوز عددهم ستة ملايين نسمة يجب أن يكون لهم مكان في كل مؤسسات الحكامة لينقلوا تجاربهم التي اكتسبوها في دول الإقامة لبدهم.

لن أترك الفرصة مرة أخرى تمر دون التعليق على ظواهر التكريم التي سادت وسط الجاليات العربية والمغربية فعندما يكرم أشخاص من طرف أشخاص هم أنفسهم غير مؤهلين للقيام بهذه المهمة الصعبة لأنهم مجرد أشباح في الساحة وفي العمل الجمعوي غائبون وفي الإعلام كذلك ليس لهم موقع قدم ،ويحشرون أنفسهم في كل شيئ .التكريم يستحقه من يقدم لهذا الوطن الذي نعيش فيه الإضافي الذي يجعله متميز .وحملة التكريمات يجب أن تعهد لأناس يحملون من الثقافة السياسية والعلمية والتجربة المهنية مايجعلهم أحق بالمهمة .إن تكريم سياسية وصلت لقبة البرلمان مستحق ،لكن تكريم تائه يعيش على المساعدات التي تقدمها الدولة أين يعيش كلاجئ وسيموت فيها كلاجئ وعندما تحاول البحث عما قدمه في حياته من خلال Googleفستجد أن سيرته ،ومسيرته فارغة .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube