أخبار المهجرحيمري البشيرمقالات الرأي

أزمة عميقة يعرفها القطاع الصحي في بلد الديمقراطية الدنمارك

فيما ستفيدني الديمقراطية وأنا أتألم ولا أجد طبيبا يعطيني وصفة حقيقية ترفع وجعي.الآن تيقنت فعلا أن الدنمارك الذي سحرني بعراقة ديمقراطيته ،وطيوبة شعبه ،مع مرور الأيام والسنوات تنجلي الحقيقة.وتظهر وتعيش الألم الحقيقي.عندما تصاب في جسدك .ولا تجد الطبيب المداوي ،لحظة لم أكن أتوقعها.لقد وقفت على حقيقة الرفاهية والديمقراطية،فوجدتها مجرد مساحيق تختفي .إننا بالفعل نعيش في مجتمع مريض بنظامه الصحي الذي أصبح يعاني بامتياز ،وغير قادرعلى استيعاب مرضاه، ولا تجسيد حجم معاناة المجتمع .فيما ذا سينفعني الخطاب الديماغوجي عوض المصطلح الحقيقي ،عندما يشتد بك الألم في بيتك ولا تستطيع حتى تجاوز غرفة نومك .أي إنسانية يتشدق بها المواطن الطبيب أوالمواطنة الطبيبة التي أدت قسم أبي قراط لكي تكون أويكون مخلصا في أداء رسالته الإنسانية لخدمة الإنسان ورفع معاناته متسلحا بالقيم الديمقراطية التي بدأت تنقرض في مجتمع الرفاهية.نعم مجتمع الرفاهية التي أصبحت مجرد حلم بدأ في الإندثار .يقولون تمسك بالأمل فأقول لقد بدأ هذا الأمل يتبخر ،لأن الألم ينهك جسدي ،أو يكاد يقضي على نصفي .وعندما ينهك الألم جسدي ،وتغيب البسمة،بل تهرب من دون رجعة مقلاي.وتزيد معاناتي أكثر عندما يزداد جسدي ألما ولا أقوى حتى على مغادرة سرير نومي .وأي نوم وأنا مشتاق لأعيش الحلم .حلم الديمقراطية ،ومجتمع الرفاهية،الذي اكتسحته الكراهية والقتل البطيئ .أعيش حقيقة أياما صعبة،أعيش حقيقةً ألمًا عميقا وحلما مزعجا .عندما لا أجد مسكنا يرفع ألمي.الذي يزداد يوما بعد يوم.هل هي ساعة الحقيقة بدأت تكشر عن أنيابها لتظهر وجه مجتمع بئيس لا يرحم .لقد غابت الإنسانية عندما يشتد بك الألم ولا تجد الطبيب المداوي .إنها الأزمة الحقيقية التي يعاني منها المجتمع الدنماركي .فمجتمع الديمقراطية والرفاهية ،أصبح مجرد شعارات يرفعها السياسيون .ولكن على أرض الواقع شيئ آخر.الكل أصبح غير قادر على استيعاب مرضى المجتمع وغابت اليد البلسم المداوي في المستشفيات.وغابت حتى روح الدعابة والإنسانية التي كنت تجدها في المستشفيات.التي أصبحت غير قادرة على استيعاب عدد المرضى في المجتمع ،إني أنقل حقيقة مجتمع الرفاهية التي أصبحت مجرد حلم تبخر.في غياب الطبيب المعالج ،في غياب الإنسانية،وفي غياب سرير في مستشفى.لقد عشت حقيقة هذه التجربة.وتيقنت حقيقة أن قطاع الصحة في الدنمارك يعاني أزمة عميقة،في غياب الأطباء،وفي غياب المهنية عندما تغيب الإنسانية،وعندما تلمس حقيقة أن الطبيب الواقف أمامك لا يحس بحجم المعاناة والألم الذي تعاني منه أنت شخصيا المرافق لمريض لاتغمض عيناه أياما من شدة الألم .إن الطبيب الذي يسلمك وصفة لشراء المورفين وهو مسكن للألم مؤقتا ولكن تأثيراته السلبية خطيرة.ومن أجل التخلص منك.من دون أن يجسد حقيقة طبيعة المرض الذي حل بك .إننا نعيش في مجتمع يعاني عندما تفتقد في مستشفيات الدولة الطبيب الملتزم بقسم أبي قراط.وعندما يعاني هذا الطبيب نفسه من ضغوط كثيرة بسبب الإكتضاض في المستشفى ،حتى أصبح المرضى الرجال مع المرضى النساء .إنها قمة الديمقراطية في مجتمع الرفاهية ،عندما يتقاسم الرجل والمرأة الألم وغياب الضمير المهني.بل قد تلمس حقيقة التمييز وتعاني من الإهمال وعدم الإهتمام ،وعدم تجسيد قسم أبي قراط حقيقة في غرفة في إحدى الغرف التي اجتمع فيها الضيف والمضيف بلغة قد يفهمها من يعاني حقيقة من الكراهية في مجتمع الرفاهية. آسف حقيقة إني أنقل صورة سوداوية عن مجتمع الرفاهية والديمقراطية ،فقطاع الصحة الذي كان في أيام الإنتخابات على لسان السياسيين يجسد حقيقة حجم الضرر الذي لحق بمجتمع الرفاهية الذي لم يعد بل أصبح حلما أو إن شئنا القول كابوسا يلاحق كل فرد في المجتمع وإن كان مايسمى بمصطلح الديمقراطية أصبح مجرد خطابا للإستهلاك الإعلامي والسياسي .فالسياسيون يعانون أنفسهم ولم يجدوا وصفة ودواءا لأمراض المجتمع المتعددة،فالمستشفيات أصبحت مكتظة،والأمراض متعددة،والدواء الذي يحد من حجم الألم والمعاناة أصبح مفقودا في المستشفيات ،والمجتمع أصبح في مواجهة الموت البطيئ.هذه هي حقيقة الديمقراطية،ومجتمع الرفاهية.وسأستمر أبحث عن طبيب يكتب لي وصفة لرفيقة دربي التي تعاني ولا يغمض جفنها بسبب ماحل بجسدها وازدادت معاناتها أكثر عندما لم تجد القلوب الرحيمة التي أدت قسم أبي قراط لكي تكون في خدمة الإنسان الذي يعاني من شدة المرض أولا والمجتمع الذي يعرف صراعا بين السياسيين لتصفية تركة الديمقراطية المزيفة وخطاب الرفاهية الذي تبخر بل اندثر ولم يعد حقيقة يلمسها المواطن في المجتمع الدنماركي.إنها الحقيقة الصادمة لكل الذين يعتقدون بأننا نعيش في مجتمع الرفاهية

لا أريد فتح صفحة جديدة تنضاف للأمراض التي أصبح يعاني منها المجتمع الدنماركي .ألا وهي الكراهية التي أصبح تنخر مجتمع الرفاهية،فرفض الآخر الذي يحمل ثقافة أخرى بات مرض خبيث ملتصق بالعديد من السياسيين في الدنمارك مع كامل الأسف وبات المسلم أوالمسلمة هم المستهدفون ،بل حتى الجيل الذي ازداد و ترعرع في الدنمارك ،أصبحت معاناته كبيرة عندما يجتهد وينهي دراسته فلا يجد مكانا في سوق الشغل.إنها أزمة أخرى تنضاف للأزمات التي يعاني منها المجتمع بالإضافة للأزمات التي تعمقت بسبب الحرب الأوكرانية الروسية،والتي كشفت حقيقة عن عودة الإسلاموفوبيا بحدة للمجتمع الدنماركي ،وقد توضحت أكثر في هذه الإنتخابات البرلمانية الأخيرة وستتعمق أكثر باستمرار الغموض في الساحة السياسية ولم يعد هناك لا يمين ولا يسار بل أصبح الجميع يتقاسم نفس القيم

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube