أخبار العرب

هل الظروف مواتية لانعقاد القمة العربية بالجزائر؟

يبدو لي والله أعلم أن القمة العربية المقبلة بالأجندة التي سطرتها الجزائر لاتشجع العديد من الدول العربية على المشاركة فيهالأسباب عديدة ،منها أن الجزائر تستهدف عزل المغرب عن محيطه العربي،بسبب العلاقات المقطوعة بين البلدين،وبسبب رغبة الجزائر المعلنة باستغلال فرصة إقامة القمة بالجزائر لتوجيه دعوة لجمهورية الوهم في تندوف ،وعودة سوريا للجامعة العربية،وطرح قضايا أخرى تعتبر من اختصاص الإتحاد الإفريقي خصوصا مايتعلق بإسرائيل كعضو ملاحظ في هذا المنتظم الإفريقي.بالإضافة إلى محاولتها مرة أخرى طرح المشكل الليبي للنقاش في مؤتمر القمة العربي.والمشكل الفلسطيني كذلك لعمامرة يتحرك من جديد لإقناع الدول العربية بالمشاركة والمساهمة في إنجاح القمة ،لم يصدر أي بيان واضح من زيارته للمملكة العربية السعودية حليف المغرب،ومن السعودية انتقل إلى مصر،ولا أدري وجهته المقبلة،هل ستكون الإمارات ودول الخليج التي طبعت مع إسرائيل؟هل ستقنع الجزائر دول الجوار بالمشاركة في هذه القمة ؟هل ستقدم إلى إعادة علاقاتها مع المغرب كما أعادتها مع فرنسا وبدون اعتذار بعد أن سبق أن وضعته شرطا أساسيا لعودة العلاقات.الدبلوماسية الجزائرية في حيرة من أمرها وتتغاضى لحد الساعةبمراجعة مواقفها اتجاه المغرب ،ولا تريد أن تقبل بالأمر الواقع ،بأن المغرب لاعب أساسي وليس آحتياطيا في كل مؤتمر عربي.لقد قلت سابقا بأن القمة لن تنعقد في الجزائر،لأنها لم توفر شروط انعقادها،وأن أجندة الجزائر التي سطرتها ستؤدي إلى المزيد من الإنقسامات.،وأن الجزائر غير مؤهلة لتنظيم هذه القمة في ظل الظروف التي يعيشها العالم العربي.المغرب يلتزم الصمت لحد الساعة،ولا يرد على سلوك النظام،وتصريحاته ،واستمراره في إطلاق بيانات يتهم فيها بلادنا بعرقلة مؤتمر القمة العربي ،يبين حقيقة النظام في الجزائر الذي يتشدق برغبته في تحقيق الإجماع العربي بقضية يريد الركوب عليها ودغدغة مشاعر الشعب الفلسطيني،بجعل القمة المقبلة قمة فلسطين بامتياز.التناقض الصارخ في مواقف النظام في الجزائر الداعم لفلسطين وفي نفس الوقت المعادي للمغرب والذي قطع معه العلاقة ويستمر في تهديده يوميا بشن حرب عليه يبين بالوضوح،أن مؤتمر القمة لن تنعقد في الجزائر،مادامت ظروف انعقادها غير ملا ئمة لتوفير شروط نجاحها.ومحاولة الدبلوماسية الجزائرية القيام برحلات مكوكية لبعض الدول من أجل إقناعها بالمشاركة،دليل أن القمة في حالة انعقادها ستكون أفشل قمة منذ تأسيس الجامعة العربية، وإن عقدت فلن تشارك الدول العربيةبوفوذ وازنة على أعلى مستوى في التمثيلية،بسبب العوامل التي ذكرت.الدول الكبرى تراقب من بعيد وستلعب دورا في انعقاد القمة،أوفشلها بناءا على الأجندة التي سطرتها الجزائر،وكل دولة عضو في الجامعة العربية ستسعى للحفاظ على مصالحها وستقرر في المشاركة من عدمها ،وموقف دول مجلس التعاون الخليجي في آخر اجتماع له بعث برسائل واضحة للجزائر،عندما اعتبر بأن أمن المغرب من أمنه وأقر بمغربية الصحراء،وهي رسالة للجزائر،التي تسعى لتنظيم مؤتمر القمة العربي في الجزائر كفرصة أخيرة لدعم البوليساريو والتعويض عن فشلها الدبلوماسي .و الإجماع الخليجي حول الصحراء المغربية لن تقبله الجزائر وبالتالي فالظروف غير مواتية لعقد مؤتمر القمة العربي في الجزائر

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube