حملة على الإسلام والمسلمين في أوروبا
كيف يجب أن نواجهها وبأي طرق يجب أن نتبناها لتغيير الصورة النمطية للإسلام في المجتمعات الغربية التي اخترنا العيش فيها موضوع مهم للنقاش المفتوح؟

يبدو أن موضوع الإسلام والمسلمين في أروبا أصبح في معظم الدول الأروبية الموضوع الأساسي الذي تركز عليه أحزاب اليمين إنهي أرادت الفوز في الإنتخابات،لم يعد موضوع الحجاب وانتشار المساجد في مختلف الدول الأروبية مقتصرا فقط على أحزاب اليمين المتطرف التي تدغدغ مشاعر المواطنين الذين لهم نظرة سيئة ولا يعرفون عن الدين الإسلامي إلا القليل.وهي مشكلة ومسؤولية يتحملها بالدرجة الأولى المسلمون المتواجدون في أروبا بصفة عامة والذين فشلوا في الإندماج وولوج الحياة السياسية،من خلال الإنخراط في الأحزاب وإقناع النخب السياسية في البلدان الأروبية التي يتواجدون فيها بأن الدين الإسلامي ،هو دين التسامح والتعايش وقد عاش المسلمون واليهود جنبا إلى جنب في عهد الرسول محمد (ص)،ولم يتعرضوا لأي نوع من الممارسات العنصرية في المدينة التي كانت تعرف تعايش بين المسلمين وجيرانهم اليهود ،من دون أي ممارسات عنصرية ورفض من المجتمع المسلم آنذاك كالظواهر التي انتشرت في غالبية الدول الأروبية اليوم،بحيث أصبحت الموضوع الأساس التي تركز عليه الأحزاب اليمينية المتطرفة إن هي أرادت اكتساح نتائج الإنتخابات سواءا أكانت بلدية أو برلمانية كالنقاب الموجود حاليا في الدنمارك حول موضوع حجاب المجندات في الجيش الدنماركي.على المسلمين الذين اختاروا العيش في المجتمعات الأروبية أن يقتنعوا بضرورة الإنخراط في العمل السياسي للدفاع عن الإسلام كدين أولا ولإقناع المجتمعات التي اختاروا العيش فيها بأن هذا الدين هو دين يحث على التعايش والتسامح وإقناعهم بتاريخ المسلمين في المدينة المنورة في عهد الرسول الذين كانوا يعيشون جنبا إلى جنب من دون أي سلوك وتصرف غير إنساني وغير مقبول من كلا الطرفين سواءا المسلمين أواليهود الذين عاشوا جنبا إلى جنب في المدينة وبذلك جسدوا صورة حقيقية عن موقف الإسلام من التسامح والتعايش بين منتسبي الديانات السماوية جميعها.إن غياب التعايش الذي يسود اليوم مختلف الدول الأروبية التي انتشر فيها التطرف والعداء لكل ماهو مسلم مقلق ويقود المجتمعات الأروبية لممارسة سياسات عنصرية تسيئ لكل المبادئ والقيم التي تدعو للتشبث بها الديانات السماوية الثلاثة.إنتركيز أحزاب اليمين المتطرف في جل الأقطار الأروبية يعتبر خطر يسيئ لمبدأ التعايش الذي يجب أن يسود في كل الدول الأروبية بدون استثناء،واستمرار التضييق على الحرية الدينية والتضييق على المسلمين في معظم الدول الأروبية من خلال انتشار الخطاب العنصري والمس بالكتب السماوية والتركيز في الحملات الإنتخابية على انتقاد المسلمين ،يثير القلق لدى الجاليات المسلمة في كل الدول الأروبية بدون استثناء .إننا نعتبر الخطاب السياسي المنتقد للتواجد الإسلامي في معظم الدول الأروبية هو مشكل نتحمل المسؤولية في انتشاره نحن المسلمون الذين رفضنا الإندماج والإنخراط في النقاش الإيجابي وتوضيح صورة الإسلام في المجتمعات التي نعيش فيها،ثم أكررها لألف مرة فانتشار العداء للإسلام والمسلمين في المجتمعات الأروبية يعود لتقصيرنا نحن المسلمون لأننا قصرنا في تقديم صورة الإسلام الحقيقية للمجتمعات التي نعيش فيها وأننا لسنا دعاة حوار ونقاش مسؤول يبين صورة الإسلام الحقيقية .إننا أمام مسؤوليات جسام من خلال تحمل كامل المسؤولية في تصحيح صورة الإسلام في المجتمعات التي نعيش فيها باللغة التي يفهمها المجتمع الذي نعيش فيه.ونحن اليوم ملزمون بالرد السلمي والإيجابي على اليمين المتطرف في كل المجتمعات الأروبية والتي أصبح فيها اليمين المتطرف يقود حملة شعواء على المسلمين ويسيئ للإسلام الذي يدعو للتسامح والتعايش وتقديم أفضل صورة كانت في بداية الدولة الإسلامية حيث عاش اليهود والمسلمون جنبا إلى جنب من دون مشاكل تذكر كالتي نراها اليوم ويذهب ضحيتها المسلمون اليوم بانتشار العداء لكل ماهو مسلم في المجتمعات التي اختار المسلمون العيش فيها باحثين عن السلام الذي افتقدوه في بلدانهم الأصلية.
ً
يجب أن نتحمل اليوم كامل المسؤولية في الإنخراط في العمل السياسي كمواطنين ،اختاروا العيش في الدنمارك ،أن نستغل بشكل إيجابي المجال الواسع للحريات والقيم الإنسانية وننخرط في الأنشطة الإجتماعية والسياسية،ونتمسك بالحوار الديمقراطي الذي نتمتع به في المجتمع الدنماركي ،من خلال قناعتنا بضرورة الإنخراط في العمل السياسي والتمسك بالحوار الإيجابي الذي يعتمد على أسلوب الإقناع وليس التعصب للدين ،وعلينا أن نتجنب ظاهرة التطرف ،لأنها لا تخدم الإستقرار في المجتمع الذي نعيش فيه،مجتمع التعايش والتسامح الذي يجب أن يقنع بها الجميع .وإذا كنا مواطنون اختاروا العيش في هذا المجتمع يتمتعون بكامل الحقوق ،يجب أن نكون حريصين على احترام القانون ونترجم قيم التعايش الذي يلح عليها أصحاب القرار والنخب السياسية التي تتحكم في تدبير شؤون البلاد ،علينا أن نقتنع بأن المجتمع لن يعرف استقرارا إلا بالتلاحم والتعايش وقبول الآخر الذي يختلف عنا هذه مسؤولية تتحملها النخب السياسية التي تتنافس على تدبير شؤون البلاد والعباد .إن انخراطنا في العمل السياسي مسؤولية كبيرة تبقى على عاتق كل واحد منا ،وأن فكرة التعايش والتسامح قناعة يجب أن يقتنع بها الجميع .إن استمرار خطاب الكراهية وانتقاد المسلمين والإسلام في المجتمعات الأروبية ،لا يخدم قيم التعايش والتسامح ويجب أن تتخلى أحزاب اليمين المتطرف عن خطابها المعادي لكل ما له صلة بالإسلام وعلى رأسها انتشار الحجاب في المجتمعات الأروبية من دون استثناء.يجب على المسلمين والنخب التي تحمل خطابا دينا وسياسي أن يتحملوا كامل المسؤولية في تقديم الإسلام في أبهى صوره وأن يؤمنوا بالحوار الديمقراطي في كل المجتمعات التي اخترنا العيش فيها.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
