شخصياتفضاء القراء

مذكرات نجاة صدقي عن الحرب الاهلية الاسبانية

نجاتي صدقي

 وُلد صدقي في القدس يوم 15 ماي 1905. والده من أصول تركية بينما والدته من عائلة فلسطينية. عمِلَ في فترة شبابه في البريد و هناك اتصل بأعضاء في الحزب الشيوعي الفلسطيني (19) (كان اسمه قبل 1923 الحزب الاشتراكي للعمال في فلسطين) الذي أسسه عام 1919 يهود روس هاجروا إلى فلسطين. كان صدقي يجتمع برفاق يساريين في مقهى البوسطة (البريد), و في عام 1924, قرر الانخراط في الحزب الشيوعي الفلسطيني PCP, الذي كان مكونا في غالبيته الساحقة من اليهود. في نهاية نفس السنة, دُعي للدراسة في الاتحاد السوفياتي في الجامعة الشيوعية لعمال المشرق, التي كانت تضم عام 1927 حوالي 67 طالبا عربيا. و كعادة الساسة آنذاك اتخذ صدقي اسما مستعارا هو مصطفى سعدي (20). بعد أنتخرَّج في الاقتصاد السياسي عاد إلى فلسطين حيث تم اضطهاده و التضييق عليه ثم اعتقاله من طرف الشرطة البريطانية بسبب نشاطه السياسي.ذهب لفترة قصيرة إلى موسكو ثم استقر في باريس قبل أن يعود مرة اخرى إلى موسكو عام 1936.عند اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية, اقترح عليه مانولسكي رئيس الفرع الشرقي في منظمة الكومنترن (الأممية العالمية)  (21) الانتقال إلى إسبانيا لتولي مهام الدعاية المعادية لفرانكو وسط المغاربة الذين كانوا يحاربون في صفوف الثوار الانقلابين. دخل إسبانيا عبر Port-Bou بجواز سفر عربي و مُنحَ جواز متطوع أجنبي. عند وصوله إلى مدريد توجه إلى مقر الحزب الشيوعي الإسباني. كان  وزير الفلاحة في الحكومة الجمهورية الشيوعي فيسنتي عُريبي المسؤول عن شؤون المغاربة وذلك بحكم إقامته لفترة في تطوان. اتخذ صدقي مرة اخرى اسما مستعارا هو مصطفى ابن جالة (22) الذي كان يُوقع به مقالاته التي كان ينشرها في صحف مدريد (Mundo obrero, Claridad, Informaciones, Heraldo de Madrid, Politica) . كان نجاتي يوم 4 شتنبر 1936  في مقر الحزب الشيوعي الإسباني (23) عندما تلقى هذه المراسَلة “جماعتك (و يقصدون القوات المغربية في صفوف الثوار الانقلابيين) وصلوا إلى أبواب مدريد”. أمام الخشية من اجتياح المهاجمين لمدريد, تشاور مع أندري مارتي (24) الذي نصحه أنه في حال حدوث اجتياح لمدريد أن يطلب الحماية في السفارة البريطانية معتمدا على جنسيته الفلسطينية, حيث كانت فلسطين آنذاك تحت الانتذاب البريطاني. لكن الاجتياح لم يحدث و بالتالي لم يكن في حاجة للقيام بذلك.

File Name: مذكرات-نجاتي-صدقي.pdf

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube