حيمري البشير

الصحفي وأخلاق المهنة

لم أستمع للعرض الذي ألقته حنان رحاب ولم أقرأ مداخلتها ولدي أسئلة متعددة ونظرة حول  ممارسة العمل الصحفي بالمغرب وارتباطه في الغالب بالأحزاب السياسية ،وفي الغالب الصحفي المنتمي لحزب من الأحزاب السياسية، يخدم أجندة الحزب الذي ينتمي إليه ،بل يصبح بوقا مدافعا عن سياسة الحزب الذي ينتمي إليه .لا أدري هل موقفي يتماشى مع مواقف الصحفية حنان رحاب القيادية في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية،أعتقد من باب التطفل وليس من باب الإستفزاز أطرح نفس السؤال على الأستاذة رحاب،هل تعتبر مواقف القيادة الإتحادية حول العديد من القضايا باعتبار حزبها يتخندق في المعارضة ومطالب بقول وجهة نظره وبصراحة مما يجري في المغرب في ظل هذه الحكومة ،لاسيما وأن الحزب اختار الإصطفاف في خندق المعارضة،كقيادية يشهد لها الجميع بمواقفها قبل أن تصبح عضوة في المكتب السياسي .كيف تنظر لمواقف الكاتب الأول الأخيرة وهل تمتلك الجرأة والشجاعة لتقول وجهة نظرها فيما يجري داخل الحزب ؟ في نظرها ماهي الأسباب  والدواعي التي  دفعت العديد من المناضلين الذين أبلوا البلاء الحسن عبر سنوات الرصاص وبعد انخراط الحزب خلال مدة معينة لتدبير الشأن في المغرب ؟هل باستطاعة مكونات المكتب السياسي بذل المستحيل وخلق انفراج لعودة المناضلين الذين جمدوا نشاطهم لسنوات وهم مستهدفين يمارس عليهم سياسة تكميم الأفواه ،حتى اضطرّوا تجميد عضويتهم واختاروا الإبتعاد كليا عن الأنشطة السياسية؟هل تفكرون داخل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية فتح نقاش جدي للفعاليات التي جمدت نشاطها وابتعدت كليا عن الساحة السياسية ،بل أصبح العديد منهم يسيؤون لتاريخ الحزب .لا أدري هل بإمكان تلة من المناضلين الغاضبين فتح نقاش مع البعض من الذين تأسفوا على تجميد العضوية داخل الحزب وأصبحت مواقفهم أشد قسوة على الحزب من خصومهم السياسيين .ثم لماذا لم يفكر أطر الحزب في فتح نقاش مع مجموعة من الغاضبين من تدبير القيادة لشؤون الحزب ؟سأستغل هذه المداخلة لإبداء وجهة نظري كمناضل استمرّ في ممارسة العمل السياسي خارج   أسوار الإتحاد وداخل حزب يساري في البلد الذي أعيش فيه لمدة أكثر من ثلاثة وثلاثين سنة حزب خلال سنوات وهو يتلقى دعوات للمشاركة في مؤتمره السنوي وكان لي شرف حضور جل مؤتمرات الحزب وأكتب مقالات عديدة ساهمت من خلالها التعبير عن وجهة نظري فيما يخص العلاقات التي يجب أن تجمع الإتحاد الإشتراكي والحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي تقوده رئيسة الحكومة الحالية السيدة ميتة فردريكسن .وعندما تكون سياسيا وفي نفس الوقت صحفي يحاول باستمرار تقريب وجهات نظره كمناضل اتحادي وكذلك كسياسي نشيط في حزب السوسيال ديمقراط  من أجل تقريب وجهات النظر وتبني القضية الأولى للمغرب ألا وهي قضية الصحراء وتصحيح صورة المغرب في المجتمع الذي أعيش فيه.وحتى أعود لموضوع النقاش هل حنان رحاب كعضو المكتب السياسي تمتلك الجرأة لكتابة مقالات تنتقد فيها تدبير القيادة للحزب أم تمتلك الجرأة والشجاعة لتعبر عن وجهة نظره منتقدة تدبير القيادة من أجل تصحيح صورة الإتحاد،وتخليق العمل السياسي في إطار الديمقراطية التي يتبناها كل مناضل اتحادي .يبدو لي أنه سؤال محرج لعضوة المكتب السياسي كصحفية وهل تمتلك الجرأة لتعبر عن غضبها في تزايد الإنسحاب من الحزب والإصطفاف  في صف المعارضة البناءة؟هل تدبير الكاتب الأول (الكارثي)بين قوسين راضية عنه كمناضلة تخشى من دخول الحزب لنفق الإنقراض من الساحة السياسية هي مجرد أسئلة تخجلني وأطرحها باستمرار على مجموعة من المناضلين الذين اصطفوا في صف المعارضة.؟هل تمتلك الصحفية حنان الجرأة والشجاعة للتعبير عن مواقفها حول مايجري داخل قلعة النضال الإتحاد الإشتراكي لللقوات الشعبية،إنه مجرد سؤال إلى جانب مجموعة من الخواطر التي سوف أتركها لفرصة أخرى،لكن لابد أن أدلي بدلوي فيما يخص الصمت المطبق الذي  تجلى في الساحة الوطنية،بانتشار الفساد وتعثر الإصلاحات التي كان الشعب ينتظرها خصوصا ما يتعلق بالمجالس المنتخبة والفضائح التي تنكشف يوما عن يوم هل يسكت الصحفيون عن الإختلالات والفساد الذي أضر بصورة البلاد بالخارج ؟هل يلتزم الصمت الصحفي المنتمي سياسيا ولا يتحمل مسؤوليته الأخلاقية وعدم الهروب إلى الأمام .إن الواقع الذي نعيشه يفرض على الصحفي الملتزم بأخلاقيات حزبه أن يدلي بدلوه ويساهم بدوره كصحفيّ في فضح الفساد ،إنه مجرد وجهة نظر ناشط سياسي تعلم الكثير من المجتمع الذي يعيش فيه وقدم وجهة نظر لأن العمل الصحفي يفرض الجهر بالحقيقة وفضح الفساد والمساهمة في تخليق الحياة العامة. 

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID