مقالات الرأي

سيكولوجيا الأوطان بين الإنتماء و التبعية

بقلم الرحالي عبد الغفور

كثيرا ما يصطدم المواطن بإنبهار شديد، أمام تصريحات مسؤولين خارج أوطانهم يعادون وطنهم. لكنهم في الآن نفسه يتنمى لديهم الحس بالمسؤولية في الدفاع عن صورة وطنهم المخلدة في داكرتهم بفعل التنشئة الاجتماعية و التعليمية.
إن كل دول العالم بدون استثناء تعطي الأولوية القصوى لتنزيل مقررات تربوية ، أساسها بناء الحس الوطني لشعوبها انطلاقا من نعومة الأظفار وحتى النضج . الأمر الدي يجعلها تعتمد على أنماط محددة سلفا في إطار سيكولوجي محض، لكن القضية لا تقف هنا ، حيث من جملة الحروب لامادية التي تدور فصول ملاحمها في الإعلام بأنواعه المختلفة، هي حروب خداع العقل الباطن للشعوب و هدم البنية التحتية للشعور بالوطنية ، عبر دس مغالطات و معلومات يومية تحت غطاء مختلف و متنوع : أفلام ، بحوث ، أخبار ، إعلانات بشكل سريع و دقيق و منها يتم تنميط دهن المتلقي بدون علمه ، لنجد العديد من المواطنين يعادون وطنهم في حالة لا شعور.
اليوم هناك ما يصطلح عليه الأمن القومي الوطني ، هدا المصطلح العلمي هو جملة من القضايا التي تسهر الدولة على حمايتها، بحيث يتضمن الأمن القومي: الأمن السياسي ، الأمن الإقتصادي، الأمن العسكري ، الأمن السيبراني ، الأمن الإجتماعي ، الأمن الترابي .
حينما نتحدث عن سيكولوجية الأوطان فننا تلقائيا نصنف الشعوب الى قصمين منتمي و تابع .
فالمنتمي لديه شعور دائم بان وطنه جزء من داته المادية و لا مادية، لا يمكن ان تناقشه في مسلمات مقدسات وطنه ، قادر على التضحية بالروح و الجسد و المال و البنون فداء وطنه الدي هو وجدانه و كبرياؤه. بينما التابع فهو الجزء الآخر من الشعب الدي تنمت لديه صورة مشوهة عن الوطن بحيث يربط كل صعوبات الحياة الى وطنه، و يسقط كل اخفاقاته و يجتهد في إيجاد درائع، يحمل بها وطنه سبب عدم تطوره الإقتصادي و الإجتماعي . فتجده هائما في البحث عن سبيل للتخلص من عبئ الوطنية ، عبر بحثه عن أوطان على مقاص أحلامه و هو ما يفسره الرغبة الملحة عند هاؤلاء بالهجرة نحو أوطان أخرى.
الحقيقة موجودة امما الجميع فطرف يختار النضال من أجل مصلحة الوطن و تحقيق الرفاهية للأجيال المقبلة ، و طرف آخر يختار الهرب من وطنه الى وطن اخر رغبة في تحقيق طموحاته الفردية، هي سيكولوجيا الأوطان بين الإنتماء و التبعية تحكمها أبعاد حروب خداع العقول و هدم الشعور و الإحساس عند الأجيال الصاعدة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube