جمال المحافظ لوكالة “اذرتاج” مستقبل وكالات الأنباء الناشئة رهينة بقدرتها علة مواكبة تحولات المشهد الإعلامي
اذرتاج
ـ أكد جمال المحافظ رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، في حوار مع وكالة الأنباء الاذربيجانية ” أذرتاج
” أن مستقبل وكالات الأنباء رهين بمدى قدرتها على مواكبة التحولات العميقة، التي تميز المشهد الإعلامي، والتكيف مع المتطلبات الجديدة، وهو ما يفرض على وكالات الأنباء خاصة منها الناشئة التلاؤم مع المتغيرات المتسارعة في عالم الاعلام والاتصال. وقال جمال المحافظ مدير الاعلام السابق بوكالة المغرب العربي للأنباء عن اعتقاده الراسخ في هذه الحوار الذي أجراه معه مراسل وكالة ” أذرتاج ” شعيب بغادى، والذي يندرج في إطار قرار هذه الوكالة في الانفتاح على العالم العربي والقارة الافريقية على ” إن وكالات الأنباء مؤهلة أكثر من غيرها، في حالة ما إذا هي قامت بترصيد تجاربها ومكتسباتها وتطوير امكانياتها ورصيدها في مجال المعلومات الخبرية، وأهلت طواقمها الصحفية والتقنية على منتوجات جديدة”. وأعتبر أن من شأن تبادل التجارب والخبرات بين وكالات الأنباء الناشئة وبحث الإمكانيات الكفيلة بخلق تكتلات جديدة فيما بينها، بما يمكنها من تنويع مصادرها عوض الاكتفاء بما تبثه الوكالات المهيمنة على سوق توزيع الاخبار، ونشر المعلومات في انتاج ونشر الأخبار الموثوقة ذي جودة ومصداقية، موضحا أنه على الرغم من وجود وكالات أنباء كثيرة، إلا أن هناك حاليا ثلاث وكالات أنباء عالمية ( فرانس برس ورويترز وأشوسا يديس بريس ) التي تتوفر على مكاتب ومراسلين في غالبية بلدان العالم، تتولى تغطية مختلف المجالات وتزود مختلف وسائل الاعلام بالأخبار. وفي ظل ما أضحى للإعلام الرقمي من مكانة تجاوزت مقدرات الاعلام التقليدي (الصحافة الورقية والإذاعة والتلفزة)، قال الكاتب الصحافي جمال المحافظ، إن وكالات الأنباء، مؤهلة أكثر من غيرها، برفع التحديات التي تفرضها التحولات التكنولوجية، لما لها من دور هام في تقديم الخدمة العمومية، وتزويد زبائنها على مدار اليوم وبشكل متواصل بمختلف المعلومات والأخبار الموثوقة المصادر. وفي معرض جوابه على دواعي تنظيم ندوة تفاعلية، حول ” التربية على وسائل الاعلام والاتصال ..رؤى متقاطعة”، التي نظمتها الجمعية المغربية للناشرات والاعلاميات والمركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال في 27 نونبر 2024 بالرباط، أنها كانت تهدف بالخصوص الى المساهمة في فتح نقاش عمومي مدني، لمقاربة هذا الموضوع وبحث السبل الكفيلة بالاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الاعلام والاتصال، وتفادي انعكاساتها السلبية على التنشئة الاجتماعية، خاصة في ظل انتشار الأمية الأبجدية والمعلوماتية، والاسهام في الارتقاء بمستوى البيئة العامة للإعلام والاتصال، واستثمار ما توفره الثورة الرقمية من فرص إيجابية عوض تحويلها إلى وسيلة لنشر الأخبار والمعلومات المضللة، وتعميم التفاهة والتشهير وبث الكراهية. وقال المحافظ ” إننا بهذه الندوة نرمى بحجرة في بركة تبدو آسنة” وذلك من خلال اثارة الانتباه الى وضعية ومآل الاعلام والاتصال، وتقديم مقاربات من زوايا متعددة، وتوصيف بيئة المشهد الإعلامي والتواصلي على ضوء الثورة الرقمية وانعكاساتها على واقع الممارسة الإعلامية المهنية، موضحا أن التربية على وسائل الاعلام، وإن كانت تكتسي أهمية استراتيجية لمستقبل المجتمع، فإنها تشكل بالمقابل، أداة لتمكين الأفراد من تحليل الرسائل الإعلامية ووسائط الاتصال وفهمها، بطريقة مسؤولة وواعية. وكتب مراسل وكالة الأنباء الأذربيجانية في قصاصته، بالخصوص إنه في ظل احتلال الإعلام الرقمي لمكانة تجعله يفرض سلطته وسط الأجناس الإعلامية الأخرى من صحافة ورقية ومحطات إذاعية وتلفزيونية، وفي ظل ما بات يقدمه من زوايا مرافقة، خاصة تلك الإنتاجات التي تقوم على مبدأ الإثارة والأخبار الزائفة لدرجة التفاهة، باتت المؤسسات الإعلامية والمهنيون أمام إشكالية تعيق مسار تخصصهم القائم على العلم وعلى أسس ومبادئ تحترم الشروط وأخلاقيات المهنة. وأمام هذا المعطى، كان لابد من تنظيم حلقات نقاش وندوات ومناظرات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بغاية دق ناقوس الخطر وإعلان تكتل مهني قادر على مواجهة كل التحديات المطروحة.