حيمري البشيرمقالات الرأي

ألا تمارس فرنسا سياسة الإبتزاز مع المغرب؟

ماذا تريد فرنسا من تشديد القيود على المغاربة للدخول لفرنسا ،وحرمانهم من الحصول على التأشيرة وتخفيف شروط الحصول عليها على الجزائريين والتوانسة؟ما حقيقة التصعيد بين المغرب وتونس الأخير ،ألا تكون فرنسا طرفا رئيسيا في القلائل والتطورات الأخيرة التي حدثت والمرتبطة بقضية الصحراء .تشديد شروط الحصول على التأشيرة على المغاربة بالخصوص،يفسره المحللون السياسيون جوابا على إرادة المغرب لتغيير مواقفه وسياسته اتجاه البلدان التي لا تريد توضيح موقفها من قضية الصحراء كما فعلت الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا .الملك قال بصريح العبارة الصحراء هي نظارة المغرب ،والدول التي لا ترغب في اتخاذ مواقف واضحة من قضية الصحراء ستخسر مصالحها الإقتصادية ،وعلى رأسها فرنسا.المغرب يستعد لإنجاز خط جديدللقطار الفائق السرعة سيربط الدار البيضاء بمراكش ،والصين وكوريا الجنوبية مرشحتان للفوز بالصفقة مقابل فرنسا ،التي التقط مسؤولوها الرسالة الواضحة .وكان الرد هو إهانة مسؤولين كبار وفاعلين لحضور ملتقيات علمية بحرمانهم من التأشيرة لدخول التراب الفرنسي بتعليمات من السلطات العليا في فرنسا .ماكرون يريد تكرار ما فعل في زيارته للجزائر من غمز ولمز على المباشر مع المغرب .لكن المغرب قرر التصعيد مع فرنسا ،بالتراجع عن ترحيل الإمام المغربي بسبب تصريحاته التي انتقد فيها التاريخ القمعي لفرنسا اتجاه المغاربيون إبان الإستعمار الفرنسي لدول المغرب العربي .مما اعتبره وزير الداخلية تحريض مرفوض وتجاوز خطير ،واعتبره الطرف الآخر نوع من السياسة القمعية التي تريد فرنسا نهجها لقمع حرية التعبير في دولة رفعت شعار المساواةوالصداقة،والأخوة والحرية بما فيها حرية التعبير.إذا حرمان المغاربة من التأشيرة يعتبرها الجميع ابتزاز واضح للمغرب حتى لا تفوز الصين بصفقة إنجاز خط القطار السريع الدارالبيضاء مراكش.وكل مصالحها الإقتصادية الأخرى.تنافس كبيربين القوى الكبرى على المغرب من أجل الشراكة والتعاون الإقتصادي .بعد أن غيرت إسبانيا موقفها من قضية الصحراء ونفس الشيئ فعلت ألمانيا.وستفعل الصين التي تنظر إلى المغرب كبوابة حقيقية لإفريقيا .فرنسا أصبحت تعتبر المغرب منافسا قويا لها في السوق الإفريقي ،وبالتالي اختارت أن تكون زيارة ماكرون للجزائر تعويضا عن الخسائر التي تكبدتهالصالح إسبانيا ودول أخرى .المغرب قرر اتخاذ مواقف اتجاه كل الدول التي لا تعترف بمغربية الصحراء وماوقع في قمة تيكاد في تونس واستقبال الرئيس التونسي لبن ببطوش هي مؤامرةتونسية جزائرية من تخطيط مخابرات فرنسية.هل سيستمر التصعيد بين المغرب وفرنسا،وهل المغرب قادر على اتخاذ قرارات موجعة لفرنسا ردا على الإستفزازات الفرنسية اتجاه المواطنين المغاربة وحرمانهم من التأشيرات .هل يكون تراجع المغرب عن قبول دخول الإمام المغربي الذي طردته فرنسا بموجب حكم ظالم يراه العديد من المتتبعين لكون مواقف الإمام من الإستعمار الفرنسي لدول المغرب العربي وما ارتكبته فرنسا من مذابح سواءا في الجزائر أو غيرها من الدول الإفريقية التي استعمرتها.أعتقد أن رفض المغرب استقبال الإمام لم يكن عبثي وإنما بني على معطيات معقولة .اتصالات مكثفة لوزير الداخلية الفرنسي مع وزير الداخلية المغربي ،لم تسفر لحد الساعة على حلول مقنعة سواءا فيما يخص التأشيرات أوقضية الإمام المختفي والذي أصدرت فرنسا في شأنه مذكرة بحث دولية مطالبة باعتقاله وتسليمه.

تحولات حاسمة ستعرفها العلاقات المغربية الفرنسية،باستمرار الغموض الفرنسي من قضية الصحراء.،هل سيرفض المغرب زيارة ماكرون؟كل تصعيد ممكن اتجاه فرنسا إذا لم تغير موقفها من قضية الصحراء نظارة المغرب والمغاربة.وإذا كان ماكرون قد أنهى زيارته للجزائر دون اعتذار على تصريحاته اتجاهه الجزائر فإن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس .

حيمري البشير كوبنهاكن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube