حيمري البشير

الحوز الذي عرفنا حقيقته بعد الزلزال

لم نكن نعرف تمسك سكان الحوز بالإسلام الذي ورثوه أبا عن جد،وهم يعيشون فقرا مدقعا وزادهم الزلزال ألما ،ومازالوا في هذا الجو البارد البئيس يقاومون ، أمراض الشتاء التي تعودوا على مقاومتها بالوصفات التي تركها أجدادهم ،الشيح والزعتر وغيرها التي يسميها الطب البديل .في غياب تام للدولة .

أيها الساهرون على إعادة ترتيب الأمور،وعلى إعادة الروح والحياة لشريحة واسعة من ساكنة الحوز ،الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والصابرون على ما أصابهم ،إنهم يستحقون إعادة البسمة لوجوههم والحياة والأمل لأرضهم ولأطفالهم الذين مازالوا على قيد الحياة،ازرعوا الأمل فيمن بقى متشبثا بالأرض عفوا بالجبال الشاهقة التي تكسوها الثلوج مدة ليست بالقصيرة ويعاني السكان من قسوتها .هم أصبحوا يلتجؤون إلى الطب البديل من خلال الأعشاب المتنوعة التي أنعم الله عليهم وبالمجان في جبالهم ونضالهم ،لمعالجة الأمراض الخفية والظاهرة،هم باتوا لايطمحون من الدولة أن تبني لهم مستشفيات في أعالي الجبال لأنها غير قادرة حتى على توفيرها حتى لسكان المدن الكبرى بسبب الضغط السكاني ،والحياة رغم الظروف الصعبة وكل النعم التي يتمتع بها سكان المدن.

في الطقس البارد نتوق أن تتحرك القنوات التلفزية المغربية لنقل المعاناة ،وتكريس حقيقة أنها لا تتحرك إلا بالتعليمات،ننتظر صحفيين يتمتعون بالروح الوطنية لنقل الحقيقة وانتقاد الجهات التي تقاعست على إنصاف الساكنة المتضررة.وحتى ولو تجرأ الصحفيون للتعبير عن معاناة الساكنة بسبب الظروف المناخية الصعبة وقساوة البرد فإنهم سيبقوا مقصرين في حق شريحة واسعة من سكان الجبال التي ضربها الزلزال .اليوم يمكن أن نقول بأن الزلزال كان نقمة لأنه أخذ أعز الناس لقلوبنا ،لكنه في نفس الوقت هو نعمة لأنه أرغم الدولة المغربية على إعادة النظر في سياستها في هذه المنطقة المهمشة في العديد من الميادين.الساكنة اليوم أحوج إلى الطرق المعبدة إلى المدارس ،إلى المستوصفات والمستشفيات ،إلى كل ماتحتاجه الساكنة في حياتها اليومية ثم إلى الأهم إعادة ترميم المساجد والمدارس القرآنية التي دمرها الزلزال لأنها مهد حضارة الموحدين والمرابطين ،وفيها حافظ المغرب على الإسلام وعلومه الشرعية.
منطقة معروفة بحفظة كتاب الله،منطقة معروف أهلها بالكرم والجود والتشبث بالقيم الإسلامية وتجسيدها ممارسة وسلوكا على أرض الواقع .أنا أتطلع ويشاطرني الرأي ليس كل المغاربة وإنما أغلبهم الذين تجاوزوا مرحلة اليأس وأصبحوا ينظرون للمستقبل بتفاؤل كبير .ويعتقدون أن ما وقع رغم الألم والجراح وفراق أعز الناس.فإنهم متشبثون بالأمل لأن المغاربة بالداخل والخارج عبروا بقلب واحد أنهم مع السكان المتضررين من خلال الهبة الشعبية التي تناقلتها القنوات التلفزية في العالم ،ومن خلالها عرفوا حقيقة الشعب المغربي المعطاء .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube