ها لماء اللي كنشربو من وادي أم الربيع سيدي العامل.
عبد الله شوكا.
شاب شجاع من قرية مشرع بن عبو يغفل الجميع ويقصد السيد عامل إقليم سطات وهو يقوم بجولة تفقدية في قرية مشرع بن عبو إقليم سطات، كان الشاب حاملا قنينة من مياه وادي أم الربيع، وهو يصرخ في وجه السيد العامل “ها لماء اللي كنشربو من وادي أم الربيع سيدي العامل”.
هذا الحدث وقع منذ سنتين تقريبا، عندما حل السيد عامل إقليم سطات في زيارة تفقدية لمنطقة مشرع بن عبو، ومن أعراف مسؤولي أي منطقة في المغرب وهم يستقبلون عاملا أو واليا، انهم يعملون كلما في جهدهم لكي يظهروا للزائر المسؤول أن الكل بخير ويعيش في طمأنينة، وأن المنطقة تعيش في بحبوحة ورغد.
ومن المعروف ايضا أن أي زيارة ملكية لأي إقليم، الا وتتحرك السواعد والهواتف، وتشرع الشاحنات في حمل الزفت ليلا، ويتم تبليط الطرق والشوارع والناس نيام، ويتم غرس الأشجار والنخيل، وتصبح الاماكن في حلة قشيبة من الزينة،وتغفل حتى الساكنين من قربها في الصباح الموالي.
انه النفاق السياسي بشتى تجلياته عند مسؤولينا، ولعل هؤلاء العلماء يغيب عن مخيلاتهم انهم غدا سيمرون أمام الحساب الالهي ، وسيخرجون من عين الابرة، أو ربما يتخيل إليهم انهم سوف لن يموتوا أو سيقف عندهم عزرائيل للقبض على أرواحهم الشريرة.
هو حدث وقع في قرية مشرع بن عبو عند زيارة سبق وقام بها السيد عامل إقليم سطات للمنطقة منذ سنتين، وهو يتجول رفقة مرافقيه، وأعيان منطقة مشرع بن عبو، وبما أن القرية تنذب حظها وتعاني في صمت مع وضعيتها المزرية، وربما كان حال الأعيان وهم يتجولون في قرية مشرع بن عبو رفقة السيد العامل، ربما ينطبق عليهم انهم يريدون طمأنة الزائر الثقيل أن الكل بخير، وأن القرية تنعم في الخيرات والمناظر الطبيعية مع جمالية نهر ام الربيع والاشجار، هذه الطبيعة الجميلة التي تخفي وراءها الكثير من المعاناة لدى سكان قرية مشرع بن عبو.
ولم يدر أولئك المسؤولون أن شيئا سيقع، وسيفاجؤهم حدث لم يكن على البال، وسيعكر صفو جولتهم مع السيد العامل، حتى خرج شاب شجاع وسط الجموع، شاب ينتمي لقرية مشرع بن عبو، وهو يحمل قنينة ماء لونه داكن من نهر ام الربيع، وتوجه صوب السيد العامل، وهو يصرخ “ها انت سيدي العامل ها لماء اللي كنشربو من وادي ام الربيع”، إشارة إلى مياه أم الربيع الملوثة والتي دأب سكان قرية مشرع بن عبو على تناولها وشربها منذ القدم.
هذا مثال لما يعانيه سكان منطقة مشرع بن عبو ودوار أولاد اسعيد بن علي المجاورة، المحرومة من ربطها بالشبكة الوطنية للماء الصالح للشرب، علما ان عشرات الدواوير المجاورة، سواء في الرحامنة أو منطقة أولاد بوزيري، تم ربطها بالماء الصالح للشرب منذ سنوات خلت، باستثناء قرية مشرع بن عبو، ودوار أولاد اسعيد بن علي اللذان يخلقان الاستثناء..فأين يكمن الخلل يا ترى
