احمد رباصمستجدات

الصحراء المغربية: البرلمان الألماني يرفض اقتراحين معاديين للمغرب

أحمد رباص-حرة بريس

رفض أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني كلا الاقتراحين المقدمين من فريق دي لينكه وفريق الخضر البرلمانيين.
ورغم الجمود الدبلوماسي الذي ران بكلكله على العلاقات بين الرباط وبرلين، رفضت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني (البوندستاغ) الأسبوع الماضي اقتراحين يستعيدان اطروحات جبهة البوليساريو.
وهكذا، رفض الاقتراح الأول، الذي قدمه فريق دي لينكه (يسار) البرلماني، من قبل جميع الكتل النيابية الممثلة في المفوضية، باستثناء دي لينكه ، والخضر الذين امتنعوا عن التصويت.
وبحسب تحرياتنا، فإن النص، الذي أثار “تطبيق القانون الدولي على الصحراء التي يحتلها المغرب” ، تناول بشكل صريح العناصر اللغوية للجزائر وجبهة البوليساريو، مع التركيز على “الاستفتاء” في الصحراء وكذلك على ما أسماه ب”تدهور أوضاع حقوق الإنسان” في الإقليم.
وبالمثل، رفضت لجنة الشؤون الخارجية، في نفس اليوم، اقتراحا ثانيا قدمه فريق الخضر، الذي أصر على “الحاجة إلى فتح طريق سياسي نحو سلام دائم في الصحراء” والذي استعاد أيضا نسخة الجزائر والحركة الانفصالية.
دعا هذا النص الحكومة الألمانية إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية لتعزيز وقف إطلاق النار، من خلال إشراك شركائها الأوروبيين، ولا سيما فرنسا والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة.
لقد أغفل النص، الذي رفضه أعضاء الهيئة أيضا، ذكر إعلان أنصار إبراهيم غالي عن نهاية التزام الحركة بوقف إطلاق النار ، يوم 14 نوفمبر 2020 ، غداة تدخل الجيش الملكي في الكركرات.
كما نسي الخضر التذكير بأن دور الاتحاد الأفريقي قد تم تحديده بشكل نهائي لدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة لإعادة إطلاق العملية السياسية، من خلال الترويكا، وفقا للقرار 693 الذي خرجت به القمة 31 للاتحاد الأفريقي، المنعقدة سنة 2018 في نواكشوط.
يشهد هذا التوزيع المحكم للأدوار بين حزب الخضر ودي لينكه على الطبيعة المنسقة لهذين الاقتراحين، اللذين تم تقديمهما كجزء من نفس الحملة المنظمة من قبل الدوائر الموالية للجزائر والبوليساريو.
وهكذا كانت جبهة الانفصاليين تأمل في الاعتماد على الضغط داخل البرلمانات في أوروبا، ولا سيما في ألمانيا، في محاولة منها للتعويض عن الإخفاقات على الميدان وعلى مستوى الأمم المتحدة خلال الأشهر الأخيرة.
برفض الاقتراحين، يؤكد البرلمان الألماني تمسكه بالشرعية الدولية، التي يجسدها النظام المرجعي الذي اعتمده مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم، وعلى أساس تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء، في سياق معين.٠
كما أن الأمر يتعلق بمؤشر جيد على استعداد برلين لطي الصفحة، إذ ألمحت مصادر مطلعة إلى تغيير قادم على رأس السفارة الألمانية بالرباط، يهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع المملكة.
للتذكير، فقد أكد كريستوفر برجر، المتحدث باسم الخارجية الألمانية، يوم رابع مارس، غداة قرار المغرب تجميد علاقاته مع التمثيلية الألمانية، أن “ألمانيا لم تغير موقفها فيما يتعلق بوضع الصحراء الغربية بانتظار عملية برعاية الأمم المتحدة “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube