أخبار دوليةمستجدات

إقليم النيل الأزرق في السودان وما بعد الحكم الذاتي

المصطفى عمر

في البدء يجب علينا أن نتوسم كل الخير في مسألة منح إقليم النيل الأزرق الحكم الذاتي وأن نتحلى بالإيجابية في تفكيرنا تجاه وحدة النسيج الإجتماعي وهذه الإيجابية تتطلب منا الكثير لفعله لنتمكن من تجاوز العقدة الأبدية للمكون الإثني بالإقليم.
اولي الخطوات المهمة هي إيجاد حل جذري لمشكلات الأراضي والحواكير،وعلى هذا الحل بالضرورة القصوى أن يمر بجبر الضرر وترسيم الحدود ومحاولة الوصول إلي صيغ توافقية تمنح الجميع حقوقهم أو تدفع البعض للتنازل من أجل وحدة الإقليم ،والحصول على تعويض مجزي في حالات التعنت المضاد.

إن الإنتقال السلس من لغة العنف والإعتداد بالرأي إلي لغة السلام والمحبة والرغبة في البناء هو الذي يمهد لنقلة مهمة سيتوقف عندها التاريخ كثيراََ. و يعظم من شأنها وشأن أبطالها ،و الابطال هنا هم شعب النيل الأزرق دون إستثناء.
إن إستراتيجية إعمار الإقليم تمتلك فرصة واعدة لتفريغ النظريات الإنسانية المجيدة على أرض الواقع ،فالأقليم يمتلك مخزون ضخم من الثروات الطبيعية والأراضي البكرة بالإضافة لأعظم الثروات وهي الوعى الكائن في إنسان النيل الأزرق، فبالقليل من الترابط ونكران الذات والشفافية يمكن للاقليم إدارة إستثمارته المهولة و ينهض سريعاََ، و ذلك بتقسيم الإستثمار إلى قطاعات متخصصة، مما يساهم في تطوير العملية الإنتاجية والإستثمار بصورة عامة.

أما قطاع التعليم فمن المأمول أن يشهد طفرة كبيرة وأن تسوقه المنهجية العلمية نسبة لأن أهمية التعليم لا تحتمل الجدال، وتعتبر الولاية رافداََ من روافد التعليم في السودان. ومن الممكن إحياء الدور الطليعي لكلية الزراعة بأبو نعامة وتطوير التعليم المهني والفنى والإهتمام بإبتعاث الطلاب من الجامعات لتلقى الدورات التدريبية و الدراسة و العودة للمساهمة في البناء.

ختاماََ يمكن لاقليم النيل الأزرق أن يشكل نموذجاََ ناجحاََ في السودان إذا إلتزم الجميع بالوحدة في العمل وعلاج تراكمات الماضي بما يرضي كل الأطراف.
و لأن الحكم الذاتي صار أمراََ واقعاََ فإن الواقع يفرض علينا طريقاََ واحداََ هو التماسك والنجاح معاََ ولأن الزمان لايستدير فعلى أبناء إقليم النيل الأزرق المضي قدماََ و التمسك بالمكاسب الآنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube