الرهينة الفرنسية صوفي بترونين وقضية إلغاء العقل لحساب النقل
الحسين فاتش
الرهينة الفرنسية صوفي بترونين وقضية إلغاء العقل لحساب النقل
المواطنة الفرنسية صوفي بترونين التي أفرج عنها إرهابيو تنظيم القاعدة في مالي مقابل تلقيهم لفدية مالية، لم تأت الي ارض دولة مالي التي تعتبر من بين أفقر اراضي دول جنوب القارة الأفريقية المتأخمة للصحراء الكبري في رحلة استجمام سياحية تقودها حيث تقنص بعدسة كاميرتها صورا للاكواخ والبيوت الطينية التي تقطنها قبائل بدو الصحراء اومشاهد بقايا هياكل بقر الجاموس التي تموت من العطش، أو تحت تأثير المجاعة،،، بل كانت تشرف على إدارة دار للأيتام تعتني باطفال فقراء مشردون فقدو معيليهم بسبب المجاعة والحروب وزحف الاوبئة الفتاكة…. وعندما تتدخل حكومة فرنسا وتدفع الفدية من أموال الشعب الفرنسي لجماعة الإرهابيين وتعود السيدة صوفي الي ارض بلدها عجوزا منهكة خاءرة القوي وملامح وجهها تكاد تنطق بثقل الظلم الإنساني و بالمعاناة التي كابدتها خلال السنوات الطوال التي ضاعت من عمرها قضتها في الاحتجاز عند الإرهابيين، ثم تعلن عن اعتناقها للدين الإسلامي الذي باسمه ارتكب مختطفوها جريمة اختطافها وتهديدها بالموت ومساومة حكومة بلدها على دفع الفدية، فهل يحق لنا نحن معشر المسلمين ان نحتفي بما انجزه لنا هؤلاء المجرمون الذين اعتدوا على حرية امرأة اختطفوها من حيث كان يجب أن تمارس عملها الإنساني النبيل في ا من وأمان بل ان تداعيات جريمة اختطاف السيدة صوفي وتغييبها لسنوات كانت ذات وقع وانعاكاسات اجتماعية واقتصادية خطيرة على حياة الأطفال الأيتام الذين كانت تعيلهَم وعلى قدسية العمل الإنساني الخيري الذي يدعوا اليه الإسلام وتمنح الشرائع السماوية الحصانة لفاعله في الحرب وَالسلم معا ، فهل يعقل ان نهلل ونفرح ونعتبر اسلام السيدة صوفي على يد عصابة جلاديها فتحا مبينا ونصرا عظيما على فرنسا الكافرة يستحق أن نوزع عليه كؤوس الشامبانيا؟؟الغريب في الأمر أننا شاهدنا كيف سعي قساوسة واحبار الكهنوت الإخواني في الفيسبوك لممارسة التضليل الاعلامي بتهريب النقاش في قضية الرهينة صوفي حيث يصب فقط في خانة وحيدة الهدف منها ستر سوءة عصابة الإرهابيين وطمس ،معالم جريمتهم البشعة عبر محاولة “تديين” الجريمة وَتلفيفها في ثوب من الاحتفالية و الانتصار والانتقام من ماكرون للاسلام سيرا على نهج الاخوان المسلمين التعساء الرامي لإلغاء العقل لحساب النقل البليد. ماعرفت واش نبكي ولا نضحك من حال أمة تضحك من جهلها الامم.
