أخبار العرب

هل نبحث عن حلول للازمة السودانية أم هو صراع في اللغة وإستعراض لتاريخ النضال

السودان/المصطفى عمر

النقد الذاتي الذي أجرته قوى الحرية والتغيير لتجربتها في الحكم مر سريعاََ كمن يخبئ حبة من دواء الملاريا دخل قطعة خبز حتي لايصيبه مرارها.
لم يأخذ حقه من تسليط الضوء، ولماذا فشلت قوى الحرية والتغيير في تجربتها؟؟؟
لا شك أن الإنخداع الكامل والخضوع للجانب العسكري كان سبباََ في إنتكاسة تجربة الشراكة التي قيل انها تعمل في تناغم ولكن في حقيقتها هي تعمل في إنتقام مؤجل .
التخطيط كان واضحاََ جداََ لعملية الانقلاب حيث سعت الضفة المتناغمة الأخرى لعمل حواضن بديلة، ما سمى بإعتصام القصر وكذلك الدخول في لجان المقاومة وشراء الوقت في التخطيط (على عينك ياتاجر) وصولاََ لمرحلة مبادرة الجد ،كل هذا يحدث والساسة والنشطاء لا يملكون حلاََ سوى النقاشات الجانبية وإستعراض اللغة .
البرهان إعترف بأنه سيزيل الانقلاب حالما يصل المدنيون إلي توافق
ثم أنه لا توافق يلوح في الأفق لان المدنيون يخضعون لخاصية الفلترة والنقاء الثوري كل هذا وهنالك تنسيقيات لجان المقاومة التي خرج اغلبها من جلباب قوى الحرية والتغيير وصرحوا بلا تفاوض لاشراكة لا شرعية ،كل هذا والمخطط يسير كما يشتهي المكون العسكرى.
لا يمكننا الوصول الي وطن ديموقراطي دفعة واحدة هذا هو منطق التحولات الطبيعية .
أن عمليات مثل إرجاع حق الشهداء والقصاص لهم والعدالة الإنتقالية لا يمكن تحقيقها من اول وهلة لانتصار الثورة الا اذا كانت الثورة هبة عنيفة اقتلعت الجميع وأصبح الوطن صعيداََ زلجاََ ،ولكن الآن هنالك سيطرة على جميع مفاصل الدولة من قبل من تطالب بالقصاص منهم لذا فلا يوجد مبرر منطقى يجعلهم ينزون عن المشهد ويمنحونك رقابهم لتقتص منها ثم تحكم.
حسناََ لنري موقف الحركات المسلحة من كافة المشهد
هذه الحركات تشبه إلي حد كبير من أُخذ منه إبنه كرهينة لا يستطيع أخبار الشرطة خشية تعرض إبنه للقتل ولكن يمكن التفاوض مع الخاطفين للوصول إلي تسوية ما .
بعد أن تم توقيع اتفاق سلام جوبا وقدمت الحركات إلي الخرطوم كانت تأمل في سرعة عملية الدمج وإعادة النازحين واللاجئين إلي قراهم ولكن هذا لم يتم بالسرعة المطلوبة فحدث فراغ كبير جعل النازحين واللاجئين في حيرة ومجهول عظيمين، ليس أمام هذه الحركات سوى البقاء في الوضع الذي حددته لهم الاتفاقية والبحث عن حلول لهم ولمن تقع عليهم مسؤولية حياتهم .
فالأمر ليست بهذه البساطة أن ينفض الجميع من الخرطوم ويعودون إلي غاباتهم وكهوفهم وينتظرون خلاصاََ جديداََ يجلبه المدنيون الغير متوافقين.
الرهان على الشارع ممكن ومقبول إلي حد ما ولكن الرهان على الأحزاب وهي (تتمحرك في الاجتماعات المغلقة وتستعرض ما تملك من لغة ثورية وأدب المعتقلات لا يمكن أن ينقذ وطن ) .
وبينما انت في بوسطن أو شوارع لاس فيجاس أو حتي قلب الخرطوم تواصل المستقبل الذي تخطط له هنالك من هم في عمرك لم يحظوا ب أ ب ت ث وهنالك أمهات يلدن في رواكيب أطفال مجهولي المستقبل .
اذا العلاقة بين قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة يجب أن تكون مرنة لتستصحب تعقيدات المشهد الانساني للذين هم في رقاب الحركات المسلحة وهم مواطنين يجب على الأقل أن يصلوا مرحلة معاناة المواطن السوداني العادي التي تتمثل في الخبز والمواصلات وغلاء المعيشة
أولوية المرحلة هي ترتيب الداخل المدني من أحزاب وساسة ولجان مقاومة في كلمة واحدة دون فرز
بعدها يمكن أن يعود بريق السودان ويضع قدمه في اول عتبات الدولة الديموقراطية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube