تربية وعلوممقالات الرأي

في نقاش مع صديقي الأديب د محمد بدوي مصطفى حول التجربة الألمانية في التعليم وواقع التعليم ببلاد الضاد

كلمة السر :اﻹستثمار في الإنسان هو الأساس

بقلم: عبدالحي كريط

من الصدف انه في يوم الثلاثاء الأسود لتعنيف وضرب الأساتذة المتعاقدين يوم أمس بالرباط دار نقاش بيني وبين صديقي الدكتور محمد بدوي مصطفى صاحب القلم السيال واللغة العربية الفصحى الساحرة التي تذكرنا بأشعار أصحاب المعلقات ونصوص عكاظ.
النقاش كان حول مقاله الافتتاحي الذي نشر على جريدة المدائن بوست الدولية بعنوان” نخبوية التعليم في السودان ومرحلة جديدة للظلم المجتمعي”.تطرق فيه إلى واقع التعليم بالسودان بمختلف اسلاكه خاصة الجامعية وضرب في مقاله مثالا حيا بالتجربة الألمانية كأنموذج في تفوق التعليم ،فقلت له بأن الواقع التعلمي في السودان لايختلف كثيرا عن نظيره في المغرب وان اختلف في الشكل والمضمون وأن نخبوية التعليم أضحت هي السمة البارزة في أغلب الدول العربية فالفقير وذوو الدخل المتوسط بدأوا يجدوا صعوبة في اكمال دراستهم العليا بسبب الحواجز والعراقيل التي توضع في طريقهم ولايستطيعوا إكمال دراستهم في الجامعات التي تعبد الطريق لهم لمستقبل أفضل بفعل ارتفاع التكاليف الباهظة للاقساط الدراسية فلا يجدوا بدا لهم الا في الولوج الى الجامعات العمومية التي نخرها الفساد والرشوة والمحسوبية من كل حدب وصوب بل حتى الحكومة المغربية كانت رفضت منذ سنة تقريبا مقترحا برلمانيا يدعو إلى تدريس أبناء المسؤولين المغاربة في المدرسة العمومية، خلال جلسة التصويت على مشروع قانون الإطار لإصلاح التعليم في جلسة عامة بمجلس المستشارين

فقال لي صديقي د بدوي أن الاستثمار في الإنسان هو المحور الأساسي لتقدم البلدان وكما جاء في احدى فقرات مقاله : “إن الدول المتقدمة والنجيبة تستثمر في الإنسان لأنه هو بطل الماضي ومبدع الحاضر ومبتكر المستقبل. وكل فرد من أفراد المجتمع الألماني، ابن عامل النفايات (الزبالة) وابن المعلم وابن القاضي وابن التاجر أو الطبيب كلهم سواسية كأسنان المشط أمام القانون الذي يكفل لكل منهم حقوقه في المواطنة وفي التعليم والمسكن والمشرب والسلام. لم تلد حواء ابنا يحمل في فِيهِ ملعقة من ذهب فكلنا أبناء حواء وآدم وكلنا شغف أن نخرج ببلادنا من مطبات الحاضر المرّ إلى بر الأمان في مستقبل واعد وزاهر.”

فضربت له مثالا في نقاشنا على إجبار بعض الأساتذة الجامعيين لطلبتهم بشراء مؤلفاتهم لكي لايرسبو في المواد والتي عشتها انا شخصيا عندما كنت طالبا بكلية الحقوق بتطوان ،أساتذة خانوا العهد بتلويث رسالتهم المقدسة التي ترقى إلى مرتبة الأنبياء ..والكثير والكثير من الفضائح بالجامعات العمومية والتي ماكنت سأصدقها لولا أني عشتها عندما كنت طالبا باءحدى هذه الجامعات.

للأسف يبدوا ان ماجرى في الرباط يوم أمس من تعنيف وضرب وتنكيل للاساتذة من طرف الجهاز الامني وهو ضرب صارخ لروح الدستور المغربي وهذا التدخل البربري العنيف غير قانوني،رغم تحفظي على جملة “أساتذة فرض عليهم التعاقد ” وهذا موضوع آخر – ماهو إلا دليل على فشل المنظومة التعليمية العمومية في بلادنا وبفعل فاعل والتي وصلت إلى الحضيض وهي إنعكاس لفشل السياسات العمومية التي انتهجتها الدولة في اقبار المدرسة العمومية التي هي بذرة التقدم والازدهار.

ختاما أترككم ياسادتي مع فقرة ختامية تأملية لمقال صديقنا الأديب الجميل د محمد بدوي مصطفى :
دعونا يا سادتي نشارك العالم أجمع في المنظومة العالمية بإنسانيتنا وعلمنا ورقينا ونترك نعرات التفرقة والقبلية والظلم المجتمعي خلف ظهورنا، فإننا لا نخلد على وجه هذه الأرض، فلنترك لأحفادنا إرثا يعتزون به حتى يقولون: لقد أجتهد أجدادنا وأبلوا بلاءً حسنا فلهم منا كل التقدير. ولابد في نهاية المطاف أن تتحقق العدالة لكل مواطن ومواطنة وأن نرعى حقوق المتفوقين من ذوي الدخل المحدود أو من الأسر الفقيرة على نهج شعار هذه الفترة الانتقالية: حرية سلام وعدالة … للكل دون فرز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube