ذ ايمن الزبير صحفي و مراسل قناة الجزيرة باسبانيا
أصاب قطاع التعليم الخاص في اسبانيا سعار غير مسبوق بعد تقديم المشروع الحكومي الجديد لإصلاح التعليم و الذي جاء في أبرز قراراته سحب الدعم عن مؤسسات التعليم “المنسق” التي تستفيد من ملايين يوروهات الخزينة العامة و تجبر الآباء على دفع مستحقات تصل في بعض الحالات الى 300 يورو.
هذا السعار يمكن فهمه في أوساط الجهات المتضررة، خاصة الكنيسة الاسبانية التي جعلت من التعليم تجارة مربحة تزيد من ضخامة ثروتها، لكنه يبدو غريبا عندما ينتقل الى أولياء الأمور الذين يحتجون بدورهم على القرار الحكومي بحجة أنه يحرمهم من حرية اختيار المدارس التي تناسب أطفالهم.
يظهر هذا الغضب واحدة من أسوء عقد الطبقات المتوسطة التي تخلت عن مطالب اصلاح التعليم العمومي لتتشبث بأوهام المصعد الاجتماعي و وعود المدارس الخاصة.
و الثابت هو أن أفضل المنظومات التعليمية في العالم هي تلك التي راهنت على التعليم العمومي و منحته كل الموارد، و لكم في الدول الاسكندنافية خير مثال.
أستعيد كلمات والدي عندما يمر بجانب البعثة الفرنسية حيث ينتظر الآباء خروج أبنائهم من حصص الدروس الخصوصية لتحسين معرفتهم بلغة موليير: “ما قريتوشي ببلاش، غادي تقراو بالفلوس”.
تحية لكل نساء و رجال التعليم الذين ضحوا بالغالي و النفيس لإنقاذنا من براثن الجهل و الظلام.
