انتصار تاريخي بنشوة عظيم إفريقيا والعرب
بقلم: عمر بنشقرون
لقد تجاوز منتخبنا الوطني اليوم عتبة ربع نهاية كأس العالم لكرة القدم المنظمة بدولة قطر الشقيقة على غريمه منتخب البرتغال. وكم كانت خيبة أمل كبرى على الأسطورة رونالدو وفريقه فحسب، بل حتى على أعداء وحدتنا الترابية. حيث يعتبر هذا الانتصار الرياضي بمثابة انتصار سياسي ودبلوماسي أعطت به السياسة الحكيمة المتبعة والممنهجة للنهوض بالرياضة وخصوصا كرة القدم دروسا لمن يهمه أمور مغربنا الحبيب و دليل آخر على أن البلاد تمضي قدمًا لتعزيز منجزاتها باستراتيجية تعتمد على العمل الجاد والكفاح والصبر والمثابرة وانتهاز الفرص.
نعم، المغرب ليس بعد الدورادو الذي نرغب جميعًا في أن يكون. لكن في مواجهة العداء الذي يكنه لنا البلد المجاور، لا يسعنا إلا أن نذكر حكامه الكابرانات أن بفضل نساءنا ورجالنا ومواردنا الطبيعية الجد محدودة التي حبانا الله بها، تخطو مملكتنا الشريفة كل الصعاب، السياسية منها، الاجتماعية وحتى الرياضية.
إننا نعلم تمام اليقين أننا لا نملك ما يملكه منتخب البرازيل من ملكات كروية يديع صيتها ملاعب العالم بل على الأرجح نملك في نظري من هم أفضل : نملك ياسين بونو حامي عرين الأسود، أشرف حكيمي غزال المنتخب وصاحب رقصة البطريق، نايف اكرد الضمان، غانم سايس صمام الأمان ، نصير مزراوي و عطية الله، حافظي الرواق الأيسر، سفيان امرابط العبقري، عز الدين اوناحي صاحب الرءات الثلاث، سليم أملاح العظيم، سفيان بوفال الفنان، حكيم زياش الساحر، يوسف النصيري القناص الذي خرق قوانين الجاذبية بارتماءته الشهيرة واحرازه الفوز المؤهل لنصف نهاية كأس العالم. نعم، ليس لدينا نفس الوسائل التي تقدمها الأندية الأوروبية، بل تمكنا من بناء الفريق الذي وضع حدا لمسيرة الفرق الأكثر شهرة في العالم والمؤهلة لاحرازكأس العالم. أما عن الجمهور، فلا تسل. لقد استمعنا إلى نصيحة مدرب منتخبنا السيد وليد الركراكي، رأس لافوكا و درنا النية. وبالتأكيد صدقت كل أقواله بفضل دهاءه الكروي وخبرته في “الكوتشين مونطال” حتى خضعت له كل رقاب لاعبي المنتخب مهما علت كواعبهم دون تردد وبكل وقار واحترام، فدنى له القدر حتى تمكنا من جعل مغربنا الحبيب شمعة تضيء العالم. و بفضل الله نحن على الطريق الصحيح ندهش العالم ونسكت منتقدينا ونتبع حكمة ملكنا الذي يدير بحنكة لانظير لها انفتاح وإدماج الثقافات والحضارات و الشرائع الأخرى وانصهارها في ديننا الإسلام الحنيف ضمن فسيفساء مجتمعية تؤثت دولتنا العريقة التي تعود جذورها إلى أكثر من أربعة عشر قرنا. فو صولنا إلى المربع الذهبي هو موجة مد دولية ستستفيد بلادنا منها بالتأكيد و من هذه الدعاية الكروية في مجال السياحة والصناعة. لأنه بالإضافة إلى قطاع السياحة الذي يحظى بتصنيف جيد دوليًا، يقدم المغرب أيضًا فرصًا استثمارية مهمة جدًا في المجال الصناعي مع ضمان سياسي واجتماعي أصبح نادرًا بشكل متزايد في إفريقيا. فكلما ازدادت ثقتنا في أنفسنا وآمنا بقدراتنا واستعددنا للمباراة القادمة في تاريخنا بهذه الدفعة المثالية من مشجعينا المغاربة: سييير، سييير، سييير، كلما فتح الله لنا أبواب النصر والتمكين، فلاغالب إلا الله…ونديرو النية والله معانا.