الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المغرب وأسبابها
يبدو لي أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المغرب والفريق الوطني في قطر كانت بسبب رفع العلم الفلسطيني في كل المقابلات التي انتصر فيها وأنا متأكد أن العديد من المحللين يشاطروني الرأي.فسواءا ماقامت به قناة إعلامية ألمانية ،في وصف اللاعبين بأبشع الصور ونفس الشعب tv2في الدنمارك من تشبيه اللاعبين المغاربة وركوعهم في سجدة جماعية بالقرود،ولكن مايجمع الحاقدين في البلدين هو انزعاجهم من رفع العلم الفلسطيني والمطالبة بالدولة الفلسطيني ،إذا الذي يقف وراء الحملة الشرسة اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الإعلام في غالبية الدول الأوروبية ،وأعتقد أن حملة الاتهامات التي توجه للمغرب والتي يقودها سياسيون من حزب الخضر واليسار الرادكالي ضد المغرب بالخصوص وقطر منظمة كأس العالم ،والتي استطاعت تمرير رسائل للعالم أجمع بأن المساس بشخصية الرسول محمد ص> خط أحمر فكانت الفرصة بحضور الرئيس الفرنسي في الملعب ،وفعلها الجمهور المغربي الذي كان يتواجد بكثرة في الملعب .صور نقلت للعالم .هذا ماحرك القناة الألمانية والقناة الدنماركية بوصف المغاربة بأوصاف لا تليق بشعب رفع سقف التحدي ،وصنع الملاحم بشباب غالبيتهم ازدادوا وترعرعوا في أوروبا بل تشبعوا بالقيم الديمقراطية الاوروبية ،وعندما تخرج قنوات إعلامية بوصفهم بالقردة فإنهم لن يقبلوا هذه الأوصاف لأنهم نتاج مجتمع آمن بالتعدد الثقافي وبالقيم الديمقراطية .من واجب الدبلوماسية المغربية في الدنمارك وألمانيا حماية القيم الديمقراطية التي تعتبر رمزا من رموز الدولة ،وحرية التعبير في المجتمع لا يجب أن يتجاوز ،القوانين السائدة. إن الحملة التي يتعرض لها المغرب من طرف أحزاب الخضر واليسار الرادكالي الداعم لخصوم الوحدة الترابية ،استراتيجية هجومية جديدة ينهجها الخصوم تبين الضربات الموجعة التي تلقاها الخصوم بسبب الإنتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب ،والإنتصارات التي حققها الفريق الوطني ووصوله للمربع الذهبي في الوقت الذي خرج لا الفريق الالماني ولا الدنماركي من الدور الاول .دعم خليجي لمغربية الصحراء ودعم قوي لمشروع الحكم الذاتي كان آخرها الموقف الفرنسي واعتراف ضمني لمغربية الصحراء في مواقف العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة.دون أن ننسى موقف روسيا الحليف الرئيسي للجزائر .وعودة لحملة الإهانة التي تعرض لها الفريق الوطني في قطر ووصف اللاعبين وعائلتهم بالقردة فهذا وصف ينم عن قمة الحقد على من طالب بدولة فلسطينية ورفع علمها بعد كل مقابلة وكل انتصار حققه وجعل الشارع العربي والفلسطيني والإفريقي يحلم بصفحات تاريخية،فالحلم الفلسطيني في جلاء الإحتلال تجدد بفضل الملاحم التي حققها الفريق الوطني المغربي والتجاوب الكبير الذي كان عبر النقل المباشر قد أوجع الحاقدين ودفعهم يخرجون بتعابير وأوصاف في حق اللاعبين المغاربة والمغرب كدولة وصفوها بالفقيرة يحكمها دكتاتور وكلها حقد دفين و أوصاف لا تليق برجال إعلام ملزمين باحترام النزاهة والقيم الديمقراطية.والإبتعاد عن كل ماقد يسيئ للشعارات التي يرفعونها دائما.ولنا عودة للموضوع .لأن حرية التعبير لا يجب أن تتجاوز الحدود بوصف جيل ازداد في غالبيته في مجتمعات أوروبية وفضلوا تمثيل بلادهم الأصلية.وإذا كانت حرية التعبير التي يتغنى به الغرب تمس القيم التي تجمعنا مع هذه المجتمعات فأعتقد لاقيمة لأخلاقهم وقيمهم عند ما تجرح قلوب الملايين بتلك الأوصاف التي أطلقوها على الأسود وأمّاتهم .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك