حيمري البشير

لماذا تتكرر الإعتداءات ضد المسلمين في العديد من الدول الأروبية؟

هذا موضوع الساعة اليوم وكيف ننظر نحن لمثل هذه الإعتداءات؟ وماهي دوافع المعتدين للقيام بهذه الجرائم ،التي تخلف ضحايا ؟هل يمكن اعتبار الإعتداءات التي تقع ضد المسلمين ومؤسساتهم تطرف ،وكراهية يمكن أن ندرجها في خانة معادات السامية؟ ماهي أسباب تنامي الكراهية ضد المسلمين في العديد من الدول الأروبية ،حرق القرآن في الدنمارك والسويد ولو أن الدنمارك صوت البرلمان بمنع القيام باستفزاز المسلمين بحرق القرآن ،لكن الأمر يختلف في السويد .ألا يمكن اعتبار الكراهية ضد المسلمين في العديد من الدول الأروبية ،وسوف أتناول بتفصيل أكثر للظاهرة الدول الإسكندنافية .إن تفشي الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في الدول الأروبية بصفة عامة والدول الإسكندنافية بصفة خاصة ناتجة عن غياب الإندماج في هذه المجتمعات ،والإندماج معناه الإنخراط في العمل السياسي ومن داخل الأحزاب والمجالس المنتخبة سواءا أكانت مجالس بلدية أوبرلمان ،تتاح للمسلمين الفرصة لإبراز ثقافة التسامح والتعايش التي يتمتع بها كل مسلم ،وهي فرصة كذلك لإبراز قيم التعايش التي نتقاسمها مع هذه المجتمعات ،ومن بينها نبذ العنف والتطرف والإرهاب .والإندماج في المجتمعات الغربية أحسن وسيلة لمواجهة التطرف والإرهاب من كل الجهات، إن الجريمة التي ارتكبها سويدي في إحدى المدارس في أوربرو هو عمل إرهابي وجه الإختلاف هو أن من ارتكب الجريمة سويدي وماقام به جريمة تصنف في إطار ما يسمى بالإرهاب والتطرف ،الذي دائما يتم إلصاقه بالإسلام والمسلمين،والضحايا مسيحيون .وهذه المرة كان العكس .فالتطرف والإرهاب لا يمكن إلصاقه بالمسلمين والإسلام كدين ،الإرهاب مرتبط بالكراهية ضد عقيدة وضد ثقافة غريبة عن المجتمعات الأروبية.لكن ماوقع في السويد اعتبرته الحكومة السويدية جريمة ارتكبها مواطن سويدي كان يعاني من اضطرابات نفسية ،لكن السؤال الذي لم تجيب عنه الحكومة السويدية لماذا ضحاياه كلهم مسلمون ولماذا لم يستهدف مواطنون سويديون مسيحيو الديانة؟ثم ومادمنا نتحدث عن جريمة السويد ،لا بأس أن ندرج مقتل العراقي الذي أحرق القرآن عدة مرات وسمحت له السلطات السويدية باستفزاز المسلمين من جنسيات مختلفة بعكس الدنمارك الذي صوت فيه البرلمان بمنع حرق القرآن وبالتالي نعتبر كمسلمين نعيش في الدنمارك نعتبر تصويت البرلمان بمنع حرق القرآن ناتج عن الضغوط التي تمارسها العديد من الدول الإسلامية والتي لها علاقات اقتصادية قوية مع الدنمارك ،إن التحول الذي حصل في الدنمارك بمنع حرق القرآن من خلال نص قانوني صادق عليه الدنمارك هو تقدم يجب على المسلمين دعمه من خلال الإنخراط في العمل السياسي ،والتواجد داخل الأحزاب السياسية ،ومن داخل هذه الأحزاب نساهم كمسلمين فيما يسمى بالحوار الحضاري البناء الذي يخدم التعايش والتسامح ،ثم نساهم من داخل هذه الأحزاب التقارب والعيش المشترك .والسؤال الذي على المسلمين في المجتمعات الغربية الخوض فيه هو هل سبب التطرف الإسلامي ،والتطرف المسيحي هو نتاج عدم الإندماج في المجتمعات التي نعيش فيها؟ ما أسباب انتشار الكراهية وسط المجتمعات الغربية؟كيف نواجه مسلسل العنف في المجتمعات الغربية؟سواءا كان ضد المسلمين أو العكس ؟هل نحن فعلا بحاجة لحوار حضاري مفتوحا لتجاوز الخلافات وتوضيح الكثير من القضايا التي مازالت تحتاج لتوضيح لكل أتباع الديانات السماوية،إن الحوار الحضاري بين أتباع الديانات السماوية أفضل وسيلة لتذويب الخلافات الموجودة وتبني الحوار أفضل طريق لنبذ العنف والتطرف .علينا جميعا مسلمين اخترنا العيش في مجتمعات غربية غالبية سكانها يتبنون المسيحية ويعيش بينهم فئة كبيرة من اليهود منذ الأربعينات وهم والمسلمون جزئ لا يتجزأ من المجتمعات الغربية علينا أن ننبذ العنف والتطرف والإرهاب ،ونندمج في المجتمعات التي اخترنا العيش فيها ونساهم بدورها وعن قناعة في ترسيخ القيم الديمقراطية التي يتبناها باقي فئات المجتمعات الغربية بصفة عامة .إذا علينا جميعا نبذ التطرف والإرهاب ،ونبذ الكراهية،ونشر قيم التسامح والتعايش والتمسك بالحوار الحضاري .إن من مسؤوليتنا كنشطاء سياسيين وجمعويين أن نساهم في نبذ كل أشكال التطرف والإرهاب ،من خلال دفع أكبر عدد من الشباب للإنخراط في الأحزاب السياسية وفي منظمات المجتمع المدني ،والمساهمة في النقاش المفتوح داخل المجتمع من خلال مقالات صحفية لتوضيح الإختلافات المطروحة للنقاش ،وتذويب الخلافات الموجودة ،وفرصة كذلك لتعزيز القيم المشتركة التي تجمع أتباع الديانات السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID