مقالات الرأي

الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان هنا وهناك

حلقة حوار مفتوح كنت ضيفا خفيف الضل ،أوثقيلا لا أعلم مواقف المتابعين،ولكني بصراحة أحسست بارتياح وأنا أجدد اللقاء مع مناضل شريف صاحب مواقف متزنة يمتلك تجربة في الحياة جمعتني معه لقاءات متعددة ولكننا نتقاسم إلى أبعد الحدود قيما مشتركة .شكرا لكما معا لأنكما فتحتما الباب على مصراعيه للحديث بدون لغة خشب حول قضايا نعتبرها معا مواضيع الساعة وقد كانت من قبل ومازالت .حلقة متشعبة فتحت لي ولكم الفرصة لمناقشة المشاكل العالقة بدون حلول في الهجرة.كنت خلال ساعة من الحوار صريحا انطلاقا من قيمي ومبادئي وثقافتي السياسية ،خلال ساعة وضحت المراحل التي قطعتها في حياتي كطالب في الجامعة بوجدة خلال أربع سنوات وكمناضل في حزب يساري وكنقابي في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ،إلى جانب نشاطي السياسي والنقابي ،كنت مراسلا لجريدة الإتحاد الإشتراكي .جمعت بين النضال السياسي والنقابي ،واكتسبت ثقافة سياسية،وتجربة في الإعلام من خلال تغطيتي للأحداث التي تقع ،فراكمت من خلال سنوات عديدة تجربة إعلامية وصحفية ،بنيت عليها في ولوج ميدان الإعلام في الدنمارك ،كانت البداية مع راديو أمازيغ واستطعنا من خلال العمل الدؤوب أن نكون المنبر الإعلامي وصوت الجالية المغربية القاطنة بالدنمارك بالأمازيغية وهي لهجة الأغلبية والعربية ،كان دائما المنبر الذي نستضيف فيه مسؤولين في الحكومة المغربية عبر الأثير مباشرة لطرق كل القضايا التي تهم الجالية المغربية بالدنمارك والدول الإسكندنافية.كانت تجربة تعلمنا منها الكثير ،ثم لم يتوقف المشروع الإعلامي عند راديو أمازيغ بل انتقلنا إلى مرحلة الشراكة مع مغاربة مازجوا بين السياسة والإعلام،وكانوا سباقين لإنشاء قناة إعلامية تطورت فيما بعد لتصبح قناة تلفزية وإذاعة اختير لها إسم راديو وتلفزيون السلام ،ويرجع الفضل في ظهور القناة للوجود السياسي حميد الموستي المنحدر من مدينة سيدي سليمان بالمغرب والمتزوج لدنماركية والذي يعتبر نموذجا للمغربي المندمج في المجتمع الدنماركي ،وكانت الفرصة السانحة التي فتحت لي لمعرفةخبايا الإعلام السمعي البصري في الدنمارك،انخرطت مع السياسي والمناضل الذي يرجع له فضلا كبيرا بالتعريف بصورة المغرب في المجتمع الدنماركي .فبدأنا مرحلة جديدة في التحضير للبرامج الهادفة والتركيز على تحفيز أكبر عدد من المغاربة للإنخراط في الحياة السياسية والإندماج في المجتمع الدنماركيواصل حميد الموستي برامجه في التلفزة ،وتحملت مسؤولية تدبير إذاعة السلام منذ سنة2008إلى يومنا هذا وقد انظم لي الرفيق محمد أمطالس ليتكلف بالقسم الأمازيغي ،تقاسمنا خلال سنوات الثقافة الإعلامية وحضرنا ندوات عدة،أغنت تجربتنا الإعلامية.واصلنا نشاطنا الإعلامي بأريحية خصوصا وأن وزارة الثقافة المدعم الرئيسي للإذاعة كباقي القنوات الإذاعية والتلفازية والصحف الورقية ،وكانت القناةمنبر إعلامي مستقل ،يتيح لنا قول وجهة نظرنا من كل القضايا في الدنمارك وفي البلد الذي ننحدر منه ،فحرية التعبير في المجتمع الدنماركي مصونة أتاحت لنا الفرصة لتطوير مجهوداتنا لخدمة واقعنا في الهجرة وكذلك لمناقشة مسألة المشاركة السياسية لمغاربة العالم التي مازالت عالقة إلى يومنا هذا منذ طرح دستور 2007الذي تناول فيه السياسيون الحقوق الساسية العالقة لمغاربة العالم .منبرنا الإعلامي خير وسيلة لتعبأة مغاربة العالم في هذا البلد للإنخراط في المعارك الإنتخابية والعمل السياسي هو خير وسيلة للدفاع عن مصالحنا في المجتمع الدنماركي من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية .إن سر نجاحنا يكمن في المتابعة اليومية لمشاكل الهجرة وفتح نقاش داخل النوادي والجمعيات والمؤسسات الدينية التي تتقاسم مع كامل الأسف موقفا معارضا للإنخراط في الأحزاب السياسية الدنماركية لممارسة الضغوط والتغيير من داخل هذه الأحزاب وفرض وجهات نظرنا ،إنه واقع مؤلم مع كامل الأسف لأن هناك عزوف للشباب المزداد في الدنمارك والذي استطاع ولوج المعاهد العليا والتخرج من أرقى الجامعات لكن مع كامل الأسف هناك رفض مطلق للإنخراط في الأحزاب السياسية ومنها حتى الأحزاب الذي تتعاطف مع المهاجرين،هذا الموضوع تناولته عدة مرات خصوصا عندما اشتدّت النعرات العنصرية ضد المسلمين .وقد كان موقفنا ثابت ومعارض لمسألة العزوف عن الإنخراط في الأحزاب السياسة والمشاركة بكثافة في الإنتخابات ،إن ماتقوم به غالبية المؤسسات الدينية لا يخدم الإسلام ولا الجالية المسلمة في الدنمارك.إن نسعى دائما لتغطية الأحداث وفي نفس الوقت إعداد برامج لخدمة المجتمع ،إن سر نجاحنا يكمن في المتابعة اليومية لمشاكل الهجرة ،وفتح نقاش لمعالجة كل المشاكل المطروحة التي لاحدود لها .أعتقد ويشاركني الرأي العديد من الزملاء الصحفيين والفاعلين الجمعويين أن من واجبنا تصحيح صورة الإسلام في المجتمع الدنماركي،وكذلك صورة البلد الذي نعيش فيه ولنا عودة لطرح مزيد من المعطيات تتعلق بواقع الهجرة في الدنمارك

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube