الجمعيات النسائية العربية في الغرب وتأثيرها على واقع الحياة الزوجية

سوف أنطلق من تجارب مررت بها شخصيا ،ومن خلال متابعاتي اليومية لما تكتبه الجرائد في البلد الذي أعيش ،وسأكون أكثر دقة وصراحة لأوضح الأسباب التي جعلتني أتناول هذا الموضوع من خلال التجارب التي سمعت عنها هنا وهناك في مختلف الدول الأروبية التي كانت وجهة محبذة للعديد من الجاليات العربية،والتي تنحدر من شمال إفريقيا ،أي دول المغرب العربي وشرق أوسطية بالخصوص لبنان والعراق ومصر ثم الجالية الفلسطينية وهي فرصة سانحة لي لأتحدث بكل شجاعة وجرأة عن القواسم المشتركة التي تجمع هذه الجنسيات التي ذكرت وكذا الإيجابيات ،وسأنطلق من شمال إفريقيا لأسرد الأسباب المختلفة التي جعلتني أخوض في الموضوع انطلاقا من تجربتي الشخصية ومن خلال التصاقي الشديد مع مختلف الجمعيات العربية وحضور دائم في أنشطتهم .هي محاولة مني لكي أتكلم بجرأة وفي نفس الوقت بحرقة ،أحاول من خلالها الحديث عن تجربتي الشخصية ،وعن تجارب عدة.
قررت أن أصنف الجمعيات النسائية العربية إلى أصناف متعددة والأسباب بطبيعة الحال مرتبطة بأوضاع ومشاكل تتخبط فيها العديد من الدول في المشرق العربي وغالبيتها عاشت انتكاسات وحروب وتهجير قصري ومعاناة حتى في بلدان الاستقبال في الغرب وهي واقع موجود ازداد حدته بسبب الأزمات الإقتصادية التي تعيشها عدة دول بسبب الحروب .ولأوضح أكثر فرنسا التي كانت بلد استقبال واحتضان العديد من المهاجرين الوافدين بالخصوص من المغرب العربي وهي الدول التي استعمرتها فرنسا واستنزفت خيراتها الباطنية ومازالت.فغالبية الجاليات المغاربية اختارت هذا البلد وساهمت في إعادة بناء مادمرته الحرب العالمية الأولى والثانية ،منهم من اندمج مع مرور الأيام في المجتمع الفرنسي ومنهم فضل مرغما العيش على الهامش وينتقم من المجتمع الفرنسي بكل الطرق .هذا واقع حقيقي يظهر بوضوح في كل المدن الفرنسية الكبرى .منهم من استطاع الإندماج مع مرور الوقت ،لكن يبقى وضع المرأة المغاربية المسلمة ،أصعب في مجتمع غربي يختلف عن المجتمعات المغاربية .بحكم أن أسباب هجرة تختلف .إن المرأة الفلسطينية أو المصرية أوالعراقية أوحتى الإيرانية واللبنانية دوافع الهجرة عند أغلبيتهن ،تختلف عن دوافع الهجرة لدى المرأة المغاربية وحتى نكون أكثر دقة في التحليل ،وقبل الإسترسال في الحديث واستفزاز القارئ المتابع لما سوف أتجرأ للخوض فيه،لابد من ذكر الأسباب التي جعلتني أتناول الحديث في الموضوع ،لأن ولو أننا نتكلم لهجات متقاربة ولغة عربية فصيحة،فإن ثقافة أهل المشرق إلى حدما أوسع وأقرب للتواصل فيما بينهم ،بينما الذي يصعب أو يستحيل بين نساء المشرق ونساء المغرب العربي يكمن في طبيعة الثقافة المحدودة عند نساء المغرب العربي باستثناء الجيل المزداد بالخارج والذي تشبع بثقافة الشعوب التي يتواجدن فيها .سوف لا أتعمق في الموضوع أكثر واخترت اليوم عن مغاربيات المغرب العربي المنخرطات في العمل الجمعوي والسياسي وأخص بالذكر ليس الجيل المزداد بالدنمارك أوالدول الإسكندنافية بصفة عامة .إن غالبيات النساء المنخرطات في جمعيات المجتمع المدني في الدنمارك بالخصوص وأقصد هنا ليس الجيل المزداد في الدنمارك ،وإنما النساء اللواتي التحقن بأزواجهن في إطار ما يسمى بالتجمع العائلي ،فمع مرور السنوات ،انخرطت الغالبية منهن في جمعيات نسائية ليس لدراسة السبل للإنخراط في المجتمع بشكل إيجابي وإنما لتبادل المشاكل التي يعشنها في المجتمع الدنماركي بسبب قلة الثقافة التي تحملها الغالبية وكذلك فرص اللقاء فيما بينهن يكون موضوعه الأساسي هي كيفية التمرد على قرارات الأزواج عوض الإهتمام بتربية أبنائهن والسهر على نجاحهم في مسارهم الدراسي وتبقى هذه المهمة للأب مما يسبب ضغوطا نفسية للطرفين معا ،إن اللقاءات التي تعقد بين النساء المغاربيات بالخصوص لا تهتم مطلقا بالتربية أو الإندماج في المجتمع الدنماركي ،أوالإستفاذة من دعم في اللغة الدنماركية كأحسن وسيلة للإندماج في المجتمع ،هذه حقيقة أركز عليها بعد متابعتي لعدة سنوات أنشطة العديد من الجمعيات.وللحقيقة فإن الجيل المزداد في الدنمارك من النساء المغاربيات تلقين إلى حدما ثقافة دنماركية واستطعن الإندماج في المجتمع الدنماركي ومنهن من نجحن في مسارهم السياسي وتحملن مسؤوليات على مستوى البلديات بل منهن من تقلدن مناصب في الحكومات المتعاقبة على الحكم في الدنمارك من مختلف الجنسيات.…………يتبع الحديث سأتعمق أكثر في المقال المقبل لأتحدث عن المشاكل التي تنجم عن هذه الجمعيات النسائية ليس فقط في الدنمارك وإنما في دول الإستقبال الأخرى كفرنسا وبلجيكا وإسبانيا والسويد وبطبيعة الحال الدنمارك
الجمعيات حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك