اقواس

“تامغرابيت، ليست للبيع”

لحسن صبير
حكيتها في مناسبة مماثلة ، وهي جديرة بالتكرار ،خاصة لجيل لم يعش “زمن مغرب الرصاص” ,,,
كان الاستعداد جاريا على قدم وساق لاستقبال الرئيس الفرنسي الاشتراكي “فرانسوا ميتران” ، وكانت زوجته واحدة من “عرابي” ورقة /ملف حقوق الانسان ,,,ولها جولات وازنة كلما تعلق الامر ب”البوليزاريو” تحديدا (قبل ان تغير البوصلة),,
وكان من بيننا ، ونحن بسجون المرحوم الحسن الثاني ، من يمسك كثير خيوط خارجية ، لم نكن ننافس فيها الا قليلا ,,فاكثرنا لم يكن منحدرا من “البيوت المخملية” (حيث ان عالم السجن ايضا حتى لدى مسمى “الماركسيين” كان عالما طبقيا بامتياز)، لذا فكر هذا البعض ونسق ليكون ملف “حقوق الانسان” على طاولة زيارة الدولة للرئيس “ميتران” ,,
تناهى الامر لنا ، وتناهى معه ان “السيدة ميتران” تخطط ومن معها من وراء ظهرنا نحن المعتقلين السياسيين، لتلعب ورقة عائلاتنا ، وتنظم في عز زيارة الدولة الرسمية اياها استقبالا لهم ,,,
بدا لنا الامر ، سبة بل مزحة ثقيلة ، ان نصبح ورقة بيد “دولة” تدافع عن مصالحها ايا يكون الرئيس الذي يتسيد قرارها اشتراكيا او شيوعيا حتى ، فهو رئيس دولة لا رئيس منظمة غير حكومية ,,
استجمعنا ، نزرنا البسيط من الوسائل ،وفي زمن قياسي، وقررنا ان نفشل لعبة “مدام ميتران” ، وأفشلناها فعلا قاطعين الطريق على استخدامنا او عائلاتنا في كذا لعبة “رسمية” ،
وللحقيقة والتاريخ فقد لعبت يومها “أمينة بوعياش” (رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان حاليا) دورا طليعيا في هذا الباب كجزء دينامي من اسر المعتقلين السياسيين ,,,
هذا “الديماركاج” ، الذي جسده تصرفنا وموقفنا والبيان الذي وثقه والذي تضمن ما مضمونه:”نرفض ان تكون قضيتنا كمعتقلين سياسيين مغاربة مثار مقايضة بين الدول ، ولا نسمح لغير المنظمات الحقوقية بالتعاطي في شأنها”,,,
كان الامر “دوش بارد” على من دبروا وخططوا للامر من داخلنا كما للسيدة “ميتران” وجماعتها ,,,لكنه كان درسا في “تامغرابيت” أسعدنا جميعا ، نحن اولاد الشعب ، البسطاء اللذين يميزون بين أن “يخلي النظام,داربونا” و”نخليوا دار بوه ” وبين ان نخلي معا داربو جوهرة إسمها “المغرب” لاننا نتعارك سياسيا .,,وهذا ما كان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube