فيسبوكيات

التفاعل في الفضاء الأزرق.

ذ. رضوان الأحمدي، برشلونة

كتب صديق تدوينة، عبر فيها عن ارتباك لم يستوعبه  وعيه لأن  الوعي في بعض الأحيان يتعدى حدود اللغة  ارباكا للمفاهيم الجاهزة فقال “”مساء النور ! غريب أمر هذا العالم الأزرق، يكفي أن تكتب نكتة لتنهال التفاعلات من كل حدب وصوب، لكن إن سولت لك نفسك أن تنشر مقالا ما تجد القوم وكأنهم قد حلت على رؤوسهم الطير  مشلوللي الانامل من شدة الخوف، الحقد، …. سميها كما تريد!أدعو ا لهم بالشفاء العاجل ! وتصبحون على ضمير!” انتهى كلامه 
فقمت كمتفاعل مع كل ما هو مجدي و يطرح التساؤلات الاستغوارية، استهدافا، بتعقيب ارسى ظلاله على النحو التالي :
لا تهتم، فهم يتابعونك و يرصدون خطواتك، فقط انهم لم يحسموا  ما في دواخلهم، يقلقهم أفكار الآخرين و كأنهم يشعرون ، إشارة بدونيتهم، فيتكالبون ضد انفسهم، فتراهم نابذين كل ما يخول لهم  النمو الوجداني نضجا ،فتجدهم يرتكنون للسطحية نجاة و ارجاء. مرة ، صديقة لي ، شاعرة تكتب  شعرا جميلا أسرت لي نفس الشعور، فقلت لها سأعقب على ما استخرجته من شعور   داهم طمأنينتها فرج نسيج أفكارها، فقلت لها؛ كان هناك تلميذ – راهب  اراد ان يتمكن من إعتقاده البوذي استغوارا و فسحة عبادة  جالبة للإستقرار الروحي  مطلبا فذهب الى اقصى الجبل مشيا، فوجد في الأخير معبدا جميلا ، فيه من الصمت ما يوحي بتجرد من الرغبات و صوت الطبيعة  حنينا للأزل السرمدي و الى الأبد. دخل الى المعبد فرحبوا به  ، كان   يحتاج  فقط  الى سويعات ليندمج ، لأن كل عابد هنا كان له نفس الهدف، ابتهل الى بوذا ، اقام صلواته بشغف و ابتهال  . في اليوم الثاني فعل نفس الشيء، و في اليوم الثالث عاود الكرة بإيقاع فيه كثير من الإمتنان و البساطة التعبدية، اما في اليوم الرابع استيقظ مبكرا بعض الشيء   فأدى عبادته ثم قام فورا بإضرام النار بالمعبد و على العتبة جلس القرفصاء. بقي مشدوها ، ناحبا  حظه من كثرة المشاعر التي  سكنت و جداونه. و لما استطاع باقي المتعبدين  من إخماد النار، تحولوا اليه لمساءلته ، لماذا اضرم النار في معبد   سلب عقله من شدة الإحساس التي راوده و هو في قمة الإنصهار الشعائري ، فقال إجهاشا، و بنوبة من البكاء المتقطع الأنفاس ؛ “فعلت ذلك لأني لم اعد اطيق  ، فجمال المعبد كان في كل  و عبر جزئياته يذكرني بتفاهتي فينتابني الشعور  بالإستصغار  فأردت ان اتغلب عن ذلك الشعور فحصل ما حصل . “العبرة ، الشخص بطبيعته يعادي من يهدد مصالحه و من يقلق تفاهته و كذلك من يذكره انه عالة على نفسه، يواري عقده بصوابيه اللغة  Eufemismo حتى لا  تنفضح خصوصية تهالكه و الإنتفاء منه  ارادة التغيير و حب المعرفة، فيحل محلهما التطبيع مع فساد الذوق و  فساد النية مسلكا و ترهيبا…. 
في الصورة تروا نسبة التفاعل مع  منشوري ضئيلة و لكن تناقض الحالة  التي وصلت اليها نسبة المشاهدة التي  فاقت  1700 مشاهد. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube