مستجداتمقالات الرأي

*كلمات* . في تمريغ السيادة الوطنية في قمامة التطبيع

*من عائشة وعلا إلى عزيز وعبد العظيم* أحمد ويحمان

× أبني كلمات اليوم على تدوينةٍ صادقةٍ ومؤلمةٍ للشاب عبد الله الدرازي، أحد أحرار أسطول الصمود، الذي يتناول فيها تنكُّر السلطات المغربية لرفيقيه في الأسطول الدكتور عزيز غالي والمهندس عبد العظيم بنضراوي، ومحاولة ابتزازهما واستعمال مأساتهما الإنسانية في لعبة تلميع التطبيع وتسويق الوهم الإعلامي بأنّ الإفراج المنتظر عنهما يتم “بفضل” مكتب الاتصال مع الكيان الصهيوني! يا للقرف ! إننا، فعلا، أمام مشهد يُراد فيه تحويل مأساة حقيقية إلى دعاية سياسية رخيصة، يُتاجر فيها بقلق العائلات ودموع الأمهات وكرامة المناضلين، لتُسجَّل نقاط في دفتر الولاء للمحتلّ ! ما يحدث اليوم ليس مجرّد تأخرٍ في الإفراج عن مواطنين مغاربة مختطفين؛ بل هو امتحان أخلاقي وسياسي آخر يكشف عمق الانحدار حين تُسقَط كرامة المواطن في مستنقع التطبيع، وحين يتحوّل ما يسمّى “العلاقات الطبيعية” إلى أداةٍ لابتزاز السيادة الوطنية. ولأنّ الذاكرة لا تموت، فهذه الحكاية تُعيد إلى الأذهان واقعة المرابطة عائشة المصلوحي وابنتها الدكتورة علا التيجاني؛ المغربيتين الفلسطينيتين اللتين، بعد أن يئستا من سفارة المغرب في الأردن التي قذفت بهما إلى المغرب بلا سند، قضينا معهما شهرًا كاملًا نتنقل بين إدارات الأمن والداخلية، انتهاءً بوزير الداخلية نفسه، بعد تدخل رئيس حكومة سابق، فقط من أجل تجديد جواز سفر انتهت صلاحيته ! لكن الطلب، رغم وعد وزير الداخلية شخصيا بتسوية المشمل، رُفض، لأنّ المرابطتين رفضتا اللجوء إلى مكتب الاتصال الصهيوني الذي أحالتهما إليه السفارة بناء على تعليمات وزارة الخارجية، بحجة أن العلاقات أصبحت “طبيعية” مع الكيان الغاصب، وأنّ الأمور الآن بيد ذلك المكتب المشؤوم !نعم لقد كلف الموقف المشرف للمجاهدة عائشة المصلوحي وابنتها الدكتورة علا التيجاني عاما آخر من الجرجرة قبل أن تقبل السفارة في عمان تسوية المشكل بعد أن أصبح فضيحة ولسان الجميع في الملتقيات وفي الإعلام . وفي المقابل، تُمنح الوثائق المغربية الرسمية للصهاينة بلا حرج، وتُفتح لهم الأبواب وجوازات السفر، بل نُشرت صورٌ لبعضهن مع رئيس أركان الجيش، ومنهن مجرمات في جيش الاحتلال، وهنّ يبتسمن وهنّ يتسلمن جوازات سفر مغربية وشاي بالنعناع ! لا بل إنّ بعضهم أنشأ شركة وراح يبيع جوازات السفر المغربية علنًا وينشر صوره مع المستشار الملكي أندري أزولاي ! . وقد عالجت محاكم الدار البيضاء ملفات ما أصبح معروفًا بـ“المافيا الإسرائيلية بالمغرب” بعد تدخل الأنتربول.هكذا، يُهدر حقّ المواطنين الشرفاء، وتُهان كرامتهم، بينما يُغدق التكريم على عملاء الاحتلال ! اليوم، بعد ثلاثة أيام على الإفراج عن جميع النشطاء من مختلف الجنسيات المشاركة في أسطول الصمود، يبدو أنه لم يبق بمعسكر الاحتجاز الصهيوني إلا المغاربة وحدهم خلف القضبان ! هل هي صدفة ؟، لا نعتقد .. إنه صمتٌ رسميٌّ مُخطَّط، يختبئ وراء الخداع الإعلامي الذي يسوِّق أنّ “مكتب الاتصال” هو من يتدخّل، في حين أنّ الدبلوماسية الوطنية تتوارى عن أداء واجبها في حماية أبناء الوطن. إنه سقوطٌ أخلاقيٌّ مدوٍّ، وواحدة أخرى تنضاف إلى سوابق تمريغ السيادة الوطنية في قمامة التطبيع، ولاسيما بعد اغتصاب المغربيات من طرف المجرم غوفرين، مدير ماخور مكتب الاتصال بالرباط .

إن من يطبع على حساب حرية مواطنيه لا يملك شرعية التحدث باسمهم، ومن يساوم على كرامة المغاربة لا يملك شرف الدفاع عن مصالحهم.التطبيع الذي يصل إلى حدّ التخلّي عن أبناء الوطن لا يحتاج إلى من يُسقطه، لأنه ساقطٌ بذاته، ساقطٌ يوم صار سيفًا على رقاب الأحرار.. أسقطته المسيرات الوطنية المليونية في العاصمة الرباط، والمسيرات الحاشدة والغاضبة في كل مدن وجهات البلاد حيث بُحت حناجر المغاربة، وهي تهتف : *فلسطين أمانة والتطبيع خيانة!*

🔻 *آخر الكلام*

القضية اليوم ليست قضية جواز سفر، ولا مجرد تقصير إداري أو تأخر دبلوماسي؛ إنها قضية كرامة وطن تُساوَم على طاولة التطبيع. من عائشة وعلا إلى عزيز وعبد العظيم، المشهد واحد والجوهر واحد: مواطنون مغاربة يُعاقَبون لأنهم رفضوا أن يمرّوا عبر مكتب العار الصهيوني، فيما تُفرش السجّاد الأحمر للصهاينة في الرباط.لكن المغاربة، الأحرار، لن ينسوا ولن يسامحوا، لأنّ السيادة لا تُشترى ولا تُباع، والكرامة لا تُقايَض على أبواب مكتب الاتصال .

وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !

رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID