محمد بوبكريمستجدات

الزعيم يدوس على القانون والحزب


بقلم محمد بوبكري
مرشح الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي

‎ القائد عبد الرحيم بوعبيد كان يقول دوما:” السياسة أخلاق”، وقد تصرف سياسيا طيلة حياته على أساس هذه القيمة الحضارية، التي أكسبته احتراما واسعا في الداخل والخارج. اليوم نجد أن ثقافة الزعامة الاتحادية لا تعتقد أن السياسة أخلاق، بل تعتقد “إن السياسة مصالح، والواهم هو من يرى عكس ذلك، حيث ليس للسياسة علاقة بالأخلاق…”. هكذا، فإن هذا الزعيم يقلب القيم، حيث إنه لم يتوقف أبدا عن ممارسة السياسة من أجل مصالحه الخاصة؛ فالسياسة ، في اعتقاده، تساوي الحصول على السلطة والمال، ولا جدوى منء الممارسة السياسية التي لا تجلب المنفعة.
وقد تصرف هذا الزعيم طيلة حياته على أساس قلب القيم النبيلة، حيث إنه وظف عمله السياسي لخدمة مصالحه ومصالح ذويه. كما أنه استغل وجوده في البرلمان لوضع نصوص تخدم مصلحته وحده، ولا تخدم الوطن، بل تسيء إلى الحزب والوطن معا. ولما أصبح زعيما للاتحاد، تولدت لديه أحلام كبيرة باحتلال المقاعد الحكومية وتسخيرها لخدمة مصالحه الخاصة، وصار يرى نفسه يعيش حياة مخملية، ولما كانت نتائج الانتخابات سنة 2016 صادمة له ومخيبة لآماله، خطر بباله أن ينتقم من الدولة، حيث أراد لي ذراعها رغبة في الحصول على ما يريده، فنظم سهرة حمراء في إقامته حضرتها مجموعة من الشباب كانوا متوجهين إلى “تيرانا” عاصمة “ألبانيا” لحضور مجلس الشبيبة الاشتراكية العالمية.وانتقاما من الدولة، فقد عمل هذا الزعيم على إقناع هؤلاء الشباب بضرورة التصويت لصالح “البوليساريو” خلال هذا الاجتماع، حيث صوت شباب الزعيم على شبيبة البوليساريو لكي تنتخب نائبة للرئيس.وقد تم نشر صور لوفد شباب الزعيم، وهم يحتسون “الخندريس” مع ما يسمى بـ ” شباب البوليساريو”. وإذا كان هذا الزعيم يعتقد أنه قد انتقم من السلطة، لكنه في العمق قد انتقم من الوطن، ما يكشف عن جهالته وجهله، بوضعه

‎وقد ارتكب هذا الزعيم هذه الجريمة في حق الوطن، ‎وهو يعتقد ألا أحد يعلم ذلك، حيث إنه لما عاد وفده الشبيبي من “تيرانا”، ووجهوا باللوم من قبل الاتحاديين، أجابوا بأنهم قاموا فقط بتنفيذ خطة الزعيم، الذي أراد الانتقام من السلطة، ما وضع هذا الزعيم في ورطة، حيث انكشف أمره..

‎لكنه لم يتعظ، وصار أكثر ولعا بتحقيق مطامحه المادية، ولا يبالي بأن كل ما يرتكبه من خروقات قانونية يعلمه الجميع، وخصوصا السلطة.وإذا كانت الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، تستغل الانتخابات لتطوير المشاريع لمصلحة الشعب والوطن، لكن هذا الزعيم قد حولها إلى موسم لمراكمة الأموال الحرام، كما أنه حولها كذلك إلى مناسبة لإغراق الحزب بأناس لا علاقة لهم بفكر الحزب، ولا بقيمه، حيث مكنه ذلك من تغيير البنية الديمغرافية للحزب، وصنع أجهزة محلية على المقاس لتمكين نفسه من الحصول على عهدة ثالثة، تمهيدا لعهدة رابعة، فخامسة… وبعد ذلك سيهيئ كل الشروط لتوريث الحزب لأبنائه، ما يدل على انه يعتبر الاتحاد ضيعة خاصة به. ‎

حيل و”تنوعير” زعيم الاتحاد وصل لحد تسخير مواليه من البرلمانيين وأعضاء مكتبه السياسي ليغرقوا الرأي العام في التضليل، بعدم نقاش العهدة الثالثة، بالمكتب السياسي وانخرط في هذا جوقة من المطلبين والأتباع، بترويج أن القانون الأساسي لم تطرأ عليه سوى تعديلات بسيطة فرضتها جائحة كورونا والتي عطلت تنظيم المؤتمرات الجهوية وتجديد فروع الحزب، ووجد التنظيم نفسه في حاجة لاستمرار هذه الهيئات وتمديد ولايتها، والواقع أن كل هذا التحايل هدفه الوحيد هو أن يكون وضع التمديد يشمل الكتابة الأولى، إن هذه الحيلة متهالكة فلا أظن أن الزعيم كان همه تقوية فروع الحزب وإلا لما أفرغها من كل محتواها وجعلها بين يدي مستقدمين من خارج الحزب، لقد وظف الزعيم تنظيمات الحزب لخدمة ولايته الثالثة، وعندما فطن الكل لهذه الحيلة المبتذلة جيش الزعيم مواليه لتبرئة ذمته من ذلك والقول أن نقاش العهدة الثالثة لم يكن مطروحا من الأصل وهذا عين البهثان. يروج مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أن الزعيم تلقى صفعة من وزارة الداخلية التي رفضت تسلم الصيغة المعدلة من النظام الأساسي بسبب أن تغيير اسم الحزب أو تعديل نظامه الأساسي يجب أن تتم في المؤتمر الوطني وفقا لقانون الأحزاب، الذي ظن الزعيم أنه بإمكانه القفز عليه، وأرجح فعلا صدقية ما يروج بسبب الحملة الشعواء التي يقوم بها موالو الزعيم، في الساعات الأخيرة، والتي يريدون بها إخفاء اضطرابهم وصدمتهم من قرار الداخلية، التي انتصرت لتطبيق القانون وليس لأطماع الزعيم اللامتناهية.
‎الزعيم لم يسخر الموالين فقط بل إنه سخر أدوات الحزب لخدمة اجندته هكذا فإن الصفحة الرسمية للحزب والتي يفترض فيها الحياد في مراحل الصراع حول الكتابة الأولى أصبحت ناطقة باسم الزعيم وهي صفحة يملك المقربون من الزعيم كل مفاتيحها، ويحتكرونها لإنتاج خطابات الزعيم، الأمر نفسه ينطبق على الجريدة الناطقة باسم الحزب، والتي أصبحت فقط راعية لما يقوله الزعيم وصفحاتها تعج بصور الزعيم ومقالاتها تهلل له.
كل هذا الوضع سيواجهه الاتحاديون الأصلاء باستجلاب الزعيم نحو القضاء الذي نثق في عدالته ونصرته للقانون، ولحدود اليوم رفعت أكثر من عشرين مذكرة للقضاء، في انتظار آن تتضاعف في القادم من الأيام..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube