إقتصاد

*اهمية اقتصاد الريع ومصالح الدولة!

بقلم عمر بنشقرون، مدير مركز المال والأعمال بالدارالبيضاء*

عند اقتراب كل محطة انتخابية في مملكتنا، يعود الجدل مجددا بخصوص ما يعرف باقتصاد الريع واستفادة ما يطلق عليهم بـ “خدام الدولة” من امتيازات استثنائية خوّلت لهم التحكم في الاقتصاد وتطويعه ما يؤثر سلبا على التنمية السوسيو اقتصادية في المجتمع المغربي.
فمتى ستعمل الحكومة المكلفة والمنبثقة ديموقراطيا من صناديق الإنتخابات والتي لها تعاقد اجتماعي مع المغاربة كسلطة تنفيذية و تستجيب لمطلب اسقاط الريع في المملكة؟ علما أن الإبحار في ملف اقتصاد الريع ببلادنا يتسم بالغموض والصعوبات في معرفة أدق التفاصيل. ولكم في ما يتبع مثلا يا اولي الألباب.
يعتبر موقع القالات متنفسا، لجماعة إعزانن ببويافر إقليم الناظور، من الناحية السياحية نظرا لكبر شاطئه الممتد على مسافة 8 كلم و سهولة الولوج إليه عبر الطريق الوطنية التي تنطلق من الطريق الساحلية عبر مركز إعزانن أو من مناطق دوار ماري واري التابعة لجماعة بني شيكر و يقع على بعد 40 كلم من مدينة الناظور.
تحده شرقا جماعة بني شيكر و جنوبا بني سيدال الجبل و بني سيدال لوطا و غربا بإقليم الدريوش و شمالا بالبحر الأبيض المتوسط داخل الجماعة القروية إعزانن، بني بوغافر دائرة قلعية.
ويعرف هذا الشاطئ بنظافته و نقاوة مائه و جودة أسماكه، إضافة الى تواجد مشروع سياحي ضخم يستقطب عددا من السياح سواء من داخل أو من خارج أرض الوطن.
و رغم قلة وشح الخدمات الإجتماعية التي يوفرها للمصطافين من مطاعم و مقاهي تبقى خدمة الوقاية المدنية و تواجد الأمن باستمرار من مؤشرات الأمان تفاديا لأية عراقيل او إعتداءات قد يتعرض لها زوار الشاطئ ومرتادوه.
أما اقتصاديا، فيعتمد سكان المنطقة أساسا على الصيد البحري و تربية المواشي إضافة إلى العملة الصعبة حيث يتواجد الكثير من أبناء المنطقة في المهجر و يفضلون قضاء عطلتهم بمسقط رأسهم.
هذا من جهة، أما من جهة اخرى، فإن المنطقة استقطبت مشروعا ضخما  “ميناء الناظور غرب المتوسط” الذي يعتبر مفخرة ملاحية-بحرية من الطراز العالمي. 
في باديء الأمر، تم تمرير الأراضي التابعة للقطاع الغابوي للشركة المكلفة ببناء الميناء في صفقة وقرار دولة، وبعدها تم نزع ملكية بعض أراضي الخواص و الحاقها بالمشروع من أجل توسعة ملحقاته ليصير الأكبر على ضفة البحر الأبيض المتوسط وينافس باقي موانيء الضفة الأخرى من المتوسط.
وسيتكون مركب ميناء الناظور غرب المتوسط من :
– ميناء في المياه العميقة ذي قدرات مهمة فيما يخص إعادة شحن 
الحاويات والهيدروكاربونات ومعالجة المواد الخام وخصوصا الفحم.
– منطقة صناعية مندمجة مفتوحة للمستثمرين سيتم إنجازها في منطقة حرة على مساحة 1500 هكتار، مع إمكانية تهيئة منطقة إنمائية إضافية لاحقا ستنضاف إلى محيط المنطقة الحرة بمساحة تقدر بحوالي 2500 هكتار.
ولكي تتمكن الدولة من الإسراع في تنزيل المشروع، كان لزاما عليها أن تبحث عن شخصيات ريفية بكاريزما خاصة و بامتيازات محددة وسلطات ،أقول، “جائرة” محلية ترابية تسهل مأمورية نزع وتحويل الملكية بطرق قانونية يتم بموجبها شراء الأراضي المحفظة او الاستحواذ على أخرى بالتحايل ( أراضي بمطلب التحفيظ وأخرى)  عبر بوابة الجماعة الترابية. 
أقول، إن ازدهار تلك المنطقة وما سيلحقها من تنمية استثمارية وبعدها الإقتصادي سيكون مقرونا بكاريزما الشخص الذي سيخذم الدولة في خفاء مهما كان شططه…ترى لمصلحة من؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube