أخبار دولية

خلفيات استدعاء السفيرة المغربية ببرلين للتشاور

يبدو أن الحكومة المغربية بعد أن اتخذت القرار الذي جاء متأخرا عقب ارتكاب ألمانيا أخطاءا كثيرة ومست بالخصوص بالسيادة المغربية.وقد أكدت ذلك بطلب اجتماع مجلس الأمن لمناقشة اعتراف الولايات

المتحدة بمغربية الصحراء،هذا الإجتماع الذي لم ينتهي كالعادة بأي قرار أوبيان. ألمانيا الإتحادية آلتي احتضنت اجتماع في برلين يتعلق بالصراع في ليبيا فوجهت الدعوة لدول عديدة واستثنت المغرب ٬من لقاء برلين رغم أنه بدل مجهودا كبيرا وجمع الفرقاء عدة مرات في الصخيرات وبوزنيقة وطنجة للوصول لحكومة الوفاق الوطني الأولى .ثم الحكومة الحالية.فرغم كل المجهودات التي بدلت من طرف المغرب فقد تم إقصاؤه من حضور لقاء برلين ووجهت دعوة للجزائر ومصر وتأخرت في توجيه الدعوة لتونس  .لماذا لم توجه دعوة للمغرب الذي يملك معطيات كثيرة  عن الملف الليبي وتربطه علاقات حسنة مع جميع الفرقاء في ليبيا؟.هل من مصلحة المغرب التصعيد مع ألمانيا التي اختارت تقوية علاقاتها الإقتصادية ٬مع الجزائر.

على حساب فرنسا؟.دوافع ألمانيا معروفة فهي تعتبر الجزائر سوقا واعدا وكذلك عينها على إفريقيا .فأضحت كل مواقفها مع كامل الأسف تتماشى مع مواقف الجزائر المعاكسة للمغرب في قضيته الأولى ألا وهي قضية

الصحراء المغربية.ومستوى الود بين البلدين جعل كل المسؤولين الجزائريين يختارون العلاج في المستشفيات الألمانية .الرئيس تبون عولج من كورونا في مستشفى ألماني .ألمانيا مع كامل الأسف أصبحت

تحمي نشطاء معارضون وإسلاميون مغاربة يوجهون إنتقادات للمغرب ويتمادون في إساءاتهم دون مراعاة الدور الكبير الذي يقوم به المغرب  لحماية ألمانيا من هجمات إرهابية خطيرةفي إطار التنسيق الأمني ٬مع 

العديد من دول الإتحاد الأوروبي .الجزائر لعبت دورا خبيثا في استمالة ألمانيا بمنحها بطبيعة الحال صفقات

وكان العامل الإقتصادي  هو المتحكم في العلاقات بين الدولتين في إطار تحالفات جديدة على حساب فرنسا.إذا استدعاء المغرب سفيرته للتشاور جاء بعد منح ألمانيا فرصة لمراجعة موقفها .لكن مسلسل الإساءات للمغرب ،لم يتوقف ،كان آخره الإعتداء على السفارة المغربية ببرلين وتدنيس العلم المغربي 

المغرب من حقه أن يتخذ القرار الذي يراه مناسبا لحماية مقدساته ،ومن حقه حماية مصالحه،ويمتلك

بدوره ملفات مؤثرة كالتنسق الأمني لمحاربة الإرهاب والهجرة الغير الشرعية،آلتي دفعت ألمانيا ضريبة كبرى

في دول الإتحاد .إذا ألمانيا التي فضلت الجزائر عوض المغرب كمنفذ لإفريقيا السوق الواعد لم تقرأ جيدا  العودة القوية للمغرب للعمق الإفريقي والشراكات الإقتصادية آلتي بناها المغرب مع العديد من الدول الإفريقية،وليس فقط اقتصاديا فالمغرب عاد بقوة روحيا وأصبح يساهم بشكل كبير في محاربة التطرف

من خلال تكوين أئمة ومرشدين ومرشدات من العديد من الدول الإفريقية في معهد محمد السادس لتكوين

الأئمة بالرباط.دون إغفال ارتباط العديد من دول الساحل بالزاوية التجانية والبودشيشية واللتان أصبحتا لهما أتباع كثر في العديد من الدول الإفريقية.بالإضافة إلى هذا  إقناع المغرب نجيريا بربط أنبوب الغاز

النيجيري  إلى أوروبا عبر التراب المغربي.ومن دون شك من دوافع الإنحياز الألماني للجزائر هو قرار الولايات

المتحدة فتح قنصلية في الصحراء واستثمارات كبرى في هذه الأقاليم.إذا من حق المغرب استدعاء سفيرته

في ألمانيا وتجميد علاقاته الإقتصادية مع هذا البلد حماية لسيادته الوطنية ولا أستبعد أن  يعرف مسار العلاقات آلمغربية ،الإسبانية نفس المسار الذي عرفته العلاقات مع ألمانيا بعد فضيحة دخول إبراهيم رخيص بجواز سفر مزور للعلاج في إحدى مستشفيات إسبانيا

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube